ترك النكير والإعتراض على أبي بكر وعمر دلالة على صحة خبرهما بمنع الإرث |
358
01:22 مساءً
التاريخ: 12-4-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2017
332
التاريخ: 13-11-2016
494
التاريخ: 10-2-2020
713
التاريخ: 12-4-2017
431
|
[نص الشبهة] : أن الدليل على صدق خبرهما - يعني أبا بكر وعمر - في منع الميراث وبراءة ساحتهما ، ترك أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) النكير عليهما .
[جواب الشبهة] : لئن كان ترك النكير دليلا على صدقهما ، ليكونن ترك النكير على المتظلمين منهما ، والمحتجين عليهما ، والمطالبين لهما ، دليلا على صدق دعواهم ، واستحسان مقالتهم ، لا سيما وقد طالت المناجاة ، وكثرة المراجعة والملاحاة ، وظهرت الشكية ، واشتدت الموجدة من فاطمة ( عليها السلام ) حتى أوصت أن لا يصلي عليها أبو بكر ، ولقد كانت قالت له أتته طالبة بحقها ومحتجة برهطها : من يرثك يا أبا بكر إذا مت ؟ فلما منعها ميراثها ، وبخسها حقها، واعتل عليها ، وجلح في أمرها ، وعاينت التهضم ، وآيست من النزوع ، ووجدت من الضعف وقلة الناصر ، قالت : والله لأدعون الله عليك ، قال : والله لأدعون الله لك ، قالت : والله لا أكلمك أبدا ، قال : والله لا أهجرك أبدا .
فإن يكن ترك النكير منهم على أبي بكر دليلا على صواب منعه ، إن في ترك النكير على فاطمة ( عليها السلام ) دليلا على صواب طلبها ، وأدنى ما يجب عليهم في ذلك تعريفها ما جهلت ، وتذكيرها ما نسيت ، وصرفها عن الخطأ ، ورفع قدرها عن البذاء ، وأن تقول هجرا ، وتجور عادلا ، أو تقطع واصلا ، فإذا لم نجدهم أنكروا على الخصمين جميعا ، فقد تكافأت الأمور ، واستوت الأسباب ، والرجوع إلى أصل حكم الله في المواريث ، أولى بنا وبكم وأوجب علينا وعليكم .
وكيف جعلتم ترك النكير حجة قاطعة ودلالة واضحة ؟ وقد زعمتم أن عمر قال على منبره : متعتان كانتا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) متعة النساء ومتعة الحج ، أنا أنهي عنهما وأعاقب عليهما ، فما وجدتم أحدا أنكر قوله ، ولا استشنع مخرج نهيه ، ولا خطأه في معناه ، ولا تعجب منه ، ولا استفهمه .
وكيف تقضون بترك النكير ؟ وقد شهد عمر يوم السقيفة وبعد ذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : الأئمة من قريش ، ثم قال في شكايته : لو كان سالم حيا ما يخالجني فيه شك حتى أظهر الشك في استحقاق كل واحد من الستة الذين جعلهم شورى ، وسالم عبد لامرأة من الأنصار وهي أعتقته وحازت ميراثه ، ثم لم ينكر ذلك من قولهم منكر ، ولا قابل إنسان بين خبريه ، ولا تعجب منه ، وإنما يكون ترك النكير على من لا رغبة له ولا رهبة عنده دليلا على صدق قوله وصواب عمله ، فأما ترك النكير على من يملك الضعة والرفعة والأمر والنهي والقتل والاستحياء والإطلاق ، فليس بحجة تشفى ، ولا دلالة تضئ .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|