المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



القرآن يدل على نهاية الكون  
  
871   09:49 صباحاً   التاريخ: 18-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 222- 227
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / تعريف المعاد و الدليل عليه /

ويخبرنا اللّه تعالى عن ذلك بقوله: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ} [الانفطار: 1 - 3] و{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} [الانشقاق: 1، 2] ‏. {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} [طه: 105 - 107] ، {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا } [طه: 108، 109].

ذكر العلامة السيد عبد اللّه شبّر (ره) في حق اليقين: ان اللّه سبحانه للطفه ورأفته بعباده، قد أكثر ذكر المعاد في القرآن الكريم والفرقان العظيم بطرق عديدة وسبل سديدة لصعوبته على الافهام.

فتارة حكم تعالى بأنه كائن لا محالة من دون ذكر دليل بل انه يجب الاعتقاد والاذعان به والتصديق من دون تطلب دليل لذلك، لا سيما بالنسبة الى العوام والضعفاء كما في قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] وقوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج: 7] وقوله تعالى: {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ} [الأنعام: 36] ونحو ذلك، وتارة ذكره اللّه مشفوعا بالقسم لكثرة الشبه والاشتباه فيه. فقال تعالى في سورة النحل: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل: 38] وقال تعالى في سورة التغابن : {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} [التغابن: 7].

وتارة أثبت اللّه تعالى المعاد مستدلا بكونه قادرا على كل شي‏ء وعلى امور تشبه الحشر والنشر، فلا تستبعد قدرته تعالى على الحشر والنشر، كقوله تعالى‏ في سورة الواقعة ردا على منكري المعاد: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} [الواقعة: 58، 59].

ووجه الاستدلال بها على ما في تفسير الفخر الرازي: ان المني يحصل من فضلة الهضم الرابع وهو كالظل المنبث في أطراف آفاق الاعضاء، ولهذا تشترك الأعضاء في الالتذاذ بالوقاع ويجب غسلها كلها من الجنابة لحصول الانحلال عنها كلها، ثم ان اللّه قد سلط قوة الشهوة على البنية حتى انها تجمع تلك الأجزاء الظلية المتفرقة في أوعية المني، فالحاصل ان تلك الأجزاء كانت مفترقة جدا، أولا في أطراف العالم ثم انه أخرجها ماء دافقا الى قرار الرحم، فاذا كانت هذه الأجزاء متفرقة فجمعها وكوّن منها ذلك الشخص، فاذا تفرقت بالموت مرة اخرى فكيف يمتنع عليه جمعها مرة اخرى.

فهذا تقرير هذه الحجة في هذا المنهج ومن هذا النهج قوله تعالى في سورة الحج: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الحج: 5] الى قوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً} [الحج: 5] ، {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [الحج: 6] وقال تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} [القيامة: 37، 38] وقال تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق: 5 - 8] وتارة بيّن تعالى قدرته على المعاد بذكره مرتبا على ذكر المبدأ اشارة الى ان القادر على الايجاد قادر على الاعادة، كما قال تعالى في البقرة: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: 28] وقال تعالى في الروم: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى } [الروم: 27] وقال تعالى في ياسين‏ {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } [يس: 79] وتارة أسدل تعالى على البعث والحشر من جهة وجوب المجازاة واثابة المحسن وتعذيب العاصي وتميزها عن الآخر ليتم عدل اللّه وحكمته في العباد اذ لولا الحساب والعقاب والجزاء والثواب للزم الجور وبطل العدل وضاعت الحقوق عن اربابها واستقرت الظلامات على اصحابها ولم يبق فرق بين‏ احسان المحسن واساءة المسي‏ء، بل لكان النفع ضرا والضر نفعا، فان الخير والإحسان في أغلب الازمان يوجب المشقة والمضرة ونقصان القوة والمال وفوات اللذة بحسب الدنيا والشر والاساءة فلا بد من نشأة اخرى تقع فيها المجازاة على اعمال الناس والانتقام للمظلومين من الظالمين وايصال ذوي الحقوق الى حقوقهم.

