المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


العناية بالجسم  
  
2477   01:09 مساءً   التاريخ: 5-2-2018
المؤلف : الدكتور علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دنيا الفتيات المـراهقـات
الجزء والصفحة : ص356– 362
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-03 119
التاريخ: 15-4-2016 2138
التاريخ: 25-1-2016 1864
التاريخ: 2024-09-13 129

إن نمو الفتيات شيء يبعث على التفاؤل والسرور لأنهن يكن بذلك قد تجاوزن سن الطفولة سليمات صاحيات ، ولم يعدن يعانين شيئا من مشكلات مرحلة الطفولة . الا إنهن في هذه السن أيضا بحاجة الى رعاية واعتناء في جوانب مختلفة من حياتهن ، وفي حال إهمالهن فإنهن سيتعرضن لمشكلات من نوع آخر .

 ومع بدء فعالية الغرائز الجنسية لدى الفتيات يطرء عليهن تغييرات شاملة نفسية وعاطفية ، ويملن الى الرياضة والتنزه ، والثقافة ، والانخراط في عالم الفن والأدب ، وهي مسائل يفترض بأولياء الأمور أن يتفهمونها ويعطفوا اهتمامهم عليها . وكذلك يجب الاهتمام في هذه المرحلة بثلاثة مسائل وهي : الغذاء المناسب بما يستجيب لمتطلبات هذه السن ، وسلامة الجسم ، وصحة النفس .

سلامة وصحة الجسم :

فمع برز أولى بوادر البلوغ الجنسي لدى الفتيات يجب المبادرة الى توعيتهن بضرورات النظافة والمحافظة على سلامة الجسم . ومن أجل سلامة الجسم ، يجب الاعتناء مثلا ، بإنارة وتهوية الغرفة ، وبنظافة الأظافر ، وغسل الأطراف ، والحركات الرياضية ، وبنظام معين للنوم لا يقل عن ثمان ساعات في اليوم .

ومن الضروري لبعضهن من الاستحمام بالماء والصابون يوميا ، تلافيا لحدوث رائحة كريهة في أجسامهن خصوصا تحت الإبط ، مع الاستفادة من المواد المزيلة لهذه الرائحة.

كما ويجب تغيير الملابس الداخلية في أيام الحيض بمجرد اتساخها ، وتجنب التمارين الرياضية الشديدة كالقفز ، والجري ، والفروسية وقيادة الدراجات الهوائية ، والرقص ، والحفاظ على دفء القدمين ، وتجنب الجلوس في الأماكن الباردة والامتناع عن الاستحمام في الأنهار أو البحار ، وعدم إجهاد النفس .

في التغذية :

البناء في سني المراهقة بحاجة الى غذاء كاف ، ونوم مناسب ، وبرنامج للصحة ، وبحاجة الى التنزه وممارسة المشي في الهواء الطلق ، والى جليسة ونديمة يبثنها همومهن ويطارحنها مشكلاتهن وبشأن النظام الغذائي يمكن القول إن مقدار غذاء الفتاة في سن 14 ـ 17 عاما يساوي تقريبا سبعة أعشار غذاء الشخص الكبير . وبشكل عام فإن غذاء امرأة عادية يساوي تقريبا ثمانية أعشار غذاء الرجل .

للتغذية الجيدة آثار بالغة الأهمية في نمو وقوة ونشاط الفتيات . فهي تساهم في زيادة طاقاتهن وبالتالي قدرتهن على الحركة والنشاط والفعالية في حياتهن ، وعلى العكس من ذلك ، فإن من شأن سوء التغذية أو قلتها أن يترك آثارا مخربة على صحة وسلامة الفتيات . ومن هنا يجب أن يكون الغذاء كافيا ومشبعا لهن في الوقت ذاته ، خصوصا وإن للشبع أثر مهم جدا في المحافظة على سلامة الجهاز الهضمي . ومن أجل الموازنة في غذائهن ، ينبغي التركيز على الالبان ، والسعي الى الحيلولة دون إفراطهن في تناول اللحوم والبيض . والأكلات الدسمة والحادة كالعسل والقشطة ، والتوابل ، وأي غذاء مهيج .

في انعدم الشهية :

قلنا فيما سبق إن الفتيات يتعرضن في هذه المرحلة من النمو لحالة من انعدام الشهية والإدبار عن الطعام ، ومبعث ذلك يكون تارة طبيعيا (بيولوجيا) وأخرى نفسيا (سيكولوجيا) ، أو بسبب الميل الى الالتزام بنظام الحمية في الأكل مرة ، ونتيجة لحالات الحزن والقلق والاضطراب مرة أخرى.

