وردَ عَن رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ - أنّهُ قالَ: (أنا وكافِلُ اليتيمِ كهاتينِ في الجَنَّةِ). وأشارَ بالمُسَبِّحَةِ والوُسطَى.
ولعلَّ كفالةَ الأيتامِ مصطلَحٌ عامٌّ يُمكِنُ أنْ يُخَصَّصَ ويُقَيَّدَ ببعضِ النَّواحي، منها:
أولاً: الناحيةُ العاطفيّةُ:
عَنِ الرسولِ الأكرمِ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ -: (إنَّ في الجنَّةِ داراً، يُقالُ لَها: دارُ الفَرَحِ لا يدخُلُها إلاّ مَنْ فرَّحَ يَتامَى المؤمنينَ).
ثانياً: الناحيةُ الماليّةُ:
قد يكونوا أصحابَ تَرِكَةٍ ماليّةٍ، لذا يجِبُ أنْ تُصانَ هذهِ التَّرِكَةُ بِكُلِّ أمانَةٍ.
قالَ تَعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}.
وعَنْ رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: (يُبعَثُ ناسٌ عَنْ قبورِهِم يومَ القيامَةِ تَأجَّجُ أفواهُهُم نارًا، فقِيلَ لَهُ: يا رسولَ اللهِ، مَن هَؤلاءِ؟ قالَ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}).
ثالثاً: الناحيةُ التعليميّةُ:
تعليمُ الأيتامِ عِبرَ إدخالِهِم المدارسَ، ومُتابعَةِ مُتطلّباتِ التعليمِ، ضرورةٌ مُلِحّةٌ، ليكونوا مُستَقبلاً عناصرَ قادرةً على نفعِ نفسِها، ونفعِ المجتمعِ.
رابعاً: ناحيةُ توفيرِ السَّكَنِ الملائم ِللأيتامِ:
عَنْ رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: (مَنْ آوى يَتيمًا أو يتيمَينِ ثُمَّ صبَر واحتسبَ كُنتُ أنا وهُوَ في الجنَّةِ كهاتينِ).
خامساً: ناحيةُ إظهارِ الرَّحمةِ لَهُم:
ناحيةُ إظهارِ الرَّحمةِ والمودَّةِ للأيتامِ لَها أهميّةٌ قُصوى تتلخّصُ في تعويضِهِم عَنْ فَقدِ والديهِم، وما قَد يُعانوهُ بسببِ ذلكَ.
سادساً: ناحيةُ عَدمِ قَهرِ الأيتامِ:
قالَ تَعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}.
سابعاً: ناحيةُ إعالَتِهِم والإنفاقِ عَليهِم:
وجوبُ رعايَتِهِم فِيما لَو كانُوا فُقراءَ، والإنفاقِ عَليهِم.
وعَنهُ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-: (مَنْ قبضَ يَتيمًا مِنْ بينِ مُسلمينَ إلى طعامِهِ وشرابِهِ أدخَلَهُ اللهُ الجنَّةَ البَتَّةَ، إلاّ أنْ يَعمَلَ ذنبًا لا يُغفَرُ لَهُ).
ثامناً: ناحيةُ الرِّعايَةِ الصِّحيّةِ:
لينعَمُوا بالصِّحَةِ الجسديّةِ والنفسيّةِ ليعتَمِدوا على أنفُسِهِم مُستَقبَلاً.