أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-12-2019
635
التاريخ: 14-12-2019
422
التاريخ: 18-12-2019
537
التاريخ: 14-12-2019
700
|
الأستاذ الشيعي: نحن نعتقد، أن الإمامة والخلافة هي نيابة عن النبي (صلى الله عليه وآله) في زعامة ورئاسة الدين والدنيا، لأن خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والقائم بمقامه لا بد أن يسعى نحو ترسيخ ونشر أحكام الإسلام وصيانته للشريعة المقدسة، والقضاء على شتى أنواع الفتن والمفاسد، وإقامة حدود الله، ولا يليق هذا المقام الشريف لكل أحد، سوى الذين يمتلكون القيم الإسلامية العالية، من التقوى، والجهاد والعلم والهجرة والزهد، والسيرة الحسنة، والحنكة السياسية، والعدالة والشجاعة، وسعة الصدر، وعلو الهمة، والأخلاق الفاضلة، وهذه الفضائل لا يمتلكها سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وبشهادة التاريخ والروايات المستفيضة من علماء الفريقين.
الأستاذ السني: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم (1). إذن بأي فرد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) اقتدينا فقد اهتدينا.
الأستاذ الشيعي: مع غض النظر عن سند هذا الحديث، فهو مجعول وساقط عن الاعتبار، لوجود عدة أدلة قاطعة وأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم ينطق به، ولم يتفوه به.
الأستاذ السني: بأي دليل؟
الأستاذ الشيعي: أدلة نفي هذا الحديث كثيرة. منها:
1 - عندما يضل المسافرون في الليل جادتهم الأصلية، فهناك ملايين من النجوم من السماء، ولو اختاروا أيا منها حسب أهوائهم لما اهتدوا أبدا، بل إن النجوم التي تهدي إلى جادة الصواب هي نجوم خاصة، ومعروفة تتميز عن بقية النجوم، وعلى ضوئها يعثر المسافرون في الليل على مرادهم وطريقهم.
2 - هذا الحديث يتناقض مع عشرات الأحاديث، مثل حديث الثقلين، وحديث الخلفاء الاثني عشر من قريش، وحديث عليكم بالأئمة من أهل بيتي ، وحديث أهل بيتي كالنجوم ، وحديث السفينة: مثل أهل بيتي كسفينة نوح... ، وحديث النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف (2).
فضلا عن أن الحديث المذكور أعلاه قد نقلته طائفة خاصة من المسلمين، أما الأحاديث المخالفة له فقد نقلتها جميع طوائف المسلمين.
3 - الحوادث الواقعة بعد رحلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الأصحاب واختلافهم، لا تتلائم مع الحديث المذكور، لإن ارتداد بعض الأصحاب، وطعن بعضهم البعض كطعن أكثر الصحابة في خلافة عثمان الذي انتهى إلى قتله. كما أن هذا الحديث لا يتلائم مع لعن بعض الصحابة بعضا، كأمر معاوية بسب علي (عليه السلام) (3)، وكذلك لا يتلائم مع قتال الصحابة بعضهم بعضا، كما حارب طلحة والزبير أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في حرب الجمل، ومعاوية في صفين، وكما لا يتلائم بصدور بعض الذنوب الكبيرة من الصحابة مثل الزنا وشرب الخمر والسرقة حيث أقيمت حدود على بعضهم، أمثال (الوليد بن عقبة، والمغيرة بن شعبة...).
وعلى سبيل المثال: إن عليا (عليه السلام) ومعاوية كانا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقاتل بعضهم بعضا، ولعن بعضهم بعضا، فكيف يمكن مع اعتبار الحديث المذكور، إذا اقتدينا بأيهما اهتدينا؟
وهل الاقتداء ب بسر بن أرطأة الذي كان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)، والذي سفك دماء الآلاف من الأبرياء من المسلمين، سبب الهداية؟
وهل الاقتداء بالمنافقين الذين عاصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع كثرتهم في المدينة سبب الهداية؟
وهل الاقتداء بمروان بن الحكم الذي قتل طلحة سبب الهداية؟
وهل الاقتداء بالحكم أبي مروان الذي كان من الأصحاب، وكان يستهزء بالنبي (صلى الله عليه وآله) سبب الهداية؟
فالعمل بالحديث المذكور المختلق أصحابي كالنجوم مع ما نلمسه من الواقع الخارجي، ويحكيه التاريخ لنا أمر مضحك وغريب!!
الأستاذ السني: المقصود من الأصحاب، الأصحاب الحقيقيين المخلصين للنبي (صلى الله عليه وآله)، لا المنافقين والكاذبين.
الأستاذ الشيعي: إن كنت تقصد أمثال: سلمان وأبو ذر، ومقداد، وعمار دون سواهم، مع اعتبارك غيرهم، بقي الأشكال والاختلاف بيننا مستحكما، والأفضل التمسك بتلك الأحاديث التي تخلو من الإشكال، والواضحة كحديث الثقلين، وحديث السفينة، الواردة في إمامة وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
وعلى هذا الأساس جاء في الروايات: أنه عندما قصد سلمان المدائن التقى بالأشعث وجرير، وكانا يجهلانه، لكن سرعان ما عرف نفسه، قائلا: أنا سلمان، من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ثم قال: إعلما، إنما صاحبه من دخل معه الجنة (4)، وبعبارة أوضح: إن الصحابي هو الذي يسير على نهج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى آخر لحظة من حياته الإيمانية، ولا يستبدله بمنهج آخر، ولا ينحرف عن الأحكام الإلهية قط (5).
______________________________
(1) تقدمت تخريجاته [ في موضع آخر من الكتاب] .
(2) المستدرك للحاكم: ج 3 ص 149.
(3) وقد قال في حقه رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله، راجع: كنز العمال: ج 11 ص 602 ح 32903.
(4) فتاوى الصحابي الكبير: ص 677.
(5) أجود المناظرات للاشتهاردي: ص 350 - 353.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|