ومبدئيا يجب العمل على الوقاية من تعرض الفتيات لمثل هذه الحالة ومكافحتها في حال حصولها وعدم السماح لها لأن تتحول الى حالة مستديمة. فإذا أصبن بانعدام الشهية ، خصوصا إذا كانت البواعث نفسية ، فإنه ليس من السهولة إرجاعهن الى حالتهن الطبيعية ، وقد تتطلب الحالة ، في بعض الموارد استشارة الطبيب النفساني .

بالأصل ينبغي العمل على خلق أجواء وظروف تساعد على فتح شهية الفتاة وترغيبها بتناول الطعام ، ويمكن تحقيق هذا الهدف عن طريق الحوار الاقناعي حينا ، وبواسطة العلاج النفسي في أحايين أخرى أو عن طريق إشغال الفتاة بالألعاب و ... الخ . فمثلا يمكن الهاؤها بالمشي وبتبادل أطراف الحديث معها حول مختلف الشؤون والقامها أثناء ذلك شيئا من الأكل أو حبة من الزبيب أو الفستق وتكرار هذه الجولة عدة مرات الى أن تزول منها هذه الحالة وتعود الى حالتها الطبيعية . وطبيعي إن الحد من حالات الخوف والاضطراب شيء مهم جدا في هذا المجال .

وفي حال عدم زوال هذه الحالة ، لابد من الرجوع الى الطبيب وأخذ العلاج الذي يسرع الامتصاص الغذائي في الجسم . في البدانة والنحافة في بعض الحالات يزداد وزن الفتاة في مرحلة المراهقة والبلوغ زيادة غير طبيعية ، وما لم يتم الحؤول دونه ، فإن من الممكن أن يؤدي الى بدانة ثابتة لديها .

إذا فمن الأفضل مراجعة الطبيب بشأنه ، والى جانب الأدوية والعقاقير التي يصفها الأطباء في مثل هذه الحالة ، فإنهم يشيرون أيضا ، في حالات معينة ، على المرض بالراحة والالتزام بنظام غذائي خاص ، ويسعون من خلال العلاج الشفهي النفسي في سبيل تخفيف الضغوط والاضطرابات التي يعاني منها .

 وطبيعي إن لاهتمام الوالدين بتهيئة الأكلات التي تحتوي على كميات قليلة من الدسومة ، وتركيزها على الألبان والخضار في غذاء الفتاة دور جدا مهم في الحد من البدانة ، كما ويجب الحؤول دون الإفراط في تناول الطعام ، لأن البدانة تعود في أسبابها الى حدود كبيرة لهذه المسالة .

وبشأن النحافة ، إذا لم تكن حالة طبيعية في الفتاة ، يوصى بممارسة أنواع من الرياضة الخفيفة ، والغذاء الجيد ، والحركة والنشاط ، والأهم من ذلك ، العمل على إدخال الفرح والسرور على قلب الفتاة وتشجيعها على النشاط والحركة ، باعتبار إن عوامل الحزن والاكتئاب تساهم ، في بعض الحالات ، في خمول وذبول الفتاة.

ومن المسائل المفيدة في علاج هذه الحالة ، السياحة ، والتجول في المناطق ذات الطبيعة الجميلة ، وممارسة تسلق الجبال ، والتنزه عند ضفاف الأنهار والبحيرات و ...

في الحركة والنشاط :

يجب إعطاء الفتاة فرصة الحركة والنشاط البدني لكي تنمو ويكتمل نضجها من الناحية الجسمية.

ويوصون في هذا المجال بتمارين رياضية عديدة كالبروك والصاق الركبتين بالصدر ، والسير

على أربع (سير القطة) ... وهذه التمارين تساعد على تقوية العضلات التي تحفظ الأعضاء الداخلية للحوض .

لا تتوقف فائدة الرياضة على جانب التسلية وحسب ، بل أنها تعد عاملا مؤثرا في سلامة الجسم وسلامة المجتمع .

ومن هنا يعد توفير الإمكانيات الكافية لممارسة النشاطات الرياضية من الضرورات الهامة في المجتمع . ومن المناسب للفتيات ممارسة العاب رياضية خفيفة ، قبيل كرة المنضدة ، وكرة السلة اللتين تعدان لعبتين ظريفتين وغير عنيفتين . وبشكل عام فإن للرياضة والتمارين البدنية فوائد هامة في هذه المرحلة ، وخصوصا إذا جرت في الهواء الطلق .

