اذا أردت أن تعرف أهمية " محبة الناس " في حياتك ما عليك إلا أن تتأمل في حال الناس حينما يذكر عندهم شخص قد فارقوه بسفر أو وفاة ، فهم يظهرون الاشتياق له والمحبة ويتمنون تواجده بينهم ، ولو سألتهم عن كل هذا الانجذاب والاشتياق ماهي أسبابه سيجيبونك إنه كان طيبا وذا أخلاق رفيعة وما رأينا منه إلا كل خير .. إذن انجذاب القلوب لا يأتي عفويا دونما أسباب ، ومن أفضل أسبابه إنك تفعل ما ينفع الناس ويحقق لهم السعادة فإليك القناديل في طريقك لتكون محبوبا اجتماعيا:
- كن مغناطيس القلوب : ينجذب الناس نحو الإنسان الذي يقدم الإحسان للآخرين ويحاول مساعدتهم ولا يبحث عن المقابل ، فالإحسان هو الخاصية المغناطيسية لجذب القلوب وكما قيل " الإنسان عبد الإحسان "
- كن حليما و ذا أناة : لا تتعجل ردود افعالك ، فالردود الناتجة عن الانفعال والتوتر تحدث التنافر ولكن حينما تحتمل إساءة الآخرين وتتعامل بحلم معهم سيكثر محبوك بلا شك حتى جاء في الأثر عن الإمام علي (عليه السلام) حكمته المشهورة " الحلم عشيرة "
- إستعمل ضميرك كميزان : لا تقدم على أي قول أو فعل إلا بعد أن تزن سلوكك في ميزان الضمير ، هل ترضى هذا لنفسك ؟ لكي ترضاه لغيرك ؟ حتى لا تكون سببا في خدش مشاعر الآخرين وحينئذ سيكثر محبوك ، قال الإمام علي (عليه السلام) في وصيته لابنه الإمام الحسن(عليه السلام ) (اجعل نفسك ميزانا فيما بينك و بين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك ، و اكره له ما تكره لها ، و لا تظلم كما لا تحب أن تظلم).
- كن عذب الكلام : فللكلمة الطيبة والرقيقة سحرها في دغدغة المشاعر ، كما لعذوبة الأسلوب مع الآخرين أثرا عجيبا في انجذاب القلوب لمن يلاطفها ، قال الإمام علي (عليه السلام ) : " من عذب لسانه كثر إخوانه " .
- كن ماء باردا تثلج الصدور بسخائك وأريحيتك : من كنت له كالماء البارد وهو يشعر بالظمأ في صحراء المشاكل لا ينساك أبدا وسيذكرك بكل خير ، فكن مغيثا للملهوفين ومنفسا عن المكروبين .
- إبتعد عن النقد و اللوم : إن القلوب تنفر من القساة و ذوي الطبع الجاف في أسلوبهم ، ومن كل صخاب وعياب كثير النقد واللوم لا يعبأ بمشاعر الغير ، فأجتنب الأساليب المنفرة ، وانتقي كلماتك ،وأبتعد عن النقد واللوم فهما مدعاة الى إثارة الضغائن والأحقاد.