المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05



الإمامة  
  
1161   08:28 صباحاً   التاريخ: 6-12-2018
المؤلف : الشيخ محمد بن محمد العكبري البغدادي الملقب بالمفيد
الكتاب أو المصدر : النكت في مقدمات الاصول (النكت الإعتقادية)
الجزء والصفحة : 39- 46
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها /

إن قيل: حكمة الله تعالى تقتضي نصب الامام وتوجبه ام لا ؟ فالجواب: الحكمة تقتضي ذلك وتوجبه.

فإن قيل: ما حد الامام ؟ فالجواب: الامام هو الانسان الذي له رئاسة عامة في امور الدين والدنيا نيابة عن النبي عليه السلام.

فإن قبل: ما الدليل على ان الامامة واجبة في الحكمة ؟ فالجواب: الدليل على ذلك انها لطف واللطف واجب في الحكمة على الله تعالى فالإمامة واجبة في الحكمة.

فإن قيل: هل يشترط في الامام ان يكون معصوما ام لا ؟ فالجواب: يشترط العصمة في الامام كما تشترط في النبي عليه السلام.

فإن قيل: ما الدليل على ان الامام يجب ان يكون معصوما ؟ فالجواب: الدليل على ذلك من وجوه:

الاول: انه لو جاز عليه الخطأ لافتقر إلى امام آخر يسدده وننقل الكلام إليه ويتسلسل أو يثبت المطلوب.

الثاني: انه لو فعل الخطيئة فاما ان يجب الانكار عليه أو لا فان وجب الانكار عليه سقط محله من القلوب ولم يتبع والغرض من نصبه اتباعه. وان لم يجب الانكار عليه سقط وجوب النهي عن المنكر وهو باطل.

الثالث: انه حافظ للشرع فلو لم يكن معصوما لم يؤمن عليه الزيادة فيه والنقصان منه.

فإن قيل: من امام هذه الامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فالجواب: علي بن ابي طالب عليه السلام.

فإن قيل: بما علمتم انه الامام ؟ فالجواب: علمنا بالنص المتواتر من الله – عز وجل - ومن رسول الله صلى الله عليه وآله.

اما الذي من الله تعالى فمثل قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة: 55].

ومثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67].

ومثل قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].

ومثل قوله تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} [التحريم: 4].

ومثل قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ} [آل عمران: 61]. وامثال ذلك.

واما الذي من رسول الله - صلى الله عليه وآله - فمثل قوله: " انت خليفتي من بعدي " [1] " انت وصيي وقاضي ديني " [2] " سلموا عليه بامرة المؤمنين " [3] " اقضاكم علي " [4] " تعلموا منه ولا تعلموه "  " اسمعوا له  واطيعوا " [5] " من كنت مولاه فعلي مولاه " [6] " انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي " [7] " اللهم آتني بأحب خلقك اليك يأكل معي هذا الطير  " [8] " انا مدينة العلم وعلي بابها " [9] " نعم الراكبان هما وابوهما خير منهما " [10] " لاعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار " [11]. ومثل اخائه [12] وتزويجه بابنته [13] وتعميمه بعمامته [14] وركوبه على ناقته [15] وامثال ذلك.

فإن قيل: من الامام بعد علي عليه السلام ؟ فالجواب: ولده: الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي الباقر ثم جعفر بن محمد الصادق ثم موسى بن جعفر الكاظم ثم علي بن موسى الرضا ثم محمد بن علي التقي الجواد ثم علي بن محمد الهادي ثم الحسن بن علي العسكري ثم الخلف القائم المهدي صلوات الله عليهم اجمعين.

فإن قيل: ما الدليل على امامة كل واحد من هؤلاء المذكورين ؟ فالجواب: الدليل على ذلك ان النبي صلى الله عليه وآله نص عليهم نصا متواترا بالخلافة مثل قوله عليه السلام: " ابني هذا الحسين امام ابن امام اخو امام ابو ائمة تسعة تاسعهم قائمهم يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورأ " [16].

ومثل قوله صلى الله عليه وآله في حق القائم عليه السلام: (لو لم يبق من الدنيا الا ساعة واحدة لطول الله تلك الساعة حتى يخرج رجل من ذريتي اسمه كاسمي وكينته ككنيتي يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا " ويجب على كل مخلوق متابعته.

