أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2018
895
التاريخ: 25-1-2018
1020
التاريخ: 2024-01-10
744
التاريخ: 25-1-2018
789
|
وزارة نصير الدين أبي الأزهر أحمد بن محمد بن الناقد:
ثم استوزر المستنصر بعد القمي أبا الأزهر أحمد بن الناقد. كان في ابتداء أمره وكيلاً للمستنصر، فمكث مدة في الوكالة، ثم انتقل منها إلى أستأذية الدار، ثم منها إلى الوزارة، فنهض فأعبائها نهوضاً حسناً، وقام بضبط المملكة قياماً مرضياً، وكان عظيم الأمانة، قوي السياسة، شديد الهيبة على المتصرفين، حاسماً لمواد الأطماع والفساد؛ قيل إنه هجي ببيتين، فما سمعهما استحسنهما، وهما:
وزيرنا زاهد والناس قد زهدوا *** فيــه، فكــــل عـن اللــــذات منكمش
أيــامه مثل شهر الصوم خالية *** من المعاصي وفيها الجوع والعطش
ومازالت السعادة تخدمه إلى آخر عمره. فمن جملة سعادته، وهو من الاتفاقات العجيبة، وما حدث عنه، وهو أنه قبل الوزارة عمل في بعض الأعياد سنبوسجاً كثيراً، وأحب أن يداعب بعض أصحابه، فأمر أن يحشى سبعون سنبوسجة بحب قطن ونخالة وتجعل مفردة، وعمل سنبوسجاً كثيراً كجاري العادة، وركب إلى دار الخليفة فطلب منه عمل شيء من السنبوسج، فذكر أن عنده شيئاً مفروغاً منه، وأمر خادماً له بإحضار ما عنده من السنبوسج، فمضى الخادم عن غير معرفةٍ بذلك المحشو بحب القطن ومزج الجميع ووضعه في الأطباق ليحمله إلى دار الخليفة. فجاء الجواري والخدم وقالوا: أعطونا حصتنا من هذا، فأخذوا منه مائة سنبوسجة، وحمل الخادم الأطباق بما فيها إلى دار الخليفة، فلما حمل السنبوسج وصار بدار الخليفة ورجع ابن الناقد إلى داره سأل عن السنبوسج المحشو بحب القطن، فقالوا له: ما عرفنا بشيء من ذلك، وفلان الخادم جاء ومزج الجميع وأخذه ومضى. فلم يشك أنه هالك، وكادت تسقط قوته خوفاً وخجلاً، فقال: أما تخلف منه شيء قط؟ قالوا: قد اقتطع الجواري والخدم منه حدود مائة سنبوسجة. فقال: أحضروها. فأحضرت وفتحت بين يديه فوجد السبعون سبنوسجة المحشوة بحب القطن قد حصلت بأيدي الجواري والخدم في جملة ما أخذوه لأنفسهم، لم تشذ منها واحدة إلى دار الخليفة.
ومات نصير الدين في سنة اثنتين وأربعين وستمائة في خلافة المستعصم.
انقضت أيام المستنصر ووزرائه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|