أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-08-2015
1061
التاريخ: 2-3-2019
1422
التاريخ: 6-12-2018
1205
التاريخ: 18-10-2017
1152
|
إعْلَمْ أنّ الوصولَ إلى الكمالِ والتمامِ لا يحصلُ إلا بالنظامِ ، وذلك لا يَتمُّ إلا بوجودِ الإمام.
فوجودُه مُقرّبٌ إلى الطريقِ المُفْضي إلى الكَمال.
ويأمُرُ بالعَدْل ، ويَنْهى عن الفَحْشاء والمُنْكر ، فلا بُدّ من وجوده ، ما دام التكليف باقياً.
ويجبُ أنْ يُؤْمَنَ عليه مِثْلِ ما يُؤمَنُ على النبيُّ صلى الله عليه واله ، من التَغْيير والتَبْديلِ ، فيكونُ « معصُوماً ».
ويجبُ أنْ يكونَ أعْلَمَ أهلِ زمانه ، فيما يَتَعَلَّقَ بالمصالحِ الدينيّة والدُنيويّةِ.
ونعلَمُ أنّا لا نَعْرِفُ مَنْ هذهِ صفتُهُ إلا بإعلامٍ مِنْ قِبَلِ اللهِ ، وَهُوَ : إمّا أنْ يُعْلِمنا على لسانِ نبيّهِ ، وهذا هو « النّصُّ ».
وإمّا بالعلمِ المعجزِ عَقيبَ دعواهُ ، عند فقدِ حضور النبيّ صلى الله عليه واله.
وإذا ثبتَ هذا ، فالإمامُ ـ على هذه الصفاتِ ، بعدَ نبيّنا صلى الله عليه واله ، بلا واسطةٍ ـ أميرُ المؤمنينَ عليٌّ عليه الصلاةُ والسلامُ.
لأنَّ الناسَ ضَرْبانِ :
أحدُهما لا يوجِبُ الإمامةَ ، وهذا يُكَذّبُهُ فِعْلُهُ ، واحتياجُهُ إلى الإمام.
والآخَرُ يوجِبُها.
والقائِلُ بوجوبها على ضرْبيْنِ :
منهم من قال بوجوبها شرعاً ، وهوَ باطلٌ ؛ لأنّهُ لو لم يرد الشرعُ لَعَلِمنا أنَّ الخلقَ لا بُدَّ لهم من ناظمٍ يكونُ أعْلَمَ منهم بِنَظْمِهم على طريقٍ مُسْتَقيمٍ.
ومَنْ قال بِوُجُوبها عَقْلاً : يَعْتَبِرُ الصفاتِ التي ذَكَرْناها ، وكُلُّ من أثبتَ الصفاتِ لم يُثْبِتْها إلا لأمير المؤمنين عليٍّ عليه الصلاةُ والسلامُ.
فالقولُ بوجوب العصمةِ ، مع إثباتها لغيره ، خروجٌ عن الإجماع.
ولأنَّ الأخبارَ المتواتِرةَ ـ من طريق الخاصَّةِ والعامَّةِ ـ دَلَّتْ على تَنْصِيْص النبيّ عليه وآله السلام ، عليه وعلى أولادِهِ.
والأخبارُ المتواترةُ تُفضي إلى العلْمِ ؛ إذا لم تكنْ عن تواطُؤٍ ، ولا ما يجري مجرى التواطُؤِ ؛ من المراسلةِ ، وهذا لا يُمكنُ في رواة أخبارِ النصّ مع تباعُدِ الديارِ ، وعدم معرفَة أهلِ كلّ بلدٍ لأهل بلدٍ آخر ؛ فَعُلِمَ أنّهُ لا جامِعَ لهم على نقْلِ هذهِ الأخبارِ إلا صِدْقُها.
بعدَهُ لأولادِهِ ، إلى الثاني عَشَر عَجَّل الله فَرَجَهُ ، والدليلُ على إمامتِهِ نصُّ النبي عليه ، ونَصُّ آبائِهِ ، وقولهُمُ حُجّةٌ.
ودليل وجودِهِ ـ على الجملَةِ ـ هو ما دَلَّ على أن الزمانَ ـ مع بقاء التكليفِ ـ لا يجوزُ أن يخلُو من إمامٍ معصومٍ هو أعلَمُ أهلِ زمانِهِ.
[ سَبَبُ غَيْبَة الإمام الثاني عشر عجلَ الله فرجه ] :
بَقِيَ علينا أنْ نُبيّنَ سَبَبَ غيبتهِ عليه الصلاةُ والسلامُ ، وهو السببُ المحوِجُ للأنبياءِ إلى الغيبةِ :
مثل هَرَبِ موسى عليه السلام ، الذي دلَّ عليه القرآنُ ، حيثُ قال : {...فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ...} [الشعراء: 21].
وهَرَب يونس عليه السلام .
ودُخُول إبراهيمَ عليه السلام النارَ.
ودُخُول نبيّنا صلى الله عليه واله الغارَ.
فإذا لم يُوْجِبْ هَرَبُ الأنبياءِ خَلَلاً في نُبُوَّتهم ، فَبِأنْ لا يُوجِبَ هَرَبُ الإمامِ ـ مع أن الأعداءَ الآن أكثَرُ ـ أوْلى.
وأمّا طُولُ حياتِهِ ؛ فممّا لا يُتَعَجَّبُ منه.
لأنَّ هذا الإنكارَ : إمّا أن يكونَ ممّن يُثبِتُ قُدرَةَ الله ، أو ممّن لا يُثْبِتُها :
فمن أثبتَها : إنْ شَكَّ في أنّ اللهَ ـ تعالى ـ قادرٌ على إبقائِهِ أحدَاً ، مع أنّهُ قادرٌ على جميع المقدوراتِ ؛ فَهُوَ كمَنْ شَكّ في أنّ الله ـ تعالى ـ عالمٌ بجميعِ الجُزئيّاتِ ، مع أنّهُ عالمٌ بجميعِ المعلوماتِ.
وإنْ كان لا يُثْبِتُهُ قادراً على ذلكَ : فالكلامُ مَعَهُ لا يكونُ في الإمامة ، والغيبةِ ، ولكنّهُ في كونِهِ ـ تعالى ـ قادِراً ، ومِنْ ثَمَّ إلى هُنا بَونٌ بعيدٌ.
فَعَلِمْنا أنّ ذلك غيرُ منكرٍ.
وإذا كانَ سببُ الغيبةِ الخوفَ ، واللهُ عالمٌ بجميع المعلومات ؛ فَمَهْما عَلِمَ أنّ تلك العلّةَ المحوجةَ زالت ؛ أظهرهُ.
فَإن قلت : فاللهُ قادرٌ على إزالةِ الخوفِ ، فإذا لم يُزِلْهُ ؛ فَهُوَ محوجُهُ إلى الغيبةِ ؟!
قلنا : إزالةُ عِلّةِ المكلَّفِ في التَكْليف واجِبَةٌ ، ولكنْ حَمْلُهُ على فِعْل التكليف بالقَهْر غير جائزٍ ، فَضْلاً عن أن يكونَ واجباً ، لأنّهُ لو حَمَلَهُ على ذلِكَ بالجبرِ ؛ لزالَ التكليفُ ، وبطلَ الثوابُ والعقابُ.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|