ملكة خلية النحل (ملكة النحل)

1- انها ام الطائفة واهم عضو في مملكة النحل, لذلك تسمى بمكلة النحل.

يمكن تمييزها بسهولة عن العاملات: ان حجمها يفوق حجم النحلة الشغالة بمرتين, لها بطن طويل تام ذو نهاية مدورة, عليه حلقات فاتحة. ان لون جسم الملكة هو بني غامق او اصفر ذهبي. هذا تابع للسلالة التي تنتمي اليها, لها اجنحة تغطي نصف جسمها فقط. تقوم الملكة بالتجوال على سطح الاقراص الشمعية بشكل دائم وبهدوء واضعة البيض في العيون السداسية الفارغة.

2- ان الملكة التي خرجت للتو الى الوجود وغير الملقحة تبدو بمظهر مغاير.

يبدو بطنها ضامراً ودقيقاً, وهي شديدة الحركة وسريعة, تقفز الى الاقراص الشمعية برشاقة اكبر من الشغالات, كأنها تحاول مسرعة الاختباء من النور. لا تعيرها النحلات العاملات اي اهتمام. لكن عندما يتم تلقيح الملكة وتصبح مخصبة تنعكس الصورة, وتتغير كلياً علاقة النحل بها. اينما تذهب الملكة يفسحون لها الطريق ويتراجعون امامها, دائماً تحلق حولها مجموعة من العاملات ورؤوسها باتجاهها, يقتربون منها عارضين عليها تزودها بالغذاء الملكي بشكل دائم, تلامسها قرون استشعارهم بكل حذر, ويعرضون الغذاء الملكي بواسطة خراطيمهم؛ بنظفونها, يمشطونها, يخدمونها بكل عناية واهتمام, يحرصون عليها ويؤمنون حمايتها. تصبح المكلة بعد اخصابها مكّوك الخلية. في اي مكان من الخلية تذهب اليه على الفور يتحلق حولها من 8-10 نحلات على شكل حلقة حية تسمى بالوصيفات. انهم يتصرفون تماماً كخدم او وصيفات الملكة الحقيقية. تكون الوصيفات عبارة عن نحلات عاملات قوية وفتية ذات غدد جيدة الافراز للغذاء الملكي, حيث تؤمن هذه النحلات تغذية الملكة بالغذاء الملكي في جميع الاوقات حتى في فصل الشتاء.

3- تظل الملكة بشكل دائم محطّ اهتمام العاملات. عندما تكون الملكة موجودة في الخلية, تعطي الطمأنينة للنحل للقيام بكل دقة بتنفيذ مهماتهم, يتفاعلون بشكل لحظي مع اي إشارة.

يتصرف مجتمع النحل الذي يتألف من ألوف الشغالات بشكل متناسق ومنظم, وكأنه ليس عبارة عن تجمع من الحشرات, بل كجسم واحد. في حال هدد الجوع الطائفة بالفناء بسبب نفاذ الغذاء, فان اخر نقطة غذاء تكون من نصيب الملكة. هذا ليس غريباً لأنها مصدر حياة الطائفة. هذا ما يشعر به نحل طائفة العسل.

4- عندما تموت الملكة او تُفقد من الخلية, يختل نظام الحياة داخل طائفة النحل.

ان النحل اليتيم؛ اي الذي فقد ملكته, يفقد الهدف الذي من اجله يعيش, والذي كان اغلى من اي شيء. تتكاسل الشغالات في الطيران لجني الرحيق وغبار الطلع (ماعدا قلة تعمل بالغريزة وتجلب كمية ضئيلة من الغذاء), وتتقاعس عن بناء الأقراص الشمعية, ولا تدافع عن خليتها ضد الاعداء, وتصبح عاجزة تماماً. تصبح حركة النحل داخل الخلية عشوائية. يصبح الفناء يحيط بالطائفة. ينعدم النظام والنظافة داخل الخلية. ان الملكة هي رأس الخلية وبمثابة القلب من الجسد, ومنها ينحدر النظام داخل الطائفة. من دون الملكة لا يمكن ان توجد طائفة نحل.

5- تقوم الملكة بوضع كمية ضخمة من البيض. توجد بعض نماذج الملكات شديدة الخصوبة, والتي يمكنها ان تضع 3-4 آلاف بيضة في اليوم, وربما أكثر.

يمكن ان تدوم مثل هذه المقدرة على وضع البيض لفترة طويلة. تصرف الملكة طاقة كبيرة جداً اثناء عملية وضع البيض, لكنها تعوض ذلك عبر التغذية الجيدة التي تؤمنها الشغالات. لذلك توجد بشكل دائم حول الملكة شغالات فتية تؤمن لها غذاءً غنياً جداً بالطاقة وبالبروتينات والمركبات البيولوجية الفعالة, انه الغذاء الملكي.

6- لقد حررت قدرة الملكة من كل الاهتمامات الاخرى.

ان الملكة لا تستطيع جني الرحيق؛ لان خرطومها قصير جداً, طوله يبلغ نصف خرطوم النحلة العاملة, وكذلك لا تقوم بتغذية ابنائها: فهي لا تملك غدداً قادرة على فرز الغذاء الملكي, ولا توجد على ارجلها  السلال اللازمة لنقل غبار الطلع, علماً أنها كانت تمتلك ذلك عندما كانت تعيش وحيدة في الزمن الغابر.

7- ان عدد سكان الخلية يتعلق بالملكة.

