المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية أنواع ماشية اللحم
2024-11-05
زكاة الذهب والفضة
2024-11-05
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05



مناظرة في حديث أصحابي كالنجوم  
  
536   11:20 صباحاً   التاريخ: 18-12-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 531-535
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * أحاديث وروايات /

الأستاذ الشيعي: نحن نعتقد، أن الإمامة والخلافة هي نيابة عن النبي (صلى الله عليه وآله) في زعامة ورئاسة الدين والدنيا، لأن خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والقائم بمقامه لا بد أن يسعى نحو ترسيخ ونشر أحكام الإسلام وصيانته للشريعة المقدسة، والقضاء على شتى أنواع الفتن والمفاسد، وإقامة حدود الله، ولا يليق هذا المقام الشريف لكل أحد، سوى الذين يمتلكون القيم الإسلامية العالية، من التقوى، والجهاد والعلم والهجرة والزهد، والسيرة الحسنة، والحنكة السياسية، والعدالة والشجاعة، وسعة الصدر، وعلو الهمة، والأخلاق الفاضلة، وهذه الفضائل لا يمتلكها سوى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وبشهادة التاريخ والروايات المستفيضة من علماء الفريقين.

الأستاذ السني: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم (1). إذن بأي فرد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) اقتدينا فقد اهتدينا.

الأستاذ الشيعي: مع غض النظر عن سند هذا الحديث، فهو مجعول وساقط عن الاعتبار، لوجود عدة أدلة قاطعة وأن النبي (صلى الله عليه وآله) لم ينطق به، ولم يتفوه به.

الأستاذ السني: بأي دليل؟

الأستاذ الشيعي: أدلة نفي هذا الحديث كثيرة. منها:

1 - عندما يضل المسافرون في الليل جادتهم الأصلية، فهناك ملايين من النجوم من السماء، ولو اختاروا أيا منها حسب أهوائهم لما اهتدوا أبدا، بل إن النجوم التي تهدي إلى جادة الصواب هي نجوم خاصة، ومعروفة تتميز عن بقية النجوم، وعلى ضوئها يعثر المسافرون في الليل على مرادهم وطريقهم.

2 - هذا الحديث يتناقض مع عشرات الأحاديث، مثل حديث الثقلين، وحديث الخلفاء الاثني عشر من قريش، وحديث عليكم بالأئمة من أهل بيتي ، وحديث أهل بيتي كالنجوم ، وحديث السفينة: مثل أهل بيتي كسفينة نوح... ، وحديث النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف (2).

فضلا عن أن الحديث المذكور أعلاه قد نقلته طائفة خاصة من المسلمين، أما الأحاديث المخالفة له فقد نقلتها جميع طوائف المسلمين.

3 - الحوادث الواقعة بعد رحلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الأصحاب واختلافهم، لا تتلائم مع الحديث المذكور، لإن ارتداد بعض الأصحاب، وطعن بعضهم البعض كطعن أكثر الصحابة في خلافة عثمان الذي انتهى إلى قتله. كما أن هذا الحديث لا يتلائم مع لعن بعض الصحابة بعضا، كأمر معاوية بسب علي (عليه السلام) (3)، وكذلك لا يتلائم مع قتال الصحابة بعضهم بعضا، كما حارب طلحة والزبير أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في حرب الجمل، ومعاوية في صفين، وكما لا يتلائم بصدور بعض الذنوب الكبيرة من الصحابة مثل الزنا وشرب الخمر والسرقة حيث أقيمت حدود على بعضهم، أمثال (الوليد بن عقبة، والمغيرة بن شعبة...).

وعلى سبيل المثال: إن عليا (عليه السلام) ومعاوية كانا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقاتل بعضهم بعضا، ولعن بعضهم بعضا، فكيف يمكن مع اعتبار الحديث المذكور، إذا اقتدينا بأيهما اهتدينا؟

وهل الاقتداء ب‍ بسر بن أرطأة الذي كان من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)، والذي سفك دماء الآلاف من الأبرياء من المسلمين، سبب الهداية؟

وهل الاقتداء بالمنافقين الذين عاصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع كثرتهم في المدينة سبب الهداية؟

وهل الاقتداء بمروان بن الحكم الذي قتل طلحة سبب الهداية؟

وهل الاقتداء بالحكم أبي مروان الذي كان من الأصحاب، وكان يستهزء بالنبي (صلى الله عليه وآله) سبب الهداية؟

فالعمل بالحديث المذكور المختلق أصحابي كالنجوم مع ما نلمسه من الواقع الخارجي، ويحكيه التاريخ لنا أمر مضحك وغريب!!

الأستاذ السني: المقصود من الأصحاب، الأصحاب الحقيقيين المخلصين للنبي (صلى الله عليه وآله)، لا المنافقين والكاذبين.

الأستاذ الشيعي: إن كنت تقصد أمثال: سلمان وأبو ذر، ومقداد، وعمار دون سواهم، مع اعتبارك غيرهم، بقي الأشكال والاختلاف بيننا مستحكما، والأفضل التمسك بتلك الأحاديث التي تخلو من الإشكال، والواضحة كحديث الثقلين، وحديث السفينة، الواردة في إمامة وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).

وعلى هذا الأساس جاء في الروايات: أنه عندما قصد سلمان المدائن التقى بالأشعث وجرير، وكانا يجهلانه، لكن سرعان ما عرف نفسه، قائلا: أنا سلمان، من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ثم قال: إعلما، إنما صاحبه من دخل معه الجنة (4)، وبعبارة أوضح: إن الصحابي هو الذي يسير على نهج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى آخر لحظة من حياته الإيمانية، ولا يستبدله بمنهج آخر، ولا ينحرف عن الأحكام الإلهية قط (5).

______________________________

(1) تقدمت تخريجاته [ في موضع آخر من الكتاب] .

(2) المستدرك للحاكم: ج 3 ص 149.

(3) وقد قال في حقه رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله، راجع: كنز العمال: ج 11 ص 602 ح 32903.

(4) فتاوى الصحابي الكبير: ص 677.

(5) أجود المناظرات للاشتهاردي: ص 350 - 353.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.