المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مناظرة في حديث أصحابي كالنجوم
18-12-2019
مقدمة في طبيعة المنظومة ومفهومها
2023-05-04
حلف شمال الأطلنطي
23-5-2022
المدن الصناعية – المدن التعدينية
25-2-2022
ملخص الدلائل العلمية على ايمان ابي طالب
14-11-2017
الدوران بين تخصيص العام ونسخه
29-8-2016


أقارب النبي (صلى الله عليه واله)  
  
20401   02:58 مساءً   التاريخ: 11-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص155-160.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / آبائه /

روى الشيخ الطبرسي و جمع آخر انّه : كان لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) تسعة أعمام، هم بنو عبد المطلب، الحارث، و الزبير، و أبو طالب، و حمزة، و الغيداق‏ ، و ضرار، و المقوّم‏ ، و أبو لهب و اسمه عبد العزّى و العباس.

فأما الحارث فهو اكبر ولد عبد المطلب و به كان يكنّى و شهد معه حفر زمزم و ولده أبو سفيان و المغيرة و نوفل‏ وربيعة و عبد شمس‏.

وكان أبو سفيان بن الحارث أخا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) من الرضاع لارتضاعه من لبن حليمة السعديّة، و كان شبيها برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) وتوفي في سنة عشرين للهجرة و دفن في البقيع، وقيل دفن في بيت عقيل بن ابي طالب، و خلّف نوفل أولادا منهم:

ألمغيرة بن نوفل، وهو الذي القى القبض على ابن ملجم المرادي الملعون حين فراره بعد ما ضرب أمير المؤمنين عليه السّلام.

و قد جاء في التاريخ انّ المغيرة بن نوفل كان قاضيا في عهد عثمان حضر صفين مع أمير المؤمنين (عليه السّلام)و تزوج بعده بأمامة بنت ابي العاص بن الربيع، فولدت له يحيى.

اما ربيعة بن الحارث فهو الذي قال فيه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): «الا انّ كل مأثرة كانت في الجاهلية موضوعة تحت قدمي و دماء الجاهلية موضوعة و انّ اول دم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث».

وكان قد قتل أحد أبنائه في الجاهلية، و شجاعة العباس بن ربيعة مشهورة في وقعة صفين.

و اما عبد شمس بن الحارث فقد سماه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعبد اللّه و قيل انّ أولاده متواجدون في الشام.

واما أبو طالب وعبد اللّه أبو النبي (صلّى اللّه عليه و آله) والزبير فهم من أم واحدة و هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.

وكان اسم ابي طالب عبد مناف و له أربعة أولاد : طالب و عقيل و جعفر و عليّ (عليه السّلام)، قيل انّ الفاصلة بين كل أخ كانت عشر سنين، و كان لأبي طالب بنتان هما: أمّ هاني و اسمها فاخته، و جمانة (بضم الجيم) و كانت أمهم جميعا فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف و عاش كلّهم الّا طالب.

و كانت جمانة زوجة لسفيان بن الحارث بن عبد المطلب، و كانت أم هاني زوجة لأبي وهب هبيرة بن عمرو المخزومي، فولدت له أولادا منهم جعدة بن هبيرة، و كان فارسا شجاعا و قد جعله أمير المؤمنين (عليه السّلام)واليا على خراسان.

و توفي أبو طالب قبل هجرة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بثلاث سنين، و توفت خديجة بعده بثلاثة ايام على قول، فسمى (صلّى اللّه عليه و آله) ذلك العام عام الحزن .

امّا العباس، و كنيته أبو الفضل، فقد كانت سقاية زمزم بيده، و أسلم في غزوة بدر الكبرى و توفي في المدينة أواخر خلافة عثمان و لقد كفّ بصره في آخر عمره و كانت امّه و أم ضرار تسمى (نتيله) بضم النون و فتح التاء و كان له تسعة أولاد : عبد اللّه، و عبيد اللّه، و الفضل ، و قثم (بضم القاف و فتح الثاء) و معبد (بفتح الميم و الموحدة)، و عبد الرحمن، و تمام، و كثير، و الحارث و أم حبيب و آمنة و صفيّة.