اذا كانت الملكة فتية ومخصبة , فانه مع بدء موسم الفيض ووجود الأزهار المليئة بالرحيق , فان الطائفة تستطيع ان تنتج الكثير من النحل القوي البنية والقادر على جني الكثير من الغذاء. والعكس صحيح عندما تكون الملكة ضعيفة وغير مخصبة, يكون نسلها ضعيفاً؛ وبالتالي لا تستطيع طائفة النحل جمع الكمية الكافية من الغذاء. في هذه الحالة تحدد حالة الملكة حالة ووضع الطائفة بأسرها وقوتها وقدرتها على العمل وجمع الغذاء. وكل ذلك يتعلق بالملكة. لذلك إذا ما تأخرت طائفة في النمو مقارنة بمثيلاتها, هذا يعني ان ملكتها ضعيفة.

8- يمكن تحديد نوعية الملكة من الشكل الخارجي وحجم الحشرة.

ان الملكة صغيرة الحجم تكون اكبر قليلاً من حجم النحلة العاملة , وتكون ضعيفة , كون اعضاء التكاثر التي تمتلكها غير مكتملة النمو تماماً. ام الملكة كبيرة الحجم تكون ملكة جيدة. يكون وزن الملكة الفتية غير الملقحة اكبر من 200 ميليغرام. ان وزن الملكات المخصبة الجيد تقترب من وزن 300 ميليغرام اي اثقل من وزن النحلة العادية بثلاث مرات. يجب اختيار الملكات الأكبر حجماً لعملية التكاثر. الملكات الجيدة تكون مؤخرة البطن مدورة. ان انابيب تصنيع البيض داخل جسم الملكة تكون طويلة لدرجة لا يمكن استيعابها في البطن اذا لم تكن نهايته مدورة الشكل. كلما كانت تلك الانابيب كبيرة وطويلة , تكون نهاية بطن الملكة أكثر تدويراً. ان الملكة ذات البطن ذي النهاية المدببة يحتوي أنابيب تصنيع البيض بأعداد أقل وأكثر قصراً. لذلك فان مثل هذه الملكات تكون أقل خصوبة.

9- ان نوعية الملكة الجيدة تعرف من سرعتها في وضع البيض وجودة الوضع في عيون سداسية متراصة.

بعد انتهاء فصل الشتاء تبدأ الملكة بوضع البيض. تختار الملكة نقطة تقع في وسط قرص الشمع, ومن هناك تبدأ بوضع البيض بشكل حلزوني دون ان تترك عيناً سداسية فارغة الا وتضع بها بيضة. قد يكون قرص الشمع مليئاً بالبيض بشكل كامل او جزئي. عندما يكون قرص الشمع ممتلئاً بالبيض فان ذلك يدل على جودة وخصوبة الملكة. تقوم الملكة بشكل جزئي بوضع البيض في منتصف قرص الشمع شتاءً عند بدء التكاثر ويكون ذلك على مساحة قليلة من الأقراص. اما في فصل الربيع والصيف فان بإمكان الملكة في فورة نشاطها ان تضع البيوض في جميع الاقراص الشمعية وتملأها ما عدا العيون السداسية التي يوجد بها عسل او غبار طلع. وهذا ما يحدث في الخلايا الحديثة متعددة الطبقات. حيث يوجد الكثير من الأطر الشمعية , حيث مخزون الغذاء يقع في الطبقة العليا. في الخلايا ذات الاثني عشر إطاراً يتم ترك العسل في إطارات التعشيش , وبالتالي يؤدي ذلك الى تقليل مساحة العمل بالنسبة للملكة , وبذلك تبقى مساحة قليلة لوضع البيض , لذلك تقل عملية وضع البيض.

10- اذا صادفت الكثير من العيون السداسية الفارغة , هذا يعني ان الملكة غير جيدة النوعية , ذلك لعدم تمكنها من وضع كمية كافية من البيض , او انها وضعت بيضاً غير ناضج , تقوم الشغالات بتنظيفه.

في الخلايا السيئة او المثقوبة او التي بها الكثير من الشقوق , يصعب على الملكة تنشئة طائفة قوية من النحل في الوقت المناسب. يجدر بالنحال استبدالها بأسرع وقت ممكن. تستطيع الملكات الفتية وضع الكثير من البيض. ان الملكات التي بعمر سنة الى سنتين تحافظ على قوة اخصابها , وعلى قدرتها على وضع كمية كبيرة من البيض. بعد ذلك العمر تضعف قدرة الملكة على وضع البيض. تعمر الملكات من 5 الى 7 سنوات , اي 50 ضعف عمر الشغالات. في السنة الثالثة من عمر الملكة تتناقص قدرتها على وضع البيض. عادة يتم تغييرها , ما عدا تلك التي تتميز بقدرة خارقة على وضع البيض تترك لسنة او سنتين آخرتين , وتتم تربية ملكات فتية منها.

11– ان افضل الملكات هي تلك الميالة الى التطريد.

تقوم النحلات العاملات بتربية وتنشئة الملكات , وعند نضوجها تستعد الطائفة للتطريد. يمكن القيام بعملية التطريد الصناعي من قبل النحال نفسه. يمكن الحصول على الملكات الجيدة عادة من اماكن خاصة تربي ملكات من سلالات جيدة مخصصة للبيع. تضع الملكة نوعين من البيض الملقح يعطي يرقات مؤنثة تنتج عنها نحلات عاملات او ملكات وبيض غير ملقح يتحول الى يرقات ذكرية يتولد منها ذكور (يعاسيب).

المصدر:

فلاديمير كروكافير. ترجمة م. منتجب يونس (2009)، موسوعة النحل "حياته – مجتمعة – تربيته".