أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-30
1178
التاريخ: 30-1-2017
2318
التاريخ: 2-2-2017
3214
التاريخ: 19-7-2021
9138
|
ان العامل المعنوي ضرورة لابد منها وحاجة ماسة لا يستغنى عنها مطلقاً لأنه يشكل احد الاعمدة الهامة في تحقيق سعادة الانسان ونجاحه في حياته، وبه يحصل على الرؤية الواضحة التي اساسها بصيرته إلى قدس الله سبحانه التي هي الوسيلة الوحيدة لإزاحة ستائر الغفلة والانحرافات عن اعين النفس والتي تدفع بالإنسان إلى مستوى الانبعاث المعنوي.
الحقيقة: إن الإيمان بالله تبارك وتعالى ينبع من فطرة الانسان ( فطرة الله التي فطر الناس عليها) وله قيمة ذاتية في حياته وله آثار ايجابية كثيرة، حيث إنه منبع الحرية الفردية والكمال والرقي الانساني ودوره حساس وهام جداً في بناء الشخصية الانسانية وتطورها وتكاملها وتقدمها في الحياة.
ومما لا يخفى ان اثار الايمان بالخالق العظيم تبدو واضحة في جميع شؤون الحياة فهي التي تمنع النفس الامارة بالسوء من تحقيق مآربها، وتحد من ضغط الغرائز وتهذيبها، وتقود إلى الاستقرار والثبات وانبساط النفس والطمأنينة، والصبر ومقاومة الهوى والشهوات المادية في حين ان فقدان الايمان بالله تعالى يجعل الانسان منقاداً للغرائز الحيوانية والنفس الامارة بالسوء، راكضا وراء اللذائذ الفانية تعباً هزيلاً منهكاً غير مستقر ولا هادئ البال، وقطعا ان كل هذا يخلق جمودا عاطفيا وتدنيا في الشخصية والمراتب السامية للفضيلة الانسانية.
ومن هنا نلاحظ : إن الانظمة التربوية التي صاغها فكر الانسان وصنعها لا تملك القدرة الكافية لصد غلواء النفس والحرص البشري العاتي، لأنها تستلهم من قوتي: العقل والعلم وفقط دون اعتبار للإيمان بالله الخالق الحكيم وشريعته الغراء السهلة السمحاء المتممة لمكارم الاخلاق.
جاء في كتاب:(رسالة الاخلاق) قول للفيزيائي الالماني المعروف(ماكس بلانك):
(ان الانسان من اجل حياته اليومية بحاجة إلى اصول ضرورية وهي اكثر ضرورة له من عطشه إلى المعرفة العلمية، ولابد ان تقع تلك الاصول تحت تصرف الانسان ناشئة من منشأ هداية أخرى سوى الجهاز العقلي فيه... يجب أن يترك العقل مجالا لقانون الاخلاق، وكذلك المعرفة العلمية تترك مجالاً للعقيدة الدينية) أنتهى.
اجل، ان العقيدة الدينية وقانون الاخلاق المنبعث منها هو العين الصافية والينبوع الثرّ الذي يجب ان ينهل منه الانسان ليروي منه ظمأه التربوي والمعنوي والنفسي، لكي يتكامل ويرقى نحو آفاق اوسع وحالة افضل واكمل في الحياة.
نعم، أن العقيدة الاسلامية الواقعية الاخلاقية هي التي تمنح الانسان الشخصية السليمة القوية، وقوة الفكر ونضجه وابداعه والثبات على القيم الرفيعة والمثل العليا لكي يؤدي الانسان دوره الايجابي الفاعل في بناء نفسه ومجتمعه بصورة معقولة وصحيحة وحتى يتحرر من ضغط الغريزة الحيوانية، واسر الهوى من دون ان يحرم من اللذائذ المادية المشروعة.
والعقيدة الاسلامية هي التي تضخُ الكمالات الانسانية المعنوية وتشع بأنوار الهداية والمعرفة والتهذيب النفسي والابداع الفكري، والقوة في الارادة والشخصية، والثبات على الحق والحقيقة وهي التي توجد الانسان النموذج الكامل للتربية السليمة الصحيحة، الانسان النافع الهادف، الفعّال المهذب، المعتدل في ادراكه وافكاره وسلوكه الذي يحب للآخرين من ابناء جنسه كما يحب لنفسه من خير وعطاء وسعادة.
ولا غروَ ان الايمان شيء عظيم، وان الاسلام الحقيقي قد اكد عليه تأكيدا بالغاً. وكما عرفنا ان اثاره هامة جداً على حياة الانسان وتطورها وتكاملها ورقيها، لذا ينبغي وضعه نصب اعيننا في كل عملية تعليمية او تربوية او تهذيبية، بل في كل مجال من مجالات الحياة لأنه صمّام الامان في المسيرة الحياتية والتكاملية برمتها سواء على مستوى العمل او الانتاج او السلوك وهو المفتاح لكل استقرار وتقدم وسعادة.
نعم ،ان الايمان بالله تعالى وشرائعه وقوانينه واوامره ونواهيه وتجسيده في العبادات والمعاملات مفردات العمل ونواحي الحياة لا يضاهيه شيء في هذه الحياة وخصوصا في المراحل الاولى من حياة الانسان، وعلى الاخص مرحلة الطفولة لأنه كما قيل:(التعلم في الصغر كالنقش في الحجر).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|