وقد أشار تعالى الى هذا المضمون في مواضع منها في يونس قال تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ} [يونس: 4]. وقال تعالى في طه: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى } [طه: 15]. وقال تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31]. وقال تعالى في سورة ص: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ } [ص: 27، 28].

وتارة استدل تعالى بإحياء الموتى في الدنيا على صحة الحشر والنشر في الآخرة كما في خلق آدم ابتداء من غير مادة لأب وام ، ومنها قوله تعالى في البقرة: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى} [البقرة: 73] ، ومنها في قصة الخليل وقوله: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} [البقرة: 260] ، ومنها في قصة حزقيل وقوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} [البقرة: 259] ، ومنها في قصة أصحاب الكهف وقوله تعالى: {لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} [الكهف: 21] ، ومنها في قصة أيوب وقوله: {وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ } [الأنبياء: 84] ، وغيرها من الآيات التي وردت في القيامة والمجازات والبعث (851 آية).

قال المحقق الدواني (ره) أعلم أن المعاد الجسماني : مما يجب الاعتقاد به ويكفر منكره.

أما المعاد الروحاني : أعني التذاذ النفس بعد المفارقة وتألمها باللذات والآلام العقلية فلا يتعلق التكليف باعتقاده ، ولا يكفر منكره ولا منع شرعا ولا عقلا من اثباته. قال الفخر الرازي:

أما القائلون بالمعاد الروحاني والجسماني فقد أرادوا أن يجمعوا بين الحكمة والشريعة، فقالوا: دل العقل على أن سعادة الأرواح بمعرفة اللّه تعالى ومحبته، وأن سعادة الأجساد في ادراك المحسوسات، والجمع بين هاتين السعادتين في هذه الحياة غير ممكن، لأن الانسان مع استغراقه في تحلي أنوار عالم القدس لا يمكنه أن يلتفت الى شي‏ء من اللذات الجسمانية ومع استغراقه في استيفاء هذه اللذات لا يمكنه أن يلتفت الى اللذات الروحانية، وإنما تعذر هذا الجمع لكون الأرواح البشرية ضعيفة في هذا العالم فإذا فارقت الموت واستمدت من عالم القدس والطهارة قويت وصارت قادرة على الجمع بين الأمرين.

الأخبار التي وردت في المعاد الجسماني والروحاني، ويشهد لذلك ما روى مستفيضا في الاحتجاج وأمالي الشيخ الطوسي (ره) وغيرهما أن ابن أبي العوجاء سأل الصادق عليه السّلام عن قوله تعالى: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا } [النساء: 56] ما ذنب الغير؟ قال: ويحك هي هي وهي غيرها. قال: فمثل لي ذلك بشيء من أمر الدنيا. قال: نعم أرأيت لو أن رجلا عمد الى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء وجبّلها ثم ردّها في ملبنها فهي هي وهي غيرها. وفي رواية الأمالي : أرأيت لو أن رجلا عمد الى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء وجبّلها ثم ردّها الى هيئتها.

الأولى، ألم يكن هي هي وهي غيرها؟ فقال: بلى أقنع اللّه بك، فإن الظاهر أن مراده عليه السّلام أنه يعود شخصه بعينه وإنما الاختلاف في الصفات والعوارض غير المشخّصات أو أن المادة متحدة، وإن اختلفت التشخصات والعوارض.

الثاني: ما ورد من قول الصادق عليه السّلام في البدن البرزخي لو رأيته لقلت : هذا فلان.

الثالث: ما ورد من أهل الجنة جرد مرد.

الرابع: ما ورد أن المتكبرين يحشرون على صورة الذر.

الخامس: ما ورد عن طرق جمهور العامة أنه يحشر بعض الناس على صور تحسن عندها القردة والخنازير وكون ضرس الكافر مثل جبل احد تغليظا للعقوبة.

