المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

آداب الشورى
22-6-2017
اتساع منسوب الطاقة energy-level width
20-1-2019
الرجعة
9-08-2015
وظائف المذيع للخبر التربوي
31/10/2022
النطق
27-11-2018
SI Units :Temperature
21-2-2019


الشيعة يتهمون الصحابة بالكفر والارتداد  
  
1661   07:45 صباحاً   التاريخ: 19-11-2016
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم
الجزء والصفحة : ص513-519
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الصحابة /

[جواب الشبهة]

صحابة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) هم المسلمون الأوائل الذين رأوا النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله ) وتشرفوا بكرامة الصحبة ، وتحملوا جانبا مهما في عملية نشر الدعوة الإسلامية ، وبذل جمع منهم النفس والنفيس في نشر الإسلام ، حتى امتد إلى أقاصي المعمورة فأقاموا أسسه ، وشادوا بنيانه، ورفعوا قواعده بجهادهم المتواصل ، وبلغوا ذروة المجد باستسهال المصاعب ، فلولا بريق سيوفهم ، وقوة سواعدهم ، وخوضهم عباب المنايا ، لما قام للدين عمود ، ولا اخضر له عود .

ولما كان الكتاب والسنة هما المصدرين الرئيسيين عند المسلمين جميعا ، والشيعة منهم ، وبهدي نورهما يسترشد في استشراف الحقائق الثابتة التي لا غبار عليها ، فإن التأمل في هذين المصدرين الغدقين يبين مدى فضل أولئك ومنزلتهم في الإسلام .

ولعل المتأمل في الكتاب والسنة يجد مدى ما يحفى به الصحابة الصادقون من ثناء وتكريم ، ومن تلا آيات الذكر الحكيم حول المهاجرين والذين اتبعوهم بإحسان ، لا يملك نفسه إلا أن يغبط منزلتهم وعلو شأنهم ، بل ويتمنى من صميم قلبه أن يكون أحدهم ويدرك شأنهم ، ومن استمع للآيات النازلة في الذين بايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تحت الشجرة أو أصحاب سورة الفتح ( 1 ) فلا بد أن تفيض عيناه دمعا ويرتعش قلبه شوقا نحو تلك الثلة المؤمنة التي صدقت ما عاهدت الله عليه ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) .

فإذا كان هذا حال الصحابة في الذكر الحكيم فكيف يتجرأ مسلم على تكفير الصحابة ورميهم بالردة والزندقة أو تفسيقهم جميعا ؟ { سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } .

وكيف يستطيع أن يصور دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ضئيلة الفائدة أو يتهمه بعدم النجاح في هداية قومه وإرشاد أمته ، وأنه لم يؤمن به إلا شرذمة قليلة لا يتجاوزون عدد الأصابع ، وأن ما سواهم كانوا بين منافق ستر كفره بالتظاهر بالإيمان ، أو مرتد على عقبيه القهقرى بعد رحلة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) .

كيف يجوز لمسلم أن يصف دعوته ويقول : إنه لم يهتد ولم يثبت على الإسلام بعد مرور ( 23) عاما من الدعوة إلا ثلاثة أو سبعة أو عشرة .

إن هذا ليس إلا هراء وكذب رخيص لا تقبله العقول .

والأنكى من ذلك كله أن يرمى الشيعة بهذا التقول الممجوج ، وأن تجد من يصدق ذلك ويرتب على أساسه مواقف وآراء ، وإنا نسأل أولئك عن هذا فنقول لهم : أي شيعي واع ادعى ذلك ؟ ومتى قال ؟ وأين ذكره ؟ إن الشيعة بريئة من هذه التخرصات ، وما هذه الحكايات السقيمة إلا جزءا من الدعايات الفارغة ضد الشيعة والتي أثارها الأمويون في أعصارهم ، ليسقطوا الشيعة من عيون المسلمين ، وتلقفتها أقلام المستأجرين لتمزيق الوحدة الإسلامية ، وفصم عرى الأخوة.

وترى تلك الفرية في هذه الأيام في كتيب نشره الكاتب أبو الحسن الندوي أسماه ب‍ " صورتان متعارضتان " . وهو يجتر ذلك مرة بعد أخرى ، وما يريد من ذلك إلا زيادة الأمة فرقة وتمزيقا.

نعم وردت روايات في ذلك ، ولكنها لا تكون مصدرا للعقيدة ، ولا تتخذ مقياسا لها ، لأنها روايات آحاد لا تفيد علما في مجال العقائد ...

إنا لو أحصينا المهتدين في عصر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من بني هاشم لتجاوز عددهم العشرات ، بدءا من عمه أبي طالب ومرورا بصفية عمته ، وفاطمة بنت أسد ، وبحمزة والعباس وجعفر وعقيل وطالب وعبيدة بن الحارث " شهيد بدر " وأبي سفيان بن الحارث ونوفل بن الحارث وجعدة بن أبي هبيرة وأولادهم وزوجاتهم ، وانتهاء بعلي ( عليه السلام ) وأولاده وبناته وزوجته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين .

أما الذين استشهدوا في عهد النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) فهم يتجاوزون المئات ، ولا يشك أي مسلم في أنهم كانوا مثال المؤمنين الصادقين الذين حولهم الإسلام وأثر فيهم ، فضربوا في حياتهم أروع الأمثلة في الإيمان والتوحيد والتضحية بالغالي والنفيس ، خدمة للمبدأ والعقيدة.

