المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


نظافة الجسد  
  
2476   03:58 مساءً   التاريخ: 28-6-2017
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص311-320
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /

دعا الاسلام اتباعه وحثهم على الطهارة والنظافة على مستويين :

الأول: الطهارة المعنوية، وتتمثل في صفاء النفس، ونقاء السريرة وسلامة العقيدة، والصلة بالله وتقوى القلب، والخوف من الله، والاستعداد للقاء الله يوم الحساب.

والطهارة من الحدث والتي تتم بالوضوء او بالغسل متوجهة إلى القلوب كما للابدان، ولهذا إعتبرت أمراً عباديا يحتاج إلى نية القربة.

الثاني: الطهارة المادية، وهي المتعلقة بنظافة الجسد والمكان والثياب وقد تجسدت الدعوى اليها من خلال امرين :

الاول: الطهارة المادية للأمور العبادية، ... حيث اعتبرت الطهارة شرطا في صحة العبادة.

الثاني : الطهارة والاحتراز عن كل انواع النجاسات والقذارات حتى مع عدم كون الانسان يمارس امرا عباديا، وتجسد هذا الامر صريحا من خلال ما تقدم عنه الحديث بالدعوة إلى الكون على طهارة واستحباب الوضوء والغسل دائما.

وبالإضافة إلى ذلك فان الاسلام حث على نظافة الجسد المادية بصورة عامة وبشكل دائم ومستمر، وذلك من خلال الدعوة إلى جملة امور اعتبرت انها من السنن الحنيفية وذلك من قبيل اخذ الشارب، وفرق الشعر، والمضمضة، وحلق العانة، ونتف شعر الابطين، وتقليم الاظفار، وقص الشارب، وجز الشعر، واستعمال المسواك، وتسريح الرأس واللحية، والاختتان وغيرها من القضايا والمسائل التي تعنى ان تدخل في اطار المحافظة على نظافة الجسد، والتي لا يمكن ان يحصل تنظيف لبدن الانسان من دون مراعاتها.

ولذلك جاءت الاحاديث الشريف لتؤكد ذلك تحت عنوان (باب السنن الحنيفية) و(جوامع آداب النبي(صلى الله عليه واله) وسننه) وغيرها من الابواب الفقهية التي تضمنت الآداب العامة للتطييب والتنظيف والاكتحال وما شاكل ذلك.

ومن هذه الاحاديث والروايات :

ما ذكره صاحب تفسير القمي في قوله تعالى: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النساء: 125] حيث قال: انزل الله على ابراهيم الحنيفية وهي الطهارة وهي عشرة اشياء خمسة في الرأس وخمسة في البدن واما التي في الرأس فأخذ الشارب، واعفاء اللحى، وطم الشعر، والسؤال، والخلال، واما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وقلم الاظافر والغسل من الجنابة والطهور بالماء فهذه خمسة في البدن وهي الحنيفية الطاهرة التي جاء بها ابراهيم فلم تنسخ ولا تنسخ الى يوم القيامة وهو قوله تعالى: {وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النساء: 125] (1)

وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله : (ان الله عز وجل بعث خليله بالحنيفية وامره بأخذ الشارب وقص الاظفار، ونتف الابط، وحلق العانة، والختان)(2).

وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله):(خمس من الفطرة : تقليم الاظفار، وقص الشارب، ونتف الابط، وحلق العانة، والاختتان)(3).

وعن الصادق عليه السلام قال : (كان بين نوح وابراهيم عليه السلام الف سنة وكانت شريعة ابراهيم بالتوحيد، والاخلاص، وخلع الانداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية، وأخذ عليه ميثاقه وأن لا يبعد الا الله، ولا يشترك به شيئا، قال ؛ وامره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم له (عليه) احكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية : الختان، وقص الشارب، ونتف الابط ، وتقليم الاظفار وحلق العانة وامره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته عليه السلام (4).