السادس: عن الإمام زين العابدين عليه السّلام قال: عجبا كل العجب لمن أنكر الموت وهو يرى من يموت كل يوم وليلة والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة الآخرة وهو يرى النشأة الاولى.

السابع: روى الصدوق في الصحيح عن الصادق عليه السّلام قال إذا أراد اللّه أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا، فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم.

الثامن : ما روى القمي في تفسيره بسند صحيح عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السّلام عن أن ابراهيم عليه السّلام نظر الى جيفة على ساحل البحر تأكلها سباع البر وسباع البحر ثم تثب السباع بعضها بعض فيأكل بعضها بعضا فتعجب ابراهيم فقال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ} [البقرة: 260] الآية.

فأخذ ابراهيم الطاوس والديك والحمام والغراب. قال اللّه تعالى: فصرهنّ أي قطعهن، ثم اخلط لحمهنّ وفرقها على عشرة جبال ثم خذ مناقيرهنّ وادعهن يأتينك سعيا. ففعل ابراهيم ذلك، وفرقهن على عشرة جبال، ثم دعاهن فقال: أجبنني بإذن اللّه تعالى، فكانت تجتمع ويتألف لحم كل واحد وعظمه الى رأسه وطارت الى ابراهيم. فعند ذلك قال ابراهيم: إن اللّه عزيز حكيم.

التاسع: ما في الاحتجاج عن هشام بن الحكم أنه قال الزنديق للصادق عليه السّلام: أين للروح بالبعث والبدن قد بلى والأعضاء قد تفرقت فعضو في بلدة تأكله سباعها وعضو باخرى تمزقه هوامها وعضو قد صار ترابا بني به مع الطين حائط؟ قال عليه السّلام: الذي أنشأه من غير شي‏ء وصوّره على غير مثال كان سبق‏ إليه، قادر أن يعيده كما بدأه. قال: أوضح لي ذلك. قال: إن الروح مقيمة في مكانها، روح المحسن في ضياء وفسحة، وروح المسيء في ضيق وظلمة ، والبدن يصير ترابا، منه خلق. وما تقذف به السباع والهوام من أجوافها مما أكلته ومزقته كل ذلك من التراب محفوظ عند من لا يعزب عنه مثقال ذرة في ظلمات الأرض، ويعلم عدد الأشياء ووزنها، وأن تراب الروحانيين بمنزلة الذهب في التراب. فإذا كان حين البعث مطرت الأرض فتربو أي تنمو الأرض ثم تمخض مخض السقاء فيصير تراب البشر كمصير الذهب من التراب إذا غسل بالماء، والزبد من اللبن إذا مخض، فيجتمع تراب كل قالب فينقل بإذن اللّه تعالى الى حيث الروح فتعود الصور بإذن المصوّر كهيئتها وتلج الروح فيها فإذا قد استوى لا ينكر من نفسه شيئا الخبر.

العاشر: ما في الجزء السابع من بحار الانوار طبع الجديد ص 40 بسند صحيح عن صفوان الجمال عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : قال رسول اللّه لجبرئيل:

يا جبرئيل أرني كيف يبعث اللّه تبارك وتعالى العباد يوم القيامة؟ قال: نعم فخرج الى مقبرة بني ساعدة فأتى قبرا، فقال له اخرج بإذن اللّه فخرج الرجل ينفض رأسه من التراب وهو يقول: والهفاه واللهف هو الثبور ثم قال: ادخل فدخل ثم قصد به الى قبر آخر فقال: اخرج بإذن اللّه فخرج شاب ينفض رأسه من التراب وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور ثم قال: هكذا يبعثون يوم القيامة يا محمد.

عن علي عليه السّلام عن رسول اللّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم: لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربعة : حتى يشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، وأني رسول اللّه بعثت بالحق، وحتى يؤمن بالبعث بعد الموت ، وحتى يؤمن بالقدر.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.