المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مظاهر الاعلام الجديد
31-5-2022
الاعجاز القرآني
3-08-2015
آلات التمشيط وكبس التربة Harrows
5-8-2022
علم الصيدلة الحاسوبي In Silico Pharmacology
18-9-2018
الاتخاذ الممدوح والاتخاذ المذموم
2023-04-29
العوامل المؤثرة على برنامج الدعاية
27-1-2021


ابتهاج السماوات بزواج الزهراء (عليها السلام)  
  
3309   04:11 مساءً   التاريخ: 16-12-2014
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص138-139.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / قضايا عامة /

 روى الصدوق في (الأمالي) وغيره بأسانيد معتبرة عن الصادق (عليه السلام) والرضا (عليه السلام) ، عن علي (عليه السلام) ، قال : لقد هممت بتزويج فاطمة (عليها السلام) ابنة محمد (صلى الله عليه واله)، ولم اتجرأ ان اذكر ذلك للنبي، وان ذلك ليختلج في صدري، ليلي ونهاري، حتى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : يا علي، قلت : لبيك يا رسول الله، قال : هل لك في التزويج حاجة؟ قلت : رسول الله أعلم، واذا هو يريد ان يزوجني بعض نساء قريش، وإني لخائف على فوت فاطمة (عليها السلام)، فما شعرت بشيء اذا اتاني رسولُ رسول الله (صلى الله عليه واله)، فقال لي : اجب النبي واسرع، فما راينا رسول الله اشد فرحا منه اليوم، قال : فأتيته مسرعا، فاذا هو في حجرة أم سلمة، فلما نظر الي تهلل وجهه فرحا وتبسم حتى نظرت الى بياض اسنانه يبرق، فقال : ابشر يا علي ، فان الله عز وجل قد كفاني ما قد كان اهمني من امر تزويجك.

فقلت : وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال : اتاني جبرئيل ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما، فأخذتهما وشممتهما وقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنفل؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها ان يزينوا الجنان كلها بمغارسها واشجارها وثمارها وقصورها، وامر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب وامر حور عينها بالقراءة فيها بسورة طه وطواسين ويس وحمعسق، ثم نادى مناد من تحت العرش : الا ان اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب، الا اني اشهدكم اني قد زوجت فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله) من علي بن أبي طالب (عليه السلام) رضي مني بعضهما لبعض، ثم بعث الله تعالى سحابة بيضاء فقطرت عليهم من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها، فقالت الملائكة فنثرت من سنبل الجنة وقرنفلها، وهذا ما نثرت الملائكة، ثم امر الله تبارك وتعالى ملكا من ملائكة الجنة يقال له راحيل، وليس في الملائكة ابلغ منه، فقال : اخطب يا راحيل، فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها اهل السماء ولا أهل الارض.

ثم نادى مناد : الا يا ملائكتي وسكان جنتي، باركوا على علي بن ابي طالب حبيب محمد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله)، فقد باركت عليهما، الا اني قد زوجت أحب الناس إلي من أحب الرجال الي بعد النبيين والمرسلين، فقال راحيل الملك : يا رب، وما بركتك فيهما بأكثر مما راينا لهما في جنانك ودارك؟, فقال عز وجل : يا راحيل، من بركتي عليهما ان اجمعهما على محبتي، واجعلهما حجة على خلقي؛ وعزتي وجلالي، لأخلقن منهما خلقا ولأنشئن منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي، ومعادن لعلمي، ودعاة الى ديني، بهم احتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين، فابشر يا علي، فان الله عز وجل أكرمك كرامة لم يكرم بمثلها احدا، وقد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن، وقد رضيت لها بما رضي الله لها، فدونك اهلك، فانك احق بها مني، ولقد اخبرني جبرئيل (عليه السلام) : ان الجنة مشتاقة اليكما، ولولا ان الله عز وجل قدر ان يخرج منكما ما يتخذه على الخلق حجة لأجاب فيكم الجنة وأهلها، فنعم الاخ أنت، ونعم الختن انت، ونعم الصاحب انت، وكفاك برضى الله رضا.

قال علي (عليه السلام) : فقلت : يا رسول الله، بلغ من قدري حتى اني ذكرت في الجنة، وزوجني الله في ملائكته؟, فقال : ان الله عز وجل اذا اكرم وليه واحبه اكرمه بما لا عين رايت ولا اذن سمعت، فحباها الله لك يا علي.

قال علي (عليه السلام) : رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي.

فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : آمين .

وروى في قرب الاسناد بأسناد معتبر عن الصادق (عليه السلام) ، عن أبيه (عليه السلام) ، قال : كان فراش علي وفاطمة حين دخلت عليه اهاب كبش، اذا ارادا ان يناما عليه قلباه فناما على صوفه)، قال : وكانت وسادتهما ادما حشوها ليف، قال : وكان صادقها درعا من حديد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.