هذه بعض الموارد ذكرناها للاطلاع على المفاهيم الاسلامية التي ارادت تركيز اذهان المسلمين على ضرورة المحافظة على النظافة، ولان ما جاء به الاسلام كان له الريادة وفضل السبق على غيره في مجال الحرص والتأكيد على نظافة الجسد، ولأن هناك تفصيلا هاما في الاحاديث والروايات نستعرض فيما يلي ولو بصورة اجمالية المسائل التي من خلالها اراد الاسلام من كل مسلم العناية والاهتمام بها لتحصيل النظافة والطهارة الحقيقية لجسده وهي :

أ‌- الاستحمام وفضله :

عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (طب العرب في سبعة : ... والحمام...)(5).

وعنه عليه السلام قال : (انه خير ما تداويتم به الحقنة... والحمام)(6).

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : (الداء ثلاثة والدواء ثلاثة : فأما الداء فالدم والمرة والبلغم، فدواء الدم الحجامة، ودواء البلغم الحمام، ودواء المرة المشي)(7).

ب‌- حلق وجز شعر الرأس :

روى الصدوق ان رسول الله صلى الله عليه واله قال لرجل: (احلق فإنه يزيد في جمالك)(8).

عن محمد بن ابي حمزة. عن اسحاق قال : قال لي أبو عبدالله عليه السلام (استأصل شعرك تقل دوابه ودرنه ووسخه، وتغلظ رقبتك، ويجلو بصرك)(9).

وعن الحسن بن علي بن يقطين، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: سمعته يقول: (ان الشعر على الراس اذا طال اضعف البصر، وذهب بضوء نوره، وطم الشعر يجلي البصر، ويزيد في ضوء نوره)(10).

ونهت الروايات عن الحلق للصبيان بطريقة تسمى (القزع) وهي أن تحلق موضعا وتترك موضعا.

فعن الصادق عليه السلام عن علي (عليه السلام) قال : (لا تحلقوا الصبيان القزع)(11).

وعنه عليه السلام قال : (أتي النبي صلى الله عليه واله بصبي ليدعو له، وله قنازع، فأبى ان يدعو له، وأمر بحلق برأسه)(12).

جـ- الاطلاء بالنورة وازالة شعرة الابط والعانة وغيرها :

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : (السنة في النورة في كل خمسة عشر يوما، فمن اتت عليه احد وعشرون يوما ولم يتنور فليستدن على الله عز وجل وليتنور، ومن اتت عليه أربعون يوما ولم يتنور فليس بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة)(13).

وعن الصادق عليه السلام قال : قال رسول الله صلى  الله عليه واله: (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك حلق عانته فوق اربعين يوما فان لم يجد فليستقرض بعد الاربعين ولا يؤخر)(14).

وعن امير المؤمنين عليه السلام قال: (النورة نشرة وطهور للجسد)، وقال (عليه السلام) : (أحب للمؤمن ان يطلي في كل خمسة عشر يوما بالنورة)(15).

وعن الصادق عليه السلام قال (قال الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام: تطهر! فأخذ شاربه ثم قال : تطهر فنتف ابطه، ثم قال تطهر فقلم اظافره، ثم قال : تطهر فحلق عانته، ثم قال : تطهر،

فاختتن)(16).

وعن رسول الله صلى الله عليه واله قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته فوق اربعين يوما، ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر ان تدع منها فوق عشرين يوما)، وفي رواية عن الصادق (عليه السلام) قال : (من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته اكثر من اسبوع، ولا يترك النورة اكثر من شهر، فمن ترك اكثر منه فلا صلاة له)(17).

د. تزيين اللحية وقص الشارب :

عن علي عليه السلام، عن أخيه قال : سالته عن أخذ الشارب اسنة هو؟ قال : نعم، وسالته عن الرجل له ان يأخذ من لحيته؟ قال : اما من عارضيه فلا بأس، واما من المقدمة فلا(18).

