أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-4-2017
3440
التاريخ: 4-4-2017
3246
التاريخ: 11-12-2014
4782
التاريخ: 25-3-2022
1498
|
لقد أوجدَ التقدم العلميُّ الأخير في مختلف مجالات العلوم الطبيعية والفضائية وما استلزم ذلك من تهافت طائفة كثيرة من الفرضيات ضجة عجيبة في الغرب فمع أن جميع تلك التطورات كانت مجردَ تطورات علمية تجري في مجال المسائل الطبيعية أو الفلكية ولم يكن لها أية صلة بالمعتقدات الدينية فإنّ هذا التحول والتطور وتلك الكشوف أوجدت شكاً عجيباً لدى بعض الناس انسحب على جميع المعارف والمعتقدات الدينية الموروثة على وجه الاطلاق!
والسرّ في ذلك هو أن العلماء رأوا بأن الفرضيات القديمة الّتي بقيت تسيطر على الأوساط العلمية لمدة طويلة من الزمان قد اصبحت اليوم عرضةً للبطلان والسقوط تحت مطارق التجربة وبواسطة الاختبارات العلميّة والتحقيقات المختبرية فلم يُعد ـ بعد هذا ـ مجالٌ للقول بفرضية الافلاك التسعة الّتي طَلع بها بطلميوس ولا بفرضية مركزية الارض ولا غيرها من عشرات الفرضيات فقالوا في أنفسهم : ومن أين تَرى لا تكون بقية المعلومات والمعارف الدينية من هذا القبيل؟!
وقد تفاقم هذا النوع من الشك في قلوب جماعة من العلماء بالنسبة إلى جميع المعتقدات والمعارف الدينية ونمى بشكل قويّ في فترة قصيرة وعمَّ الاوساط العلمية كأيّ مرض!!
هذا مضافاً إلى أنّ محاكم التفتيش وتشدّد الكنيسة وأربابها كان لها النصيب الاكبر في ظهور هذه الحالة بل في نموّها واطرادها لأن الكنيسة كانت تقضي على العلماء الذين نجحوا في اكتشاف القوانين العلمية تحت التعذيب والاضطهاد القاسي بحجة أنها تخالف الكتاب المقدس وتعارض مقرَّرات الكنيسة!!
وممّا لا يخفى أنَّ مثل هذه الضُغُوط وهذا الاضطهاد والتعجرف ما كان ليمرَّ من دون حدوث ردة فعل وقد كان من المتوقَع منذ البداية أن العلماء في الغرب لو اتيحت لهم الفرصة لانتقموا من الدين بسبب سوء تصرف الكنيسة وسوء معاملتهم لهم خاصة وللناس عامة.
وقد حدث هذا فعلا فكلّما تقدم العلمُ خطوةً واطّلع العلماء على العلاقات السائدة بين الكائنات الطبيعية واكتشفوا المزيد من الحقائق الكونية والعلل الطبيعية لكثير من الحوادث والظواهر المادية وكذا علل الامراض قلّ اعتناؤهم بالقضايا الميتافيزيقية وما يدور حول المبدأ والمعاد والافعال الخارقة للعادة كمعاجز الانبياء وازداد عدد المنكرين لها والشاكين فيها والمترددين في قبولها يوماً بعد يوم!!
لقد تسبَّب الغرورُ العلميُّ الّذي أُصيب به العلماء في الغرب في ان ينظر بعض اولئك العلماء إلى جميع القضايا الدينية بعين الازدراء والتحقير وأن يمتنعوا حتّى عن التحدث في المعاجز الّتي يخبر بها التوراة والانجيل ويعتبروا عصا موسى (عليه السلام) الّتي كانت تشفي المرضى وتحيي الموتى من الأساطير وراحوا يتساءلون ـ في عجب واستنكار ـ : وهل يمكن أن تتحول قطعةٌ من الخشب اليابس إلى أفعى أو ثعبان أو هل يمكن ان تعود الحياة إلى ميّت بكلمات من الدعاء؟
لقد تصور العلماء الذين أسكرتهم فتوحاتهم العلمية انهم ملكوا مفاتيح جميع العلوم ووقفوا على جميع العلاقات بين الكائنات الطبيعية والظواهر الكونية ومن هنا تصوَّرُوا أنه لا توجد ايةُ علاقة بين قطعة الخشب والثعبان أو بين جملة من الدعاء والتفاتة من بشر وعودة الروح إلى الموتى ولهذا أخذوا ينظرون إلى هذه الامور بعين الشك والترديد وربما بعين الانكار والرفض المطلق!!
وقد سرى هذا النوعُ من التفكير إلى اوساط بعض العلماء المصريين الذين تأثروا بهذا الاتجاه اكثر من غيرهم مع بعض التعديل في ذلك الموقف وشيء من الاختلاف في النظرة المذكورة ولهذا اتبعوا تلك السيرة في تحليل الوقائع والحوادث التاريخية والعلمية من هذا النوع والسِرّ في تأثر بعض علماء مصر بهذه النظرة قبل واكثر من غيرهم هو احتكاك هذه الجماعة بالأفكار الواردة من الغرب قبل غيرهم ومن هذه المنطقة سَرتْ بعضُ النظريات والآراء الغربية إلى البلاد الإسلامية الاُخرى.
لقد اختار هؤلاء طريقاً خاصاً قَصَدُوا به الحفاظ على حرمة الكتاب العزيز والاحاديث القطعية ومكانتها من جهة وكسب نظر العلماء الماديين الطبيعيين إلى انفسهم من جهة اُخرى أو ارادوا ان لا يختاروا ما لا يمكن التوفيق بينه وبين القوانين العلمية الطبيعية وتطبيقه عليها.
لقد وجَدَ هؤلاء من جهة أن القرآن الكريم يخبر عن سلسلة من المعجزات والخوارق الّتي لا يمكن تفسيرها بالعلوم العادية المتعارفة لأن العلم لا يستطيع أن يدرك العلاقة بين العصا الخشبية اليابسة والثعبان ومن جهة اُخرى كان القبول بالنظريات الّتي لا يمكن إثباتها بالحسّ والتجربة أمراً في غاية الصعوبة لهم.
ولهذا السبب وفي خِضمِّ الصراع بين هذين العاملين : العلم والعقيدة اختار هؤلاء الكتاب والعلماء نهجاً يستطيعون به وضع نهاية لهذا الصراع والتنازع فيحافظون على ظواهر القرآن والاحاديث من جانب ويتجنبون القول بما يخالف منطق العلم من جانب آخر ويتلخص هذا النهج في تفسير جميع المعاجز وجميع خوارق العادة الّتي جرت على ايدي الأنبياء بالموازين العلمية الحاضرة الرائجة في هذا العصر بصورة تبدو وكأنها اُمورٌ طبيعية وبهذا يكونون قد حافظوا على مكانة القرآن الكريم والاحاديث القطعية المسلّمة ولم يتفوهوا بما يخالف العلم الحديث ويتعارض مع معطياته.
|
|
أهمية مكملات فيتامين د خلال فصل الشتاء.. 4 فوائد رئيسية
|
|
|
|
|
علماء: قرص الشمس سيبدو أكبر في عام 2025
|
|
|
|
|
مؤسسة بيت الحكمة: ندوة دار الرسول الأعظم ناقشت أفكار المستشرقين عن السيرة النبوية
|
|
|