أحبَّ شخص الدنيا ، فطلبها من حلال فلم يصبها ، ثم طلبها من حرام فلم يصبها ؛ فاحتار في أمره...

فجاءه الشيطان وقال له : هل أدلك على طريق تحصل به كل ما تريد من الدنيا؟ قال : بلى.

قال : ابتدع دينا جديداً وادع الناس اليه ؛ فقام ففعل ذلك ؛ فتبعه ناس كثير، حتى أقبلت عليه الدنيا من كل جانب ..

ويوما نظر في نفسه فقال : يا ويلتاه ماذا فعلت ، وماذا ابتدعت؟!

وكل الناس قد تبعوني على ضلال.

فقرر ان يخطب في اتباعه فيبين لهم الحقيقة.

فقام خطيباً فقال : أيها القوم ، ان دينكم هذا انا ابتدعته وليس هو دين الله ، فارجعوا الى دين الله الصحيح ؛ فقالوا له لقد صبأت عن دينك ، فانزل عن هذا المنبر لا أمَّ لك.

فنزل عن منبره وهو لا يدري ما يفعل.

ثم ذهب الى شجرة فربط في عنقه حبلاً وشده الى شجرة ، ونذر على نفسه ان يضل يعبد الله على تلك الحالة حتى يغفر الله له.

فناداه منادٍ من السماء : إن الله يغفر لك حتى تُرجع كل من أضللتهم الى دين الله ، حتى الذين ماتوا منهم.. عندما علم انه لا يمكن ان يغفر له ؛ فهلك ومات.

وذلك مصداق قوله تعالى :

{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل : 25] . صدق الله العلي العظيم.