أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2017
870
التاريخ: 19-9-2017
1441
التاريخ: 22-9-2017
1414
التاريخ: 19-9-2017
1115
|
نكبة الأفشين ومقتله:
كان الأفشين من أهل أشروسنة تبوأها ببغداد عند المعتصم و عظم محله عنده و لما حاصر بابك كان يبعث إلى أشروسنة بجميع أمواله فيكتب ابن طاهر بذلك إلى المعتصم فيأمره المعتصم بأن يجعل عيونه في ذلك و عثر مرة ابن طاهر على تلك الأموال فأخذها و صرفها في العطاء و قال له حاملوها : هذا مال الأفشين فقال : كذبتم لو كان ذلك لأعلمني أخي أفشين به و إنما أنتم لصوص و كتب إلى الأفشين بذلك بأنه دفع المال إلى الجند ليوجههم إلى الترك فكتب إليه الأفشين مالي و مال أمير المؤمنين واحد و سأله في إطلاق القوم فأطلقهم و استحكمت الوحشة بينهما و تتابعت السعاية فيه من طاهر و ربما فهم الأفشين أن المعتصم يعزله عن خراسان فطمع في ولايتها و كان مازيار يحسن له الخلافة ليدعو المعتصم ذلك إلى عزله و ولاية الأفشين لحرب مازيار ، و سيق إلى بغداد مقيدا و ولى المعتصم الأفشين على أذربيجان فولى عليها من قبله منكجور من بعض قرابته فاستولى على مال عظيم لبابك و كتب به صاحب البريد إلى المعتصم فكذبه منكجور و هم بقتله فمنعه أهل أردبيل فقاتلهم و سمع ذلك المعتصم فأمر الأفشين بعزل منكجور و بعث قائدا في عسكره مكانه فخلع منكجور و خرج من أردبيل فهزمه القائد ببعض حصون أذربيجان كان بابك خربه فأصلحه و تحصن فيه شهرا ثم وثب أصحاب و أسلموه إلى القائد فقدم به إلى سامرا فحبسه المعتصم و اتهم الأفشين في أمره و ذلك سنة خمس و عشرين و مائتين بأن القائد كان بغا الكبير و أنه خرج إليه بالأمان و لما أحس الأفشين بتغير المعتصم أجمع أمره على الفرار و اللحاق بأرمينية و كانت في ولايته و يخرج منها إلى بلاد الخزر و يرجع إلى بلاد أشروسنة و صعب عليه ذلك بمباشرة المعتصم أمره فأراد ان يتخذ لهم صنيعا يشغلهم فيه نهارهم ثم يسير من أول الليل و عرض له في أثناء ذلك غضب على بعض مواليه و كان سيء الملكة فأيقن مولاه بالهلكة و جاء إلى إتياخ فأحضره إلى المعتصم و خبره الخبر فأمره بإحضاره و حبسه بالجوسق و كان ابنه الحسن عاملا على بعض ما وراء النهر فكتب المعتصم إلى عبد الله بن طاهر في الاحتيال عليه و كان يشكو من نوح بن أسد صاحب بخارى فكتب ابن طاهر إلى الحسن بولاية بخارى و كتب إلى نوح بذلك و أن يستوثق منه إذا وصل إليه و يبعث به ثم يبعث به إلى ابن طاهر ثم إلى المعتصم ثم أمر المعتصم بإحضار الأفشين و مناظرته فيما قيل عنه فأحضر عند الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات و عنده القاضي أحمد بن أبي داود و إسحق بن إبراهيم و جماعة القواد و الأعيان و أحضر المازيار من محبسه المؤيد و المرزبان بن تركش أحد ملوك الصغد و رجلان من أهل الصغد يدعيان أن الأفشين ضربهما و هما إمام و مؤذن بمسجد فكشفا عن ظهورهما و هما عاريان من اللحم فقال اين الزيات للأفشين : ما بال هذين ؟ قال: عهدا إلى معاهدين فوثبا على بيت أصنافهم فكسراها واتخذ البيت مسجدا فعاقبتهما على ذلك وقال ابن الزيات: ما بال الكتاب المحلى بالذهب والجواهر عندك وفيه الكفر؟ وقال: كتاب ورثته من آبائي وأوصوني بما فيه من آدابهم فكنت آخذها منه وأترك كفرهم ولم أحتج إلى نزع حلبته وما ظننت أن مثل هذا يخرج عن الإسلام ثم قال المؤيد أنه يأكل لحم المنخنقة ويحملني على أكلها ويقول: هو أرطب من لحم المذبوحة! و لقد قال لي يوما حملت على كل مكروه لي حتى أكلت الزيت و ركبت الجمل و لبست النعل و إلى هذه الغاية لم أختتن ولم تسقط عني شعرة العانة فقال الأفشين : أثقة هذا عندكم في دينه ؟ و كان مجوسيا قالوا : لا ! قال : فكيف تقبلونه علي ؟ ثم قال للمؤيد : أنت ذكرت أني أسررت إليك ذلك فلست بثقة في دينك و لا بكريم في عهدك ثم قال له المرزبان : كيف يكاتبك أهل أشروسنة ؟ قال : ما أدري ! قال : أليس يكاتبونك بما تفسره بالعربي إلى إله الآلهة من عبده فلان ؟ قال : بلى ! فقال ابن الزيات : فمات أبقيت لفرعون ؟ قال هذه عادة منهم لأبي وجدي ولي قبل الإسلام و لو منعتهم لفسدت علي طاعتهم ثم قال له : أنت كاتبت هذا و أشار إلى المازيار كتب أخوه إلى أخي قوهيار أنه لن ينصر هذا الدين غيري و غيرك و غير بابك فأما بابك فقد قتل نفسه بجمعه و لقد عهدت أن أمنعه فأبى إلا خنقه و أنت إن خالفت لم يرمك القوم بغيري و معي أهل النجدة و إن توجهت إليك لم يبق أحد يحاربنا إلا العرب و المغاربة و الترك و العربي كلب تناوله لقمة و تضرب رأسه و المغاربة أكله رأس و الأتراك لهم صدمة ثم تجول الخيل جولة فتأتي عليهم و يعود هذا الدين إلى ما كان عليه أيام العجم فقل الأفشين : هذا يدعى أن أخي كتب إلى أخيه فما يجب علي ؟ و لو كتب فأنا أستميله مكرا به لأحظى عند الخليفة كما حظي به اين طاهر فزجره ابن أبي دؤاد فقال له الأفشين : ترفع طيلسانك فلا تضعه حتى تقتل جماعة فقال : أمتطهر أنت ؟ قال : لا ! قال : فما يمنعك و هو شعار الإسلام ؟ قال : خشيت على نفسي من قطعة ! قال : فكيف و أنت تلقى الرماح و السيوف ؟ قال تلك ضرورة أصبر عليها و هذا أستجلبه فقال ابن أبي دؤاد لبغا الكبير : قد بان لكم أمره يا بغا عليك به فدفعه بيديه و رده إلى محبسه و ضرب مازيار أربعمائة سوط فمات منها و طلب أفشين من المعتصم أن ينفذ إليه من يثق به فبعث حمدون بن إسمعيل فاعتذر له عن جميع ما قيل فيه و حمل إلى دار إيتاخ فقتل بها و صلب على باب العامة ثم أحرق و ذلك في شعبان من سنة ست و عشرين و قيل قطع عنه الطعام و الشراب حتى مات.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكريّة يطلق دورة في البرمجيات لتعزيز الكفاءات التقنية للناشئة
|
|
|