المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الغلو والتفويض  
  
798   10:55 صباحاً   التاريخ: 11-4-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 301- 303
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الجبر و التفويض /

ذكرنا في الجزء الأول من كتابنا عقائد الإمامية الاثنى عشرية ص  302 : ان معنى الغلو عبارة عن حلول اللّه تعالى في كل شي‏ء، تعالى اللّه من ذلك يرون أن البدن واسطة الظهور، وان اللّه نور لا يمكن وصفه، وإنما برز للعيان بطريقة الحلول والاتحاد والكون والمكوّن واحد، فهذه العقيدة عقيدة الكثيرين من غلاة التصوف، ومن أبرز صفاتهم اعتقاد الحلول والاتحاد بواحد من الأئمة أو لعلي أمير المؤمنين عليه السّلام.

قال الصدوق (ره) : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار باللّه جل اسمه، وأنهم شر من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية من جميع أهل البدع والأهواء المضلة، وأنه ما صغر اللّه جل جلاله تصغيرهم بشي‏ء، كما قال اللّه تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} [آل عمران: 79] ، ثم يقول للناس: {كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 79، 80]. وقال عز وجل: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] واعتقادنا في النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم أنه سمم في غزوة خيبر، فما زالت هذه الأكلة تعاوده حتى قطعت ابهره‏ وانتقل إلى دار ربه ، وأمير المؤمنين عليه السّلام قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه ودفن بالغري، والحسن بن علي عليه السّلام سمته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي لعنهما اللّه فمات من ذلك، والحسين بن علي قتل بكربلاء قاتله سنان بن انس أو شمر بن ذي الجوشن أو الخولي الاصبحي، وعلي بن الحسين زين العابدين سمه الوليد ابن عبد الملك لعنه اللّه فقتله، والباقر بن علي عليه السّلام سمه ابراهيم بن الوليد لعنه اللّه والصادق عليه السّلام سمه ابو جعفر المنصور الدوانيقي فقتله، وموسى بن جعفر عليه السّلام سمه هارون الرشيد فقتله، والرضا علي بن موسى عليه السّلام فقتله المأمون الرشيد بالسم، وأبو جعفر محمد بن علي عليه السّلام قتله المعتصم بالسم، وعلي بن محمد عليه السّلام قتله المتوكل بالسم، والحسن بن علي العسكري عليه السّلام قتله المعتمد بالسم.

واعتقادنا ان ذلك جرى عليهم على الحقيقة وانه ما شبهه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحد فيهم من الناس، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة والصحة لا على الحسبان والخيال ولا على الشك والتهمة، فمن زعم انهم شبهوا او واحد منهم، فليس من ديننا على شي‏ء ونحن عنه براء، وقد أخبر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم والأئمة انهم مقتولون، فمن قال انهم لم يقتلوا فقد كذبهم، ومن كذبهم فقد كذب اللّه عز وجل وكفر به وخرج به عن الإسلام، ومن يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين.

وكان الرضا عليه السّلام يقول في دعائه : اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة ولا حول ولا قوة إلا بك اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نعلمه في أنفسنا اللهم لك الخلق ومنك الأمر وإياك نعبد وإياك نستعين اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ولا تصلح الإلهية إلا لك، فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك، والعن المضاهين لقولهم من بريئتك اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك، لا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، اللهم من زعم ان لنا الخلق وعلينا الرزق، فنحن إليك منه براء كبراءة عيسى بن مريم عن النصارى اللهم لم ندعهم إلى ما يزعمون فلا تؤاخذنا بما يقولون، واغفر لنا ما يزعمون رب لا تذر على الأرض من‏ الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا.

واما التفويض : فقد روي عن زرارة انه قال: قلت للصادق عليه السّلام: ان رجلا من ولد عبد اللّه بن سبأ يقول بالتفويض: فقال عليه السّلام: ما التفويض؟ فقلت: يقول ان اللّه عز وجل خلق محمدا وعليا ثم فوّض الأمر إليهما فخلقا ورزقا وأحيا وأماتا، فقال عليه السّلام كذب عدو اللّه إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد: 16] فانصرفت إلى الرجل فأخبرته بما قال الصادق عليه السلام، فكأنما القمته حجرا، فقال: وكأنما خرس، وقد فوّض اللّه إلى نبيه امر دينه، فقال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } [الحشر: 7] ، وقد فوض ذلك إلى الأئمة، وعلامة المفوضة والغلاة وأصنافهم نسبتهم إلى مشايخهم وعلمائهم القول بالتقصير، وعلامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلي بالعبادة مع تدينهم بترك الصلاة وجميع الفرائض ودعوى المعرفة بأسماء اللّه العظمى ودعوى انطباع الحق لهم، فان الولي إذا خلص وعرف مذهبهم فهو عندهم أفضل من الأنبياء ومن علامتهم أيضا دعوى علم الكيمياء ولا يعلمون منهم شيئا، اللهم لا تجعلنا منهم والعنهم جميعا.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.