ولعل الاستعراض المتعجل لمجموع تلك الأسماء لا يملك إلا أن يجزم بصحة ما ذهبنا إليه من القول بمكانة أولئك الصحابة ابتداء بآل ياسر الذين كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لهم وهو يسمع أنينهم تحت سياط التعذيب : " صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة " ( 2 ) ، ومرورا بمن توفي في مهجر الحبشة وشهداء بدر وأحد ، وقد استشهد في معركة أحد سبعون صحابيا كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يزورهم ويسلم عليهم ، ثم شهداء سائر المعارك والغزوات ، حتى قال النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) في حق سعد بن معاذ شهيد غزوة الخندق : " اهتز العرش لموته " ، وشهداء بئر معونة والتي يتراوح عدد الشهداء فيها بين (40) حسب رواية أنس بن مالك و ( 70 ) حسب رواية غيره ، إلى غير ذلك من الأصحاب الصادقين الأجلاء الذين : {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [آل عمران: 173]، {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...* وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 8، 9] .

أوليست هذه الآيات تثبت نجاح النبي ( صلى الله عليه وآله ) في دعوته ، وأنه اجتمع حوله رجال صالحون ومخلصون ، فكيف يمكن رمي مسلم يتلو الذكر الحكيم ليل نهار باعتقاده بخيبة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) في دعوته وتهالكه في هداية أمته .

إن الموقف الصحيح من الصحابة هو ما جاء في كلام الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : "أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق ؟ أين عمار ؟ وأين ابن التيهان ؟ وأين ذو الشهادتين ؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة ؟ أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه وتدبروا الفرض فأقاموه . أحيوا السنة وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا ، ووثقوا بالقائد فاتبعوه " ( 3 ) .

وليس ما جاء في هذه الخطبة فريدا في كلامه ، فقد وصف أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم صفين ، يوم فرض عليه الصلح بقوله : " ولقد كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا ، ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما ، ومضيا على اللقم ، وصبرا على مضض الألم ، وجدا في جهاد العدو ، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين ، يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون ، فمرة لنا من عدونا ، ومرة لعدونا منا . فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت ، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه ومتبوئا أوطانه ، ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود ، ولا اخضر للإيمان عود " ( 4 ) .

هذه كلمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قائد الشيعة وإمامهم ، أفهل يجوز لمن يؤمن بإمامته أن يكفر جميع صحابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو يفسقهم أو ينسبهم إلى الزندقة والإلحاد أو الارتداد ، من دون أن يقسمهم إلى أقسام ، ويصنفهم أصنافا ويذكر تقاسيم القرآن والسنة في حقهم ! ! كلا وألف كلا .

وهذا هو الإمام علي بن الحسين يذكر في بعض أدعيته صحابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويقول : " اللهم وأصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) خاصة الذين أحسنوا الصحبة ، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره ، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته ، وسابقوا إلى دعوته ، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته ، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته ، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته ، وانتصروا به ، ومن كانوا منطوين على محبته ، يرجون تجارة لن تبور في مودته ، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته ، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته ، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك ، وأرضهم من رضوانك ، وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك ، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم ، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ، ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم . اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا . . . " ( 5 ) .

فإذا كان الحال كذلك ، واتفق الشيعي والسني على إطراء الذكر الحكيم للصحابة والثناء عليهم ، فما هو موضع الخلاف بين الطائفتين كي يعد ذلك من أعظم الخلاف بينهما ؟ إن موضع الخلاف ليس إلا في نقطة واحدة ، وهي أن أهل السنة يقولون بأن كل من رأى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعاشره ولو يوما أو يومين فهو محكوم بالعدالة منذ اللقاء إلى يوم أدرج في كفنه ، ولو صدر منه قتل أو نهب أو زنا أو غير ذلك ، محتجين بما نسب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أصحابي كالنجوم ، بأيهم اقتديتم اهتديتم " وفي ذلك خلل كبير أعاذ الله المسلمين منه ، فالتاريخ بين أيدينا ، وصفحاته خير شاهد على ما نقول ، ونحن لا نقول كما قال الحسن البصري : " طهر الله سيوفنا عن دمائهم ، فلنطهر ألسنتنا " ، لأنا لا نظن أن الحسن البصري يعتقد بما قال بل إنه تدرع بهذه الكلمة وصان بها نفسه عن هجمات الأمويين الذين كانوا يروجون عدالة الصحابة في جميع الأزمنة ، بل يلبسونهم ثوب العصمة ، إلى حد كان القدح بالصحابي أشد من القدح برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنفي العصمة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) واتهامه بالذنب قبل بعثه وبعده كان أمرا سهلا يطرح بصورة عقيدة معقولة ولا يؤاخذ القائل به ، وأما من نسب صغيرة أو كبيرة إلى صحابي فأهون ما يواجهونه به هو الاستتابة وإلا فالقتل . . . فإذا كان هذا هو محل النزاع - أي عدالة الكل بلا استثناء أو تصنيفهم إلى مؤمن أو فاسق ، ومثالي أو عادي ، إلى زاهد أو متوغل في حب الدنيا ، إلى عالم بالشريعة وعامل بها أو جاهل لا يعرف منها إلا شيئا طفيفا - فيجب تحليل المسألة على ضوء الكتاب والسنة ، مجردين عن كل رأي مسبق ، لا يقودنا في ذلك إلا الدليل الصحيح والحجة الثابتة .

_______________

(1) لاحظ الآيتين 18 و 29 من سورة الفتح ، ففيهما إشارة واضحة إلى ما تحدثنا عنه .

(2) السيرة النبوية لابن هشام 1 : 320 طبعة الحلبي .

(3) نهج البلاغة ، الخطبة 182 .

(4) نهج البلاغة ، الخطبة 56 .

(5) الصحيفة السجادية ، الدعاء 4 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.