أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-08-2015
905
التاريخ: 3-08-2015
1810
التاريخ: 21-4-2018
837
التاريخ: 3-08-2015
945
|
(الأول) أنه مع كونه مركبا من الحروف الهجائية المفردة التي يقدر على تأليفها كل واحد يعجز الخلق عن تركيب مثله بهذا التركيب العجيب والنمط الغريب، كما في تفسير العسكري (عليه السلام) في الم قال: معناه إن هذا الكتاب الذي انزلته هو الحروف المقطعة التي منها الف لام ميم وهو بلغتكم وحروف هجائكم فأتوا بمثله إن كنتم صادقين.
(الثاني) من حيث امتيازه عن غيره مع اتحاد اللغة، فان كل كلام وإن كان في منتهى الفصاحة وغاية البلاغة اذا زين ورصع بجواهر الآيات القرآنية وجدت له امتيازا تاما وفرقا واضحا يشعر به كل ذي شعور.
ونقل أنه كان في الأيام السابقة كل من انشأ كلاما أو شعرا في غاية الفصاحة والبلاغة علقه على الكعبة المعظمة للافتخار، والقصائد المعلقات السبع مشهورة فاذا انشأ ما هو ابلغ منه رفعوا الأول وعلقوا الثاني، فلما نزل قوله تعالى {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ} [هود: 44] رفعوا المعلقات من الكعبة واخفوها من الفضيحة.
(الثالث) من جهة غرابة الاسلوب واعجوبة النظم، فان من تتبع كتب الفصحاء واشعار البلغاء وكلمات الحكماء لا يجدها شبيهة بهذا النظم العجيب والأسلوب الغريب والملاحة والفصاحة، ويكفيك نسبة الكفار له الى السحر لأخذه بمجامع القلوب.
(الرابع) من حيث عدم الاختلاف فيه {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82] فلا تجد فيه مع هذا الطول كلمة خالية من الفصاحة خارجة عن نظمه واسلوبه، وافصح الفصحاء اذا تكلم بكلام طويل تجد في كلامه أو اشعاره غاية الاختلاف في الجودة والرداءة.
وأيضا لا اختلاف في معانيه ولا تناقض في مبانيه، ولو كان مجعولا مفتريا كما زعم الكفار لكثر فيه التناقض والتضاد، فان الكذاب لا حفظ له وفي المثل الفارسى «دروغ گو حافظه ندارد».
(الخامس) من حيث اشتماله على كمال معرفة اللّه وذاته وصفاته واسمائه مما تحير فيه عقول الحكماء والمتكلمين وتذهل عنه ألباب الاشراقيين والمشائيين في مدة مديدة من الأعوام والسنين.
(السادس) من حيث اشتماله على الآداب الكريمة والشرائع القويمة والطرق المستقيمة ونظام العباد والبلاد والمعاش ورفع النزاع والفساد في المعاملات والمناكحات والمعاشرات والحدود والأحكام والحلال والحرام مما تتحير فيه عقول الأنام ويذعن له أولو العقول والافهام، ولو اجتمع جميع العقلاء والحكماء والعرفاء وبذلوا كمال جهدهم وسعوا غاية سعيهم في بناء قاعدة لنظام العالم والعباد مثل ما ذكر لعجزوا.
(السابع) من حيث اشتماله على الأخبار بخفايا القصص الماضية الخالية مما لم يعلمه احد إلا خواص أحبارهم ورهبانهم الذين لم يكن النبي (صلى الله عليه واله) معاشرا لأحد منهم، كقصة اهل الكهف وشأن موسى والخضر وقصة ذي القرنين وقصة يوسف ونحوها.
(الثامن) من حيث اشتماله على الأخبار بالضمائر والعيوب مما لا يطلع عليه إلا علّام الغيوب، كإخباره تعالى بأحوال الكفار والمنافقين وما يضمرونه في قلوبهم ويخفونه في نفوسهم، وكان (صلى الله عليه واله) يخبرهم بذلك فيعتذرون.
(التاسع) من حيث اشتماله على الإخبار بالأمور المستقبلة والأحوال الآتية كما هي، كقوله تعالى في اليهود {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [آل عمران: 112] فلم يحكم منهم سلطان في جميع الأطراف، وكالإخبار بعدم الاتيان بمثل القرآن كقوله تعالى {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ} [الإسراء: 88] ، وكالاخبار بعدم تمني اليهود الموت في قوله تعالى {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا} [الجمعة: 6، 7] وكالإخبار بعدم ايمان ابي لهب وجماعته، وبدخول مكة للعمرة والرجوع إليها وبعصمة الرسول من شر الناس في قوله {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ، وبغلبة الروم ونحو ذلك.
(العاشر) من حيث اشتماله على الحكم القويمة والمواعظ المستقيمة، كقوله تعالى { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا } [الإسراء: 26، 27].
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} [الإسراء: 28].
{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا * إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [الإسراء: 29، 30] {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا * وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا * وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا * وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا * وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا * ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} [الإسراء: 32 - 39].
ولقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ} [النحل: 90].
(الحادي عشر) من حيث أنه لا يخلق على طول الأزمان ولا يمل منه بل كلما تلوته ونظرته وجدته طريا، وهذه الخاصية لا توجد في غيره.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|