المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اهداف تنمية المفاهيم الدينية في الطفولة المبكرة  
  
18925   11:44 صباحاً   التاريخ: 24-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص210-215
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ثمة ارتباط كبير بين الدين والتربية منذ قديم الزمان، فلا يمكن بأي حال من الاحوال ان تتم تربية الافراد بدون العودة الى الاسس الدينية للتربية في المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الافراد.

فالمبادئ والعقائد والقيم الدينية الاخلاقية تؤثر تأثيرا بالغا في تربية الامم وطرائق تنشئة الابناء لذلك من السهل ادراك التشابه بين اهداف التربية بشكل عام واهداف التربية الدينية.

ومن اهم اهداف التربية الدينية في مرحلة الطفولة المبكرة الاتي(1):

1ـ ايقاظ احساس الاطفال بقدرة الله تعالى عن طريق :

أ ـ تشجيع ميلهم التلقائي الى استطلاع عجائب الطبيعة التي تدل على عظمة الله وبديع خلقه.

ب ـ تربية الدواجن وملاحظة تكاثرها ونموها.

ج ـ زراعة بعض النباتات وملاحظة نموها وتنوعها.

د ـ احترام اكتشافاتهم مهما كانت بسيطة.

هـ ـ الاجابة على اسئلتهم بصدق وبما يلائم نضجهم.

2ـ تنمية ايمانهم بالله خالق الكون من خلال :

أ ـ تعويدهم على دعاء الله وشكره على نعمه.

ب ـ حفظهم بعض سور القرآن القصيرة.

ج ـ اصطحابهم الى بيوت الله ومشاهدة صلوات الكبار.

د ـ استماعهم الى قصص الانبياء وابطال المسلمين.

هـ ـ احتفالهم بالمناسبات الدينية.

3ـ استثارة عاطفة التراحم والشفقة نحو الفقراء والضعفاء من خلال:

أ ـ استماعهم الى قصص الانبياء والصالحين ليقتدوا بهم.

ب ـ زيارتهم لبعض المؤسسات الاجتماعية مثل المستشفيات والملاجئ وتقديم الهدايا لنزلائها.

ج ـ التصدق بالمال والملبس والطعام.

د ـ مساعدة من يطلب منهم عونا.

4ـ مساعدة الاطفال على تطبيق قيم مجتمعنا الاسلامي مع اقرانهم والبالغين عن طريق:

أ ـ ممارسة العادات الصحيحة في حياتهم اليومية.

ب ـ تمييزهم بين الخطأ والصواب.

ج ـ احترامهم للنظام ولسلطة الكبار.

5ـ تغذية النزعة الجمالية لدى الاطفال من خلال:

أ ـ استمتاعهم بجمال الطبيعة ومخلوقات الله التي تملا قلوبهم بالإيمان وعظمة الخالق.

ب ـ تذوقهم للفنون الجميلة التي تثير فيهم احساسا بالخالق ملهم البشر.

ج ـ تعبيرهم من خلال الفن (رسم تشكيل, تمثيل...)عما يختلج في نفوسهم من مشاعر دينية.

وثمة اهداف اخرى لتنمية المفاهيم الدينية لدى طفل الروضة والطفل بصورة عامة وهذه الاهداف هي:

1ـ نقل التراث :

الدين مغموس بشدة في حياة الامم والشعوب ولا يوجد تراث في الدنيا يخلو من طقوس او عادات دينية مهما بلغت بساطة الثقافة التي ينتمي اليها هذا التراث فالدين جزء من ثقافة المجتمع التي تمت المحافظة عليها قروناً وتوارثتها الاجيال وتناقلتها من جيل الى جيل وتعليم الدين للأبناء يحقق هدفا من اهداف التربية وهو نقل التراث الديني كما يتحقق هذا الهدف عن طريق معرفة الناشئة لما يتضمنه الدين من قصص دينية وتاريخية عن حياة الامم وقيم انسانية ماجدة.

ان تنمية الاطفال دينيا تهدف الى تعريفهم بتاريخهم المشرق وخلود دينهم وصلاحيته لكل زمان ومكان وتعريفهم بأن الاباء الاولين وصلوا الى القوة والعزة بفضل اعتزازهم بدينهم وقيمهم النبيلة.

ان تحقيق هذا الهدف للأطفال يسهم في شعور الطفل بالاستقرار والطمأنينة كما يسهم في تماسك المجتمع وتنميته.