وعن النبي صلى الله عليه واله قال : ليأخذ احدكم من شاربه والشعر الذي في انفه، وليتعاهد نفسه، فان ذلك يزيد من جماله (19).

وروي ان النبي صلى الله عليه واله نظر إلى رجل طويل اللحية فقال : ما كان لهذا (ما ضر هذا) لو هيا من لحيته فبلغ الرجل ذلك فهيا لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبي صلى الله عليه واله فلما راه قال : هكذا فافعلوا (20).

وقال الصادق عليه السلام : تقبض بيدك على لحيتك وتجز ما فضل(21).

وعنه عليه السلام قال : ما زاد من اللحية عن القبضة ففي النار(22).

وعنه عليه السلام قال : من سعادة المرء خفة لحيته (23).

وعنه عليه السلام قال : أخذ الشارب من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام (24).

وعن رسول الله صلى الله عليه واله قال: لا يطولن احدكم شاربه، فان الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به، وقال : من لم يأخذ شاربه فليس منا (25).

هـ - تسريح الراس واللحية :

عن يزيد بن مسلم قال : قال ابو عبدالله عليه السلام : (المشط ينفي الفقر ويذهب الداء)(26).

وعنه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : (المشط يذهب بالوباء، والدهن يذهب بالبؤس)(27).

وعنه عليه السلام قال : (من أمر المشط على راسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء ابدا)(28).

وعنه صلى الله عليه واله قال : (الشعر الحسن من كسوة الله فاكرموه)(29).

وعن آداب تمشيط الشعر قال الإمام الكاظم عليه السلام: (لا تمشط من قيام، فانه يورث الضعف في القلب، وامتشط وانت جالس فانه يقوي القلب ويمخج (30) الجلدة)(31).

وعن الصادق عليه السلام قال : تسريح الرأس يقطع البلغم، وتسريح الحاجبين امان من الجذام، وتسريح العارضين يشد الاضراس (32).

و- قص الاظفار :

عن الصادق عليه السلام قال : (احتبس الوحي على النبي صلى الله عليه واله قال : فقيل؛

احتبس عنك) الوحي يا رسول الله صلى الله عليه واله قال : فقال رسول الله صلى الله عليه واله: وكيف لا يحتبس عني الوحي وانتم لا تقلمون اظفاركم ولا تنقون رواجبكم)(33).

وفي حديث الاربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام : (تقليم الاظفار يمنع الداء الاعظم، ويدر (يزيد) الرزق ويورده)(34).

وقال رسول الله صلى الله عليه واله: (من قلم اظفاره يوم الجمعة اخرج الله من انامله الداء

وادخل فيها الدواء، وروي انه لا يصيبه جنون ولا جذام ولا برص)(35).

وفي مناهي النبي صلى الله عليه واله (انه نهى عن تقليم الاظافير بالأسنان)(36).

والروايات في هذا الباب كثيرة جدا .

ز- دفن الشعر والظفر وغيرهما من فضول الجسد :

عن عبدالله بن الحسين بن زيد، عن ابيه، عن ابائه عليهم السلام قال : (أمرنا رسول الله صلى الله عليه واله بدفن اربعة : الشعر، والسن، والظفر، والدم)(37).

وعن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يأمر بدفن سبعة اشياء من الانسان : الشعر، والدم، والظفر، والحيض، والمشيمة، والسن، والعلقة(38).

حـ- السواك والحث عليه :

عن الصادق عليه السلام قال : (عليكم بالسواك، فأنها مطهرة، وسنة حسنة)(39).

وعن النبي صلى الله عليه واله قال: (ما زال جبرائيل عليه السلام يوصيني بالسواك حتى ظننت انه سيجعله فريضة)(40).

وعنه صلى الله عليه واله قال: (لولا ان اشق على امتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة)(41).

