أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-08-2015
6532
التاريخ: 18-4-2018
636
التاريخ: 9-08-2015
915
التاريخ: 22-03-2015
1037
|
على المسلم أن يؤمن بالمعاد بالدليل العقلي بصفته ركنا، ولا يجوز تقبله من قبل المدركين اعتباطا وبطريق التقليد.
أما كيف يعود الميت ومتى يعود فان المسلم غير مكلف بمعرفته.
وان عدم جواز التقليد في اصول الدين يراد منه عدم كفاية الظن ووجوب لزوم القطع واليقين، لا لزوم اقامة الحجج والبراهين وانما اقامة هذه الحجج لنفسه بحيث تقنع عقلا بصحته.
ويتلخص الإيمان بالمعاد في أن يعتقد المسلم والشيعي الامامي الاثنا عشري أن الانسان عائد إلى الحياة يوم يريد اللّه ذلك وان الذي يعود يوم القيامة يعود بنفسه المتعلقة به، فليس المعاد للحساب عما فعل هو جسم الإنسان فقط كما يرى البعض ولا مثيله ولا روحه كما يرى البعض الآخر وإنما يعود بروحه وجسمه.
قال العلامة في شرح الياقوت: يتفق المسلمون على اعادة الأجساد خلافا للفلاسفة.
وقال المحقق الدواني في شرح العقائد العضدية: والمعاد أي الجسماني فانه المتبادر عن اطلاق الشرع، إذ هو الذي يجب الاعتقاد به ويكفر من انكره حتى بإجماع أهل الملل الثلاث وشهادة نصوص القرآن في المواضع المتعددة بحيث لا يقبل التأويل كقوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} [يس: 77] الى قوله {وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ} [يس: 79].
قال المفسرون نزلت هذه الآية في أبي بن خلف، خاصم رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وأتاه بعظم قد رمّ وبلى ففته بيده وقال: يا محمد أترى اللّه يحيى هذا بعد ما رم؟
فقال: نعم ويبعثك ويدخلك النار.
وهذا مما يقلع عرق التأويل بالكلية، ولذلك قال الامام الرازي أنه لا يمكن الجمع بين الايمان بما جاء به النبي (صلى الله عليه واله) وبين انكار الحشر الجسماني.
قلت: ولا الجمع بين القول بقدم العالم على ما يقوله الفلاسفة وبين الحشر الجسماني، لأن النفوس الناطقة على هذا التقدير غير متناهية، فيستدعى حشرها جميعا ابدانا غير متناهية وأمكنة غير متناهية، وقد ثبت تناهي الأبعاد بالبرهان انتهى
واما ما نص على المعاد من الآيات القرآنية فهو كثير جدا، فقد اكثر ذكر المعاد في القرآن الكريم والفرقان بطرق عديدة وسبل سديدة لصعوبته على الأفهام وكثرة ما فيه من الشبه والأوهام، فتارة حكم تعالى بأنه كائن لا محالة من دون ذكر دليل، بل انه يجب الاذعان به والتصديق من دون طلب دليل لذلك لا سيما بالنسبة إلى العوام والضعفاء كما في قوله تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] وقوله تعالى {وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج: 7] وقوله تعالى {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام: 36].
وتارة ذكره اللّه مشفوعا بالقسم لكثرة الشبه والاشتباه فيه فقال تعالى في سورة النحل {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } [النحل: 38] وقال تعالى في سورة التغابن { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} [التغابن: 7].
وتارة اثبت اللّه المعاد مستدلا بكونه قادرا على كل شيء وعلى امور تشبه الحشر والنشر، فلا يستبعد قدرته تعالى على الحشر والنشر كقوله تعالى في الواقعة ردا على منكري المعاد {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} [الواقعة: 58، 59].
ووجه الاستدلال بها على ما في التفسير الكبير أن المني يحصل من فضلة الهضم الرابع، وهو كالظل المنبث في اطراف أناق الأعضاء، ولهذا تشترك الأعضاء في الالتذاذ بالوقاع ويجب غسلها كلها من الجنابة لحصول الانحلال عنها كلها، ثم إن اللّه قد سلط قوة الشهوة على البنية حتى أنها تجمع تلك الأجزاء الظلية المتفرقة في أوعية المني.
والحاصل ان تلك الأجزاء كانت مفترقة جدا أولا في اطراف العالم، ثم أنه تعالى جمعها في بدن ذلك الحيوان منبثة في اطراف بدنه ثم جمعها بقوة المولدة في أوعية المني، ثم أخرجها ماء دافقا الى قرار الرحم فاذا كانت هذه الأجزاء متفرقة فجمعها وكون منها ذلك الشخص فاذا تفرقت بالموت مرة أخرى فكيف يمتنع عليه جمعها مرة أخرى؟ فهذا تقرير هذه الحجة في هذا المنهج.
ومن هذا الطريق قوله تعالى في سورة الحج {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الحج: 5] الى قوله تعالى {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً} [الحج: 5] [وقوله تعالى] {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الحج: 6] وقال تعالى {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} [القيامة: 37، 38] وقال تعالى {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق: 5 - 8].
وتارة بين تعالى قدرته على المعاد بذكره مرتبا على ذكر المبدأ، اشارة إلى ان القادر على الايجاد قادر على الاعادة، كما قال تعالى في سورة البقرة: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28] وقال تعالى في سورة الاسرى {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا* قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } [الإسراء: 49، 51] وقال تعالى في سورة الروم {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [الروم: 27] وقال تعالى في سورة يس {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس: 79] .
وروى الصدوق بسند صحيح عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا أراد اللّه أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم.
وعن الامام زين العابدين (عليه السلام) قال: عجبا كل العجب لمن انكر الموت وهو يرى من يموت كل يوم وليلة، والعجب كل العجب لمن انكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|