 

وكانت والدة أم حبيب و ستة من اخوتها المذكورة اسماؤهم في البداية تسمى (أمّ الفضل) لبابة بنت الحارث الهلالي، أخت ميمونة بنت الحارث زوجة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و تفرقوا مدفنا رغم تولدهم في بيت واحد فالفضل دفن في أجنادين من أراضي الروم، و أمّا معبد و عبد الرحمن فقد دفنا في إفريقية، و دفن عبد اللّه في الطائف، و عبيد اللّه في اليمن و قثم في سمرقند.
قال البغوي: انّ أمّ الفضل أسلمت بعد خديجة (رضي اللّه عنها) و عدّ البعض انّ أولاد العباس عشرة و زاد فيهم عون و مؤيد، و هذا الكلام هو الذي صرح به العباس نفسه بلا فاصلة، كما قال شيخنا الشهيد الثاني في شرح الدراية بانّ تمّام كان أصغر ولد العباس و كان يضعه في حجره و يقول:

 

تمّوا بتمّام فصاروا عشرة                 يا ربّ فاجعلهم كراما بررة

 

                    و اجعل لهم ذكرا و أنم الشجرة          
اما أولاد ابي لهب فهم عتبة و عتيبة و معتب و درّة، و امهم أمّ جميل أخت ابي سفيان التي قال اللّه تعالى في حقها: «حمالة الحطب».

 

و كان لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ست عمّات من امهات متعددات و هنّ أميمة و أم حكيم و برّة و عاتكة و صفيّة و أروى فأما أميمة و قيل فاطمة فكانت زوجة لجحش بن ريان، فولدت له عبد اللّه و عبيد اللّه و أبو أحمد و زينب و حمنة (بفتح الحاء و سكون الميم و فتح النون) و أمّ حبيبة، و زينب هي التي كانت زوجة لزيد بن حارثة، فطلّقها، فزوجها اللّه تعالى من رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

وكانت أم حكيم بنت عبد المطلب زوجة لكزيرك (زبير) بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، فولدت له عامرا و هو أبو عبد اللّه عامر الذي كان واليا على العراق و خراسان من قبل عثمان.

وكانت برّة بنت عبد المطلب زوجة لأبي رهم، و تزوجت بعده بعبد الاسد بن هلال‏ المخزومي فولدت له أبو سلمة، و كان اسمه عبد اللّه و هو أوّل من هاجر الى الحبشة مع زوجته أمّ سلمة ثم هاجر الى المدينة و شهد بدرا و أحدا و أصابه جرح في أحد و توفّى من أثره فتزوج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) بعده بأمّ سلمة.

اما عاتكة بنت عبد المطلب فكانت زوجة لعمير بن وهب و تزوجت بعده بكلدة بن عبد مناف بن عبد الدار.

 

و امّا صفيّة بنت عبد المطلب فكانت زوجة للحارث بن حرب بن أميّة و تزوجت بعده بالعوام بن خويلد أخي خديجة (رضي اللّه عنها) فولدت له الزبير، [في رواية انّه كانت بنات عبد المطلب عنده لمّا حضرته الوفاة فأمرهنّ بالبكاء عليه و رثائه و ليسمع صوتهنّ قبل أن يموت فقامت كل واحدة منهنّ و انشدت قصيدة في رثائه و كان يسمع رحمه اللّه حتى توفّي‏].
و كان أبو طالب و حمزة أفضل اعمام النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و كان اسم ابي طالب عبد مناف و كنيته أبو طالب كما قال أبوه عبد المطلب في حقّه.

 

وصّيت من كنّيته بطالب‏           عبد مناف و هو ذو تجارب‏

و كان سيد البطحاء و شيخ قريش و رئيس مكّة و قبلة العشيرة، و كان رحمه اللّه شيخا جسيما

وسيما عليه بهاء الملوك و وقار الحكماء.

قيل لأكثم بن صفي حكيم العرب: ممن تعلّمت الحكمة و الرئاسة و الحلم و السيادة؟.

قال: من حليف الحلم و الادب سيد العرب و العجم، أبي طالب بن عبد المطلب.

ورد في روايات كثيرة انّ مثل ابي طالب مثل اصحاب الكهف أسرّوا الايمان و أظهروا الشرك‏ ، و ذلك ليقدر على نصرة النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و كفّ أذى كفّار قريش منه، و كان رحمه اللّه مستودعا لوصايا الأنبياء (عليهم السّلام) و آثارهم و ردّها الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله).

و جاء في رواية: انّ نور ابي طالب يوم القيامة ليطفي أنوار الخلائق الّا خمسة انوار نور محمد و نور عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين (عليهم السّلام‏) .

