المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



هاشم  
  
3352   01:46 مساءً   التاريخ: 4-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص148-150.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / آبائه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-5-2017 3343
التاريخ: 5-4-2017 3497
التاريخ: 5-4-2017 3063
التاريخ: 18-4-2017 3397

هو الجدُّ الثاني لنبي الإسلام واسمه عَمْرو ولقبه العُلاء وهو الّذي وُلِدَ مع عبد شمس توأمين وأخواه الاخران هما : المطلب و نوفل .. هذا وثمة خلاف بين ارباب السيَر وكتاب التاريخ في أن هاشماً وعبد شمس كانا توأمين وأن هاشما ولد واصبعٌ واحدة من اصابع قدمه ملصقة بجبهة عبد شمس وقد نزعت بسيلان دم فتشاءم الناس لذلك يقول الحلبي في سيرته : فكانوا يقولون : سيكون بينهما دم فكان بين ولديهما اي بين بني العباس (وهم من اولاد هاشم) وبين بني امية (وهم من اولاد عبد شمس) .

وكأنّ كاتب السيرة قد تجاهل الحوادث المحزنة والمؤسفة الّتي وقعت بين بني امية وابناء علي (عليه‌ السلام) في حين أن تلك الحوادث الدامية الّتي تسببها بنو امية واُهرقَت فيها دماء ذرية رسول الله وعترته الطاهرة اقوى شاهد على تلك العداوة بين هاتين الطائفتين ولكننا لا ندري لماذا تجاهل ذكرها مؤلف السيرة الحلبية ولم يشر اليها مطلقاً؟! ثم ان من خصوصيات أبناء عبد مناف حسبما يُستفاد من الأدب الجاهلي وما جاء فيه من أشعار أنهم توفوا في مناطق مختلفة فهاشم ـ مثلا ـ توفي في غزة وعبد شمس مات في مكة ونوفل في ارض العراق والمطلب في ارض اليمن , وكان من سجايا هاشم واخلاقه الفاضلة أنه كان كلّما هَلَّ هلال شهر ذي الحجة قام صبيحته وأسند ظهره إلى الكعبة المشرفة وخطب قائلا : يا معشر قريش إنكم سادة العرب وأحسنها وجوهاً وأعظمها احلاماً ( اي عقولا ) وأوسط العرب ( أي أشرَفها ) أنساباً واقرب العرب بالعرب أرحاماً .. يا معشر قريش إنكم جيرانُ بيت اللّه تعالى اكرمكُمُ اللّه تعالى بولايته وخصكم بجواره دون بني إسماعيل وانه ياتيكم زوّار اللّه يعظمون بيته فهم أضيافه وأحق من اكرم أضياف اللّه انتم فاكرموا ضيفه وزوّاره فانهم يأتون شعثاً غبراً من كل بلد على ضوامر كالقداح فاكرموا ضيفه وزوّار بيته فوربّ هذه البنية لو كان لي مال يحتمل ذلك لكفيتكموه وأنا مخرجٌ من طَيب مالي وحلاله ما لم يُقطعْ فيه رحم ولم يؤخذْ بظلم ولم يُدخل فيه حرامٌ فمن شاء منكم ان يفعل مثل ذلك فعلَ وأسألكم بحرمة هذا البيت أن لا يخرج رجلٌ منكم من ماله لكرامة زوّار بيت اللّه وتقويتهم إلا طيباً لم يؤخذ ظلماً ولم يقطع فيه رحمٌ ولم يؤخذ غصباً .

ولقد كانت زعامة هاشم وقيادته نافعة للمكيّين من جميع النواحي وكان لها تأثيرٌ كبيرٌ في تحسين أوضاعهم , ولقد سبّب كرمُه وما قام به من إطعام واسع في سنوات الجدب القاسية في تخفيف شدة الوطأة عن أهل مكة وبالتالي ادى إلى عدم احساسهم بالقحط وآثار الجدب , كما أنّ من خطواته البارزة واعماله النافعة جداً لتحسين الحالة التجارية للمكيّين هو ما عقده مع أمير غسان من المعاهدة الأمر الّذي دفع بأخيه عبد شمس إلى أن يعاهد أمير الحبشة وبأخويه الآخرين المطلب و نوفل إلى ان يعاهدا أمير اليمن وملك ايران تكون القوافل التجارية بموجب تلك المعاهدات للجانبين في أمان من العدوان والتعرض , وقد أزالت هذه المعاهداتُ الكثير من المشاكل وكانت وراء ازدهار التجارة في مكة المكرمة حتّى عهد بزوغ شمس الإسلام.

ثم ان من أعمال هاشم وخطواته النافعة تأسيسُه لرحلتي قريش اللتين يتحدث عنهما القرآن الكريم إذ يقول : رحْلة الشتاء والصْيف وهما رحلة إلى الشام وكانت في الصيف ورحلة إلى اليمن وكانت في الشتاء وقد استمرت هذه السيرة حتّى ما بعد ظهور الإسلام ايضاً.

