فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

جاءَ عن الإمامِ عليٍّ -عليهِ السلامُ-: ". وَمَا خَلَقَ الله عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنَ الْكَلَامِ وَلَا أَقْبَحَ مِنْهُ، بِالْكَلَامِ ابْيَضَّتِ الْوُجُوهُ وَبِالْكَلَامِ اسْوَدَّتِ الْوُجُوهُ..".

فمن خلالِ الكلامِ يتواصلُ الناسُ ويُفهِمُ بعضُهُم بعضاً، فما مِن شيءٍ بحاجةٍ الى ضبطٍ وتقعيدٍ كالكلامِ؛ لما يترتّبُ عليهِ من نتائجَ سلبيةٍ أو إيجابيةٍ؛ فهوَ تعبيرُ المرءِ عن أفكارِهِ ومستواهُ الفكريِّ والثقافيِّ،

ومن خلالِ المأثورِ عنِ الإمامِ عليٍّ -عليهِ السلامُ-نستخرجُ بعضَ القواعدِ عنِ الكلامِ المُتميّزِ :

القاعدةُ الأولى : قولُ الإمامِ عليٍّ -عليهِ السلامُ- :  "لا تتكلمنَّ إذا لم تجدْ للكلامِ موقِعاً ".

إذ لكلِّ مقامٍ مقالٌ ، فاخترِ الكلامَ المناسبَ للظرفِ ولا تنطقْ بما يوقِعُكَ في الإحراجِ والانتقادِ.

القاعدةُ الثانية: يقولُ الإمامُ عليٌّ-عليهِ السلامُ-: "إنَّ أحسنَ الكلامِ ما زانَهُ حُسنُ النظامِ، وفَهَمَهُ الخاصُّ والعامُّ".

كُنْ واضحاً في بيانِ فكرتِكَ بصياغةٍ مفهومةٍ وكلماتٍ منظّمةٍ ومتناسقةٍ، ولا تلجأْ إلى التعقيدِ في أسلوبِكَ واقتباسِكَ للمصطلحاتِ الغامضةِ والفنّيةِ.

القاعدةُ الثالثة: يقولُ الإمامُ عليٌّ-عليهِ السلامُ-: " آفةُ الكلامِ الإطالةُ".

خيرُ الكلامِ ما قلَّ ودلَّ، فالثرثرةُ منفّرةٌ، والسردُ المطوّلُ مُمٌّل، ويتثاقلُ منهُ السامعُ وخصوصاً الموضوعاتُ المكرورةُ التي لا يسأمُ البعضُ من إعادتِها بمنتهى البلاهةِ والسذاجةِ.

القاعدةُ الرابعة: يقولُ الإمامُ عليٌّ-عليهِ السلامُ-: " يُستَدلُّ على عقلِ كلِّ امرئٍ بما يجري على لسانهِ".

إنَّ كلامَكَ كاشفٌ عن ثقافتِكَ وترجمانُ مستواكَ وما ينطوي عليهِ سرُّكَ وباطنُ شخصيّتِكَ، فإنْ نطقتَ فعن تعقّلٍ وعلمٍ فكلامُكَ هوَ البصمةُ التي ستتركُ أثرَها في نفوسِ السامعينَ لا تفارقُ ذاكرتَهم.

القاعدةُ الخامسةُ: لا تكنْ هجومياً في أسلوبِ حديثِكَ؛ فهذا ينفّرُ منكَ الآخرينَ، فابدأْ حديثَكَ بأسلوبٍ جذابٍ وليّنٍ، وراعِ الحالَ والظرفَ الذي أنتَ فيهِ، قالَ الإمامُ عليٌّ (عليهِ السلامُ): "إياكَ وما يُستَهجَنُ من الكلامِ، فإنّهُ يحبِسُ عليكَ اللئامَ وينفّرُ عنكَ الكرامَ".

القاعدةُ السادسة : يقولُ الإمامُ عليٌّ-عليهِ السلامُ-: " إياكَ والهذرَ، فمَن كَثُرَ كلامُهُ كثُرتْ آثامُهُ"

 ضبطُ الكلامِ ومراعاةُ سلامتِهِ أمرٌ ليسَ هيّناً؛ فالمبالغةُ وعدمُ الدقةِ في التحدثِ عن الوقائعِ والآخرينَ أمرٌ يوقعُنا في الإثمِ، ويفتحُ علينا بابَ المشاكلِ، فمعنى الهذرِ التحدُّثُ بسرعةٍ دونَ توقُّفٍ وبأمورٍ ومواضيعَ تافهةٍ، و أيضاً معناهُ التكلَّمُ بما لا ينبغي ، فإنَّ  "قلةَ الكلام ِيسترُ العُوَارَ ويؤمِنُ العِثارَ" كما يقولُ الإمامُ عليٌّ -عليهِ السلامُ- .

القاعدةُ السابعةُ :  تريّثْ قبلَ أنْ تنطقَ بالكلامِ وفكّرْ هل عندما تتحدثُ بما في بالِكَ سيوقعُكَ في الآثامِ والمشاكلَ أم أنَّ ذلكَ فيهِ الخيرُ والمصلحةُ ؟ وكلَما أطلتَ  التفكيرَ قبلَ أنْ تتكلمَ فأنتَ في أمانٍ وراحةِ بالٍ، وهذا ما يؤكّدُهُ الإمامُ عليٌّ -عليهِ السلامُ- بهذهِ القاعدةِ :

"الكلامُ في وثاقِكَ ما لم تتكلمْ بهِ، فإذا تكلمتَ بهِ صرتَ في وثاقِهِ، فاخزنْ لسانَكَ كما تخزنُ ذهبَكَ وورقَكَ، فرُبَّ كلمةٍ سلبتْ نِعمةً".