2ـ تحقيق الضبط الذاتي والاجتماعي :

من الاهداف الرئيسية للتربية الدينية تنمية الوازع الديني لدى الطفل وبناء ضميره الذي يتكون نتيجة لتمكن الانسان من العقيدة وايمانه الراسخ بها ونتيجة لممارسته شعائرها، وهذا الضمير ينشأ عن تكوين نفسي خلقي يحصل لدى الطفل بعد خبرات متعددة فيكون لديه بمثابة الرقيب الداخلي الذي يضبط سلوكه ويحاسب على كل صغيرة وكبيرة ويكبح جماح غرائزه ويبعده عن الاخطاء فالضمير هو قوة الضبط الداخلي وهو اهم بكثير من الضبط الخارجي الذي يصدر عن الافراد المحيطين بالطفل فالأخلاق تعني ان يفعل الفرد السلوك الطيب ويبتعد عن الشر بوازع من ضميره حتى وان لم يراه احد.

وتهدف تنمية الطفل دينيا الى تحقيق الضبط الاجتماعي ويتم ذلك عن طريق تكوين روح الخضوع للنظام الاخلاقي من خلال وسائل عدة هي اولا : تكوين تلك الروح في نفس المرء من داخل نفسه اولا وذلك عن طريق بناء ضميره وتعويده على ضبط نفسه والسيطرة عليها قال تعالى:{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 134] ، وثانيا: الدعوة الى التغلب على النزعة الانتقامية بالإحسان قال تعالى:{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[المؤمنون: 96] وثالثا : استخدام اسلوب الترغيب والترهيب لضمان سير الفرد على النظام فالتربية الدينية الاخلاقية تهدف الى خلق انسان سوي يستطيع ان يتحكم في رغباته ويكون قادرا على ارجاء اشباع بعض حاجاته وان يتنازل عن لذات قريبة عاجلة في نظير ثواب اجل أبعد اثرا واكثر دوما.

3ـ تعلم الادوار الاجتماعية :

يمكن تعريف الدور الاجتماعي بانه وظيفة الفرد في الجماعة ومن الامثلة على الادوار الاجتماعية دور القائد الأم الأب المدرس... الخ.

وقد حدد الإسلام الكثير من الأدوار الاجتماعية وذلك توضيحه لواجبات الام والاب نحو الابناء وواجبات الحاكم نحو الرعية ومسؤولية الابناء تجاه ابائهم وامهاتهم ان هذه الامور يمكن تبسيطها وتقديمها للطفل بأسلوب يناسب سنه ومستوى نضجه العقلي.

4ـ تحقيق التكيف الاجتماعي :

كثيرا ما يقوم الانسان باجراء تغيرات في شخصه او في محيطه من اجل تحقيق اهداف معينة تساعده على الاستقرار والبقاء وتساهم التربية الدينية في مساعدة الانسان على التكيف اي التلائم مع المحيط والشعور بالتوازن النفسي الذي يثري بدوره التكيف الاجتماعي لان

الاضطراب النفسي يجرح علاقة الفرد بمحيطه.

واذا كان الدين يهدف الى الاستقرار الاجتماعي والخضوع لروح النظام إلا أنه ايضا يدعو الى التغيير اذا احتاج الامر ذلك فالمرض الاجتماعي ينبغي اجتثاثه والمنكر يجب تغييره لكي يتحقق سواء الفرد والمجتمع وتستمر الحضارة والتكييف الاجتماعي لا يتحقق بعيدا عن التكييف النفسي والشعور بالأمن والطمأنينة وقدرة الفرد على التحكم بذاته بمواجهة الشرور المحيطة به ونعني بذلك قدرته على اتخاذ قراراته المتصلة بمحيطه ضمن شروط معينة.

إن التكيف الاجتماعي يتحقق ايضا عن طريق قدرة الفرد على التوفيق بين معاييره ومعايير المجتمع لكن بشرط ألا يحسر الفرد عنصر النماء والابداع الذي يعد مظهرا من مظاهر الشخصية المتكاملة.

إن تنمية المفاهيم الدينية تهدف الى تحقيق التكيف الاجتماعي للطفل عن طريق:

اولا: الايمان بالله وحبه وعبادته وذكره قال تعالى {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: 28].

ثانيا: تكوين الشعور بوحدة الحياة الاجتماعية لدى الطفل وتعريفه بانه جزء من مجتمع كبير، عضو في جسد واحد، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل سائر الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (رواه مسلم).

ثالثا: تنمية الانتماء للمجتمع والتعلق به.

رابعا: تكوين روح المبادرة والطموح والعمل لدى الطفل من اجل تحقيق الخير للمجتمع قال تعالى:{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148].

_____________

1ـ عواطف ابراهيم: المفاهيم وتخطيط برامج الانشطة مرجع سابق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.