لقد حسد اُمية بن عبد شمس أبن أخي هاشم (عمَّه هاشماً) على ماحظي به من المكانة والعظمة والنفوذ إلى قلوب الناس وجذبها نحوه بسبب خدماته وأياديه وما كان يقوم به من بذل وانفاق وحاول جاهداً ان يقلده ويتشبه بهاشم في سلوكه ولكنه رغم كل ما قام به من جهود ومحاولات لم يستطع أن يتشبه به ويتخذ سيرته وكما لم يستطع بإيقاعه وطعنه به ان يُقلل من شأنه بل زاده رفعة وعظمة.

لقد كان لهيب الحسد في قلب اُمية يزداد اشتعالا يوماً بعد يوم حتى دفع به إلى ان يدعو عمَّه هاشماً للذهاب إلى كاهن من كهنة العرب للمنافرة عنده فتكون الرياسة والزعامة لمن يمدحه ذلك الكاهن وكانت عظمة هاشم وسموّ مقامه تمنع من منافرة ابن اخيه ( اُميّة ) إلاّ أنه رضي بالمنافرة هذه تحت اصرار ( اُميّة ) بشرطين :

1 ـ أن يعطي المغلوبُ خمسين من النيَاق سود الحدق تنحر بمكة.

2 ـ جلاء المغلوب عن مكة عشر سنين.

ومن حسن الحظِّ أن ذلك الكاهن نَطق بمدح هاشم بمجرد أن وقعت عيناه عليه فقال : والقمر الباهر والكوكب الزاهر والغمام الماطر ... .

لقد سبق هاشمُ اُميّة إلى المآثر إلى آخر كلامه .. وهكذا قضى لهاشم بالغلبة فأخذ الابل فنحرها وأطعمها واضطر أُمية إلى الجلاء عن مكة والعيش بالشام عشر سنين .

وقد استمرتْ آثارُ هذا الحسد التاريخي إلى 130 عاماً بعد ظهور الإسلام وتسببت في جرائم وفجائع كبرى عديمة النظير في التاريخ , ثم ان القصة السابقة مضافاً إلى انها تبين مبدأ العداوة بين الأُمويين والهاشميين تبيّن أيضاً علل نفوذ الاُمويين في البيئة الشامية ويتبين أن علاقات الأُمويين العريقة بأهل هذه المنطقة هي الّتي مَهّدت لقيام الحكومة الأموية في تلك الديار.

كانت سلمى بنت عمرو الخزرجي امرأة شريفة في قومها قد فارقت زوجها بطلاق وكانت لا ترضى بالزواج من أحد ولدى عودة هاشم من بعض أسفاره نزل في يثرب أياماً فخطبها إلى والدها فرغبت سلمى فيه لشرفه في قريش ولنبله وكرمه ورضيت بالزواج منه بشرطين : أحدهما أن لا تلد ولدها إلاّ في اهلها وحسب هذا الاتفاق بقيت سلمى مع زوجها هاشم في مكة بعض الوقت حتّى إذا ظهر عليها آثار الحمل رجعت إلى : يثرب وهناك وضعت ولداً اسموه شيبة وقد اشتهر في ما بعد ب‍ عبد المطلب .

وكتب المؤرخون في علة تسميته بهذا الاسم بأن هاشماً لما أحسّ بقرب انصرام حياته قال لأخيه المطلب : يا أخي أدرك عبدك شيّبة ولذلك سُمّيَ شيبة بن هاشم : عبد المطلب .

وقيل أن أحد المكيين مرّ على غلمان يلعبون في زقاق من ازقة يثرب وينتضلون بالسهام ولما سبق أحدُهم الآخرين في الرمي قال مفتخراً : أنا ابنُ سيّد البطحاء فسأله الرجل عن نسبه وابيه فقال : أنا شيبة بن هاشم بن عبد مناف فلما قدم الرجلُ مكة اخبر المطلب أخي هاشم بما سمعه ورآه فاشتاق المطلبُ إلى ابن أخيه فذهب إلى المدينة ولما وقعت عيناه على ابن اخيه شيبة عرف شبه أخيه هاشم وتوسَّم فيه ملامحه ففاضت عيناه بالدموع وتبادلا قُبُلات الشوق والمحبة وأراد أن يأخذه معه إلى مكة وكانت اُمُه تمانع من ذلك ولكن ممانعتها كانت تزيد من عزم العمّ على أخذه إلى مكة واخيراً تحققت اُمنية العم فقد استطاع المطلبُ أن يحصل على اذن اُمه فاردفه خلفه وتوجّه حدب مكة تدفعه رغبة طافحة إلى إيصاله إلى والده هاشم.

وفعلت شمسُ الحجاز واشعتها الحارقة فعلتها في هذه الرحلة فقد غيَّرت لون وجه شيبة وأبلت ثيابه ولهذا ظنَّ أهل مكة عند دخوله مع عمه مكة أنه غلام اقتناه المطلبُ فكان يقول بعضهم لبعض : هذا عبد المطلب وكان المطلب ينفي هذا الامر ويقول : إنما هو ابن أخي هاشم وما هو بعبدي ولكن ذلك الظن هو الآخر فعل فعلتَه وعُرف شيبة بعبد المطلب .

وربما يقال : أن سبب شهرته بهذا الاسم هو انه تربى وترعرع في حجر عمّه المطلب وكانت العربُ تسمي من يترعرع في حجر أحد وينشأ تحت رعايته عبداً لذلك الشخص تقديراً لجهوده وتثميناً لرعايته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.