وقال رسول الله صلى الله عليه واله : (السواك فيه عشر خصال : مطهرة للفم، مرضاة للرب يضاعف الحسنات سبعين ضعفا، وهو من السنة، ويذهب بالحفر(42). ويبيض الاسنان، ويشد اللثة، ,يقطع البلغم، ويذهب بغشاوة البصر، ويشهي الطعام)(43).

وقال صلى الله عليه واله : (أفواهكم من طرق ربكم فنظفوها)(44).

وعن ابي جعفر الباقر عليه السلام قال: شكت الكعبة إلى الله ما تلقى من انفاس المشركين، فأوحى الله اليها ان قري كعبة فاني ابدلك بهم قوما يتخللون بقضبان الشجر، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه واله أوحى اليه مع جبرائيل عليه السلام بالسواك والخلال)(45).

هذه بعض الكنوز والجواهر واللآلئ المضيئة التي تكشف عن عظمة هذه الشريعة التي احتوت وتضمنت حماية الانسان واعتنت بنظافة جسده فشرعت وسنت كل هذه الآداب والمستحبات ليبقى الانسان عزيزا كريما كما اراده الله سبحانه وتعالى.

____________

1ـ تفسير القمي، ج1، 59، ذيل اية : 135 من سورة البقرة.

2- تفسير العياشي ج1، ص388.

3- الخصال، م.س، ج1، ص310، باب 5، ح86.

4- مكارم الاخلاق، م.س، ج1، ص140، ح361.

5- طب الائمة، ص55 و57.

6- طب الائمة، ص55 و57.

7- مكارم الاخلاق، م.س، ص123 إلى 130.

8- من لا يحضره الفقيه، م.س، ج1، ص71.

9- ثواب الاعمال، م.س، ص41.

10- السرائر ج3، ص575.

11- مكارم الأخلاق، ج1، ص137 – 138 الأحاديث 340 و343.

12- نفس المصدر السابق.

13- الخصال، م.س، ج2، ص503، باب 15، ح7.

14- م.ن، ص538، باب 40، ح5.

15- م.ن، ص611. حديث الاربعمائة.

16- مكارم الاخلاق، ج1، ص139، راجع الاحاديث 350 إلى 362.

17- م.ن، ص139.

18- قرب الاسناد، م.س، ص269 وص67، ح1168 وح215.

19- نفس المصدر السابق.

20- راجع مكارم الاخلاق، ج1، ص156 – 159 – أحاديث 418 – 436.

21- نفس المصدر السابق.

22- نفس المصدر السابق.

23- نفس المصدر السابق.

24- نفس المصدر السابق.

25- نفس المصدر السابق.

26- م.ن، ص165، راجع الاحاديث 467 إلى 476.

27- نفس المصدر السابق.

28- نفس المصدر السابق.

29- نفس المصدر السابق.

30- مخج الدلو- كمنع- جذب بها ونهزها حتى تمتلئ. القاموس المحيط، ج1، ص214.

31- مكارم الأخلاق، ج1، ص168، ح484.

32- م.ن، ص160، ح444 – 445.

33- قرب الاسناد، م.س، ص24، ح80. والرواجب مفاصل الاصابع.

34- الخصال، م.س، ج2، ص661.

35- م.ن، ج2، ص391، باب 7، ح88.

36- راجع م.ن.

37- م.ن، ج1، ص254، باب 4، ج120.

38- م.ن، ج2، ص340، باب 7، ح1.

39- أمالي الصدوق، م.س، ص294، المجلس 57، ح10.

40- م.ن، ص349، المجالس 66، حديث المناهي.

41- علل الشرائع، م.س، ج1، ص293، باب 221، ح1.

42- الحفر : - محركة - سلاق في اصول الاسنان، او صفرة تعلوها، القاموس المحيط، ج2، ص12.

43- الخصال، م.س، ج2، ص449، باب 10، ح51.

44- المحاسن، م.س، ج2، ص376، ح2319.

45- م.ن.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.