ولان كل امام منهم نص على من بعده نصا متواترا بالخلافة ولا نهم - صلى الله عليهم - ظهر عنهم معجزات وكرامات خارقة للعادة لم تظهر على يد غيرهم كعجن الحصا وختمه وامثال ذلك.

فإن قيل: من امام هذا الزمان ؟ فالجواب: القائم المنتظر المهدي محمد بن الحسن العسكري صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.

فإن قيل: هو موجود ام سيوجد ؟ فالجواب: هو موجود من زمان ابيه الحسن العسكري عليه السلام لكنه مستتر إلى ان يأذن الله تعالى له بالخروج فيملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

فإن قيل: ما الدليل على وجوده ؟ فالجواب: الدليل على ذلك ان كل زمان لابد فيه من امام معصوم والا لخلا الزمان من امام معصوم مع انه لطف واللطف واجب على الله تعالى في كل زمان.

فإن قيل: ما وجه استتاره ؟ فالجواب: وجه استتاره لكثرة العدو وقلة الناصر. وجاز ان يكون لمصلحة خفية استأثر الله تعالى بعلمها.

فإن قيل: ... ان الامامة لطف واللطف واجب على الله تعالى فإذا كان الامام مستترا كان الله تعالى مخلا بالواجب - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

فالجواب: اللطف الواجب على الله تعالى في الامام هو نصبه وتكليفه بالإمامة، والله تعالى قد فعل ذلك فلم يكن مخلا بالواجب وانما الاخلال بالواجب من قبل الرعية فانهم يجب عليهم ان يتابعوه ويمتثلوا اوامره ونواهيه ويمكنوه من انفسهم. فحيث لم يفعلوا ذلك كانوا مخلين بالواجب فهلاكهم من قبل انفسهم.

فإن قيل: ما الطريق إلى معرفته حين ظهوره بعد استتاره عليه السلام ؟ فالجواب: الطريق إلى ذلك ظهور المعجز على يده .

________________

[1] عيون اخبار الرضا عليه السلام ج 2 / 59 ح 229.

[2] عيون اخبار الرضا عليه السلام ج 2 / 61 ح 243، مناقب آل أبي طالب 3 / 47.

[3] الكافي 1 / 131، تلخيص الشافي 2 / 45.

[4] الايضاح لفضل بن شاذان ص 231 و 314.

[5] التوحيد / 311، بحار الانوار 38 / 113، 132 وج 23 ص 298.

[6] تفسير فرات الكوفي / 160، معاني الاخبار / 63، عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 / 47 ح 183، سنن ابن ماجة 1 / 45 ح 121.

[7] تفسير فرات الكوفي / 160 و 82، معاني الاخبار / 73، سنن ابن ماجة 1 / 45 ح 121، سنن الترمذي باب 91 ح 3814 ج 5 / 304.

[8] سنن الترمذي باب 86 خ 3805 ج 5 / 300.

[9] عيون اخبار الرضا عليه السلام 2 / 66 ح 298.

[10] مناقب آل ابي طالب 3 / 388، ذخائر العقبى ص 130.

[11] تفسير فرات الكوفي ص 160، السيرة النبوية 3 / 349، سنن ابن ماجة 1 / 45 ح 121، صحيح البخاري باب مناقب علي بن أبي طالب فتح الباري ج 7 / 58.

[12] تفسير فرات الكوفي / 68، سنن الترمذي ج 5 / 300 ح 3804. ن: اخاه.

[13] تفسير فرات الكوفي ص 82 و 157.

[14] مجمع البيان 8 / 343، مناقب آل أبي طالب 3 / 135، بحار الانوار 20 / 203، 42 / 32.

[15] الكافي 1 / 237 وبحار الانوار ج 42 / 32.

[16] عيون اخبار الرضا عليه السلام 1 / 52 ح 17، كمال الدين 1 / 262، الخصال 2 / 475 ح 38، الاختصاص ص 207 ح 1 باب 67، مناقب آل ابي طالب 1 / 295، كشف الغمة 3 / 421، ارشاد القلوب للديلمي 2 / 233 انوار الملكوت ص 230، كنز العمال 7 / 98 و 13 / 644 و 11 / 590.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.