المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

عبادة وأيمان فاطمة الزهراء (عليها السلام)
16-12-2014
مؤسس المرجئة
26-05-2015
موقف المفسّرين الشيعة من الاتّجاه الأخباري‏
22-3-2016
مسار فسفات البنتوز والمسارات الأخرى لأيض الهكسوزات
10-8-2021
الزواج ــ بحث روائي
27-8-2022
ظاهرة "دوپلر" Doppler effect
8-9-2018


مهمة النقد ووظيفته وغايته  
  
1653   02:00 مساءً   التاريخ: 4-6-2017
المؤلف : مصطفى عبد الرحمن إبراهيم
الكتاب أو المصدر : في النقد الأدبي القديم عند العرب
الجزء والصفحة : ص6-7
القسم : الأدب الــعربــي / النقد / النقد القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-3-2018 2512
التاريخ: 26-7-2017 3491
التاريخ: 25-03-2015 5728
التاريخ: 23-3-2018 11464

يمكن القول بأن أهمية النقد ووظفته وغايته تتلخص فيما يلي :

أولاً : دراسة العمل الأدبي : وتمثله وتفسيره وشرحه، واستظهار خصائصه الشعورية والتعبيرية، وتقويمه فنيا وموضوعيا (1).

وهذا يعني أن وظيفة النقد ليست هينة، وليس في مقدور كل شخص ان يضطلع بمهامه، أو أن يتصدى لتقويم الأدب وإبداء رأي فيه؛ لأن الناقد هو الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يقوم العمل الأدبي فنياً وموضوعياً.

ثانياً : تعيين مكان العمل الأدبي في خط سير الأدب، وتحديد مدى ما أضافه الى التراث الأدبي في لغته، وفي العالم الأدبي كله، وأن نعرف : أهو نموذج جديد أم تكرار لنماذج سابقة مع شيء من التجديد؟ وهل ما فيه من جدة يشفع له في الوجود؟ أم هو فضله لا تضيف لرصيد الأدب شيئاً (2).

ثالثاً : تحديد مدى تأثر العمل الأدبي بالمحيط ومدى تأثيره فيه – وهذه ناحية من نواحي التقويم الكامل للعمل الأدبي من الناحية الفنية – فضلا عن الناحية التاريخية – فإنه من المهم ان تعرف ماذا أخذ هذا العمل الأدبي، ومدى الاستجابة العادية للبيئة (3).

وقد فطن لهذه الغاية كثير من نقاد العرب القدماء والمحدثين فمن القدماء على سبيل المثال ابن سلام الذي أدرك تأثير البيئة على الشاعر، فجمع شعراء القرى (مكة والمدينة والطائف والبحرين واليمامة) في حديث واحد (4)، ومن المحدثين العقاد في كتابه – شعراء ومصر وبيئاتهم في الجيل الماضي – الذي أقر في بدايته أن " معرفة البيئة ضرورية في نقد كل شعر، في كل أمة، في كل جيل " (5).

رابعاً : تصوير سمات صاحب العمل الأدبي – من خلال أعماله – وبيان خصائصه الشعورية والتعبيرية، وكشف العوامل النفسية التي اشتركت في تكوين هذه الأعمال، ووجهتها الوجهة المعينة، وذلك بلا تمحل ولا تكلف ولا جزم كذلك حاسم (6).

خامساً : النهوض بالأدب، وتوجيهه الى الكمال، برسم مناهجه، وتصحيح أخطائه، واستظهار مواطن حسنه.

سادساً : إنه يساعد قارئ الأدب على فهمه، ويعينه على تذوقه، ويحبب الناس في الفن، ويغرس فيهم الإحساس بالجمال (7).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1) دراسات في النقد الأدبي، ص21 ، د/ حسن جاد.

2) النقد الأدبي – أصوله ومناهجه – ص12، 134 – سيد قطب ط دار الشروق.

3) النقد الأدبي – أصوله ومناهجه – سيد قطب ط دار الشروق ، ص113.

4) يرجع طبقات فحول الشعراء، لابن سلام، جـ 1 ص215 وما بعدها، ط مطبعة المدني.

5)  شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي، للعقاد، ص 3 ، ط مكتبة النهضة المصرية.

6) النقد الأدبي / سيد قطب، ص113.

7) دراسات في النقد الأدبي د/ حسن جاد، ص22.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.