 

و انّه لو وضع ايمان ابي طالب في كفة ميزان و ايمان هذا الخلق في الكفة الاخرى لرجح ايمانه.
و كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) يحب نشر أشعار ابي طالب و كان يأمر الناس بقراءتها و تعليمها أبناءهم، لأنّه رحمه اللّه كان على دين اللّه، و كان العلم و الحكمة ينبعان من أشعاره، و على كل حال فان كثرة خدمات ابي طالب للدين و نصرته لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) اكثر من ان تحصى في هذا المختصر و كما أشار النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى خوف و جبن قريش منه و عدم جرأتهم على ايذائه حتى توفي أبو طالب فبدؤوا آنذاك بالإيذاء و السب و الشتم.
 قال ابن ابي الحديد:

 

و لو لا أبو طالب و ابنه‏          لما مثل الدين شخص فقاما

فذاك بمكة آوى و حامى‏                   و هذا بيثرب جسّ الحماما

و امّا حمزة بن عبد المطلب فقد كان جليل القدر، و قد استشهد في غزوة أحد كما بينّاه سابقا و استشهد جعفر بن ابي طالب (رضى اللّه عنه) في مؤتة .

ونشير الآن الى نبذة من فضائل حمزة و جعفر: روى بن بابويه عن الرضا (عليه السّلام)انّه قال: قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): خير اخواني عليّ و خير أعمامي حمزة، و العباس صنو أبي‏ .

و قال أبو جعفر عليه السّلام: صلّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) على حمزة سبعين صلاة .

و في رواية كبّر عليه سبعين تكبيرة) و في قرب الاسناد عن الصادق (عليه السّلام)انّه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): منّا سبعة خلقهم اللّه عز و جل لم يخلق في الارض مثلهم، منّا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) سيد الاولين و الآخرين و خاتم النبيين، و وصيّه خير الوصيين، و سبطاه خير الاسباط حسنا و حسينا، و سيد الشهداء حمزة عمّه، و من قد طار مع الملائكة جعفر، و القائم‏ .

وروى عليّ بن ابراهيم انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) قال: ألا و انّ الهي اختارني في ثلاثة من أهل بيتي و أنا سيد الثلاثة و أتقاهم للّه و لا فخر اختارني و عليا و جعفرا ابني ابي طالب و حمزة بن عبد المطّلب .

وروى أيضا عن ابي جعفر (عليه السّلام)في قوله: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 23] انّ من قضى نحبه هو حمزة و جعفر، و من ينتظر هو علي بن ابي طالب‏ .

و روي في البصائر عنه (عليه السّلام)انّه قال: على قائمة العرش مكتوب حمزة أسد اللّه و أسد رسوله و سيد الشهداء .

امّا العباس فقد روى الشيخ الطوسي عن جابر الانصاري انّه قال: أقبل العباس ذات يوم الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و كان العباس طوالا حسن الجسم فلمّا رآه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) تبسّم إليه فقال: انّك يا عمّ لجميل فقال العباس: ما الجمال بالرجل يا رسول اللّه؟.

قال:  بصواب القول بالحقّ، قال: فما الكمال؟ قال: تقوى اللّه عز و جل و حسن الخلق‏ .

 

وروى عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) انّه قال: احفظوني في عمّي العبّاس فانّه بقيّة آبائي‏.
وروى بن بابويه انّه: هبط جبرئيل (عليه السّلام)على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) و عليه قباء أسود و منطقة فيها خنجر فقال يا جبرئيل ما هذا الزيّ فقال زيّ ولد عمّك العباس فخرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) الى العباس، فقال: يا عمّ ويل لولدي من ولدك، فقال: يا رسول اللّه أ فأجبّ نفسي؟.

 

قال: جرى القلم بما فيه‏ .

روي عن ابن عباس انّه قال: قال علي (عليه السّلام)لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) يا رسول اللّه انّك لتحب عقيلا؟.

قال: اي و اللّه انّي لأحبه حبين، حبّا له و حبّا لحبّ أبي طالب له، و انّ ولده لمقتول في محبة ولدك فتدمع عليه عيون المؤمنين، و تصلي عليه الملائكة المقربون، ثم بكى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) حتى جرت دموعه على صدره، ثم قال: الى اللّه أشكو ما تلقي عترتي من بعدي‏.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.