الجزء الأول

مقدمات أساسية في إعادة الهيكلة

* الفصل الأول: ماهية إعادة هيكلة المنظمة.

* الفصل الثاني: الدراسة التشخيصية لإعادة الهيكلة

الفصل الأول

ماهية إعادة هيكلة المنظمة 

مقدمة

تكبر المنظمات وتحلق عالياً، ويكمن في هذا الصعود علامات تنبئ بالسقوط؛ حيث تظن المنظمة أن هذا النجاح سيدوم للأبد. وحينما تبدأ سياسات وممارسات المنظمة في التراكم وتعقيد الأمور ، هنا تشيخ الأنظمة. ثم تأتى نذر رياح عاتية من البيئة المحيطة بالمنظمة تعصف بها، فما بين تغير في توقعات العملاء، ومنافسة مستعرة من المنظمات الأخرى، وتغييرات في البيئة الاقتصادية والسياسية، هنا تجد المنظمة نفسها في مهب الريح . هنا تظهر إعادة هيكلة المنظمات Organizational Restructuring كوسيلة فعالة للعودة إلى النجاح والكفاءة في الأداء .

وليست إعادة الهيكلة بأسلوب جزئي يرتق جزءاً من الثوب المهلهل في المنظمة فالترتيق قد يزيد الثوب هلهلة، فالمنظمة قد تحتاج إلى ثوب جديد. فإعادة الهيكلة هي إعادة النظر في الشكل الكلى للمنظمة، وهي ليست تصميم للهيكل التنظيمي، أو إعادة هندسة بعض العمليات التشغيلية فيها، وذلك كما يظن بعض الإداريين. 

يبدأ هذا الفصل الافتتاحي بالتعرف على ماهية إعادة الهيكلة، وخصائصها، والمصطلحات المشابهة لها، والأسباب المؤدية لها، والنتائج المرجوة منها، وأشكالها. وينتقل الفصل بعد ذلك إلى علاقة إعادة الهيكلة بنظرية التنظيم والإدارة، ثم يتناول ظاهرة تعثر المنظمات التي تعبر عن الظروف المؤدية لإعادة الهيكلة، وأيضا من المسئول عن إعادة الهيكلة ؟ ، وأخيراً تنظيم الكتاب وماذا تجد فيه من موضوعات ؟ وعليه يتكون الفصل الأول من الموضوعات التالية :

* معنى إعادة الهيكلة.

* تعثر المنظمات.

*  صعود وسقوط المنظمات في نظرية التنظيم.

* هل المنظمة بحاجة إلى إعادة هيكلة ؟

* من المسئول عن إعادة الهيكلة ؟

* ماذا تجد في هذا الكتاب؟

معنى إعادة الهيكلة

يتناول هذا القسم مجموعة من المقدمات الأساسية في تعريف إعادة هيكلة المنظمة، وخصائصها، والمصطلحات المشابهة لها، والأسباب المؤدية لها، والنتائج  المتوقعة منها، وأشكالها.

تعريف إعادة الهيكلة

يأتي حين على المنظمات تجد نفسها في ظل أزمات وظروف قاسية، ولا تستطيع بما أوتى لها من أنظمة وممارسات أن تواجهها ، وإذا استطاعت المنظمة أن تتبصر بحالها فلن تجد حلاً إلا إعادة الهيكلة.

وإعادة الهيكلة هي عبارة عن : إعادة النظر بصورة جذرية في الشكل الكلى للمنظمة وممارساتها. ويعنى هذا نظرة جديدة وعلوية على شكل المنظمة، ووظائفها، وإدارتها، ووفقاً لخطة طويلة المدى بغرض تحسين أداء المنظمة (ماهر، 2007)  .(Champy, 1994)

ويحتوى التعريف المطروح على خصائص رئيسية لإعادة هيكلة المنظمة، وهذه الخصائص هي كالاتي :

(1) إعادة النظر، ويعنى هذا رفض الشكل الحالي، والبحث عن شكل جديد للمنظمة.

(2) المستوى الكلى للمنظمة، ويعني هذا أن إعادة الهيكلة تأخذ نظرة من أعلى المنظمة لكل المنظمة، وليس نظرة من أسفل لجزء من العمليات التشغيلية للمنظمة.

(3) تشمل شكل المنظمة ووظائفها ، وإدارتها ، فمن حيث الشكل يتضمن ذلك رؤية واستراتيجية المنظمة وهيكلها التنظيمي وشكل الملكية فيها، وذلك على سبيل المثال. أما وظائفها فيشمل ذلك تغييراً في شكل الأسواق والمنتجات ورأس المال والموارد البشرية. أما إدارتها فتشمل تغييرات في طرق التخطيط والرقابة وشكل القيادات والرقابة على الأداء.

(4) خطة طويلة الأجل، مما سبق، يتضح أن إعادة الهيكلة لا تتم في بضعة أيام أو أسابيع، فهي تحتاج إلى سنوات حتى يكتمل النجاح في الأداء للمنظمة ككل. ويستتبع الأمر ضرورة استخدام علوم الإدارة وتكاملها، مثل التخطيط الاستراتيجي، وإدارة العمليات والإنتاج، وإدارة التسويق، والإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية، والتنظيم، والقيادة، واتخاذ القرار، وإدارة التغيير والتطوير التنظيمي، وأهمها علم السلوك التنظيمي.