في حب الشباب :

الفتيات في هذه السن ينزعجن من حب الشباب الذي يطلع في وجوههن ، فيضغطن عليه بأصابعهن من أجل إخراج المواد السائلة تحته ، وهذه العملية تتسبب في انتشار الميكروبات ، وتؤدي الى اتساع البقع وتعمقها وقد يبقى أثره على الوجه بشكل دائم . إن حب الشباب عبارة عن غدد دهنية صغيرة في الوجه ، وفي حال إفرازها لمواد دهنية كثيرة فإنها تسد مسامات الجلد فتتراكم فوق المسامات ذرات صغيرة من الغبار والتراب ، وبالتالي تطلع في الوجه حبيبات سوداء ، ويترك العبث بها آثار جروح في الوجه.

ولا يستبعد أن يكون لحالة الإفراط في تناول الحلويات وسائر الأكلات الدسمة والحلوة والحادة دور في طلوع حب الشباب في الوجه . وفي مثل هذه الحالة ، يجب غسل الوجه بالصابون والماء الدافئ مرة لكي ينظف ، ومن ثم غسله ثانية وثالثة بالماء البارد والحار على التوالي .

في النوم والراحة :

من المسائل الأخرى التي يجب أخذها بنظر الاعتبار في هذه المرحلة من العمر ، هو النوم والراحة . فالفتيات بحاجة الى النوم والراحة بمعدل 8 ـ 9 ساعات في اليوم الواحد ، خصوصا النوم المقترن بالأمن والهدوء ، ولا يمكن الاستغناء عن النوم حتى في أيام الامتحانات والظروف الاستثنائية.

النوم عامل للهدوء والسكينة ، ويساهم في تراخي الأعصاب ونسيان الهموم والأحزان والاضطرابات . إن فتياتنا يشعرن ، وبعد أخذ قسطا من النوم ، بأنهن قد تخلصن من الأحزان والهموم ، وبإمكانهن مواصلة حياتهن بمعنويات جديدة . كما ويلعب النوم دور الدواء والعلاج في حياة الفتيات ، ويترك آثارا مفيدة جدا على أوضاعهن ، خصوصا نوم ما بعد الظهيرة . ففي الحالات التي لا ينمن فيها بسبب الإجهاد والقلق والاضطراب ، يجب توجيههن الى ضرورة أخذ قسط كاف من النوم ، وإضافة مقدار من الألبان الى طعامهن ، وتجنيبهن تناول المشروبات المهيجة كالشاي قبل الذهاب الى النوم .

مسائل أخرى :

قلنا فيما مر من البحث إن الفتيات في سني المراهقة يتعرضن لإعتلالات وأمراض كثيرة بحاجة الى عناية واهتمام ، ومنها الإصابة بالغدة الدرقية التي تزول بالتدريج في حال كونها خفيفة ، وفي الحالات المتفاقمة يوصي الأطباء بإخضاع المريض للعلاج لمدة عامين ، ويحصل لديهن بعض الاختلالات في المعامل الهرمونية تزول بمرور الزمن ، ويعانين بعض الآلام أثناء الطمث تزول عادة بعد فترة من الوقت ، وبخلاف ذلك يجب استشارة الطبيب بشأنها ، وبشكل عام يوصي الأطباء ، من أجل القضاء على آلام الحيض بالراحة والنوم الكافيين ، وبالالتزام بالنظافة ، وعلاج فقر الدم وإفراغ المعدة ، واستخدام كيس من الماء الدافئ ، ومختلف العقاقير والأقراص المسكنة كالأسبرين و ... الخ .

كما وتبرز خلال هذه الفترة اختلالات أخرى أيضا كالأمراض القلبية ، ومرض الدورة الدموية ، خصوصا مرض روماتيسم القلب الذي يمكن أن يكون خطيرا و ... وكذلك برودة الأطراف وزيادة نسبة الالبومين في الإدرار التي تتطلب الراحة والالتزام بنظام الحمية .

أهمية التوعية

لا شك إنه ليس بمقدور أولياء الأمور والمربين متابعة جميع القضايا المذكورة ، لذا فإنه يجب توعية الفتاة وتوجيهها الى العناية بنفسها وصيانة بدنها من الأمراض والاعتلالات التي يمكن أن تتعرض لها ، ذلك لأن الفتاة عادة لا تكترث كثيرا بصحتها ، وتمتنع عن مراجعة الطبيب ، وتجهل ، في أغلب الأحيان ، المخاطر التي يمكن أن تواجهها في حياتها ، خصوصا فيما يتصل بضرورات النظافة أثناء الدورة الشهرية .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.