المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

الدعاء بعد زيارة عاشوراء
20-6-2019
السياسة العقابية في توقيع العقوبة على الشخص الطبيعي في التشريع الجزائري مجال الجريمة المنظمة
30-6-2019
تفسير الآية (31-34) من سورة الاحزاب
13-4-2020
Joint and Conditional Entropies
16-3-2021
كم من مستدرج
16-2-2021
Demlo Number
11-1-2021


تأويل الآيات التي ظاهرها التشبيه  
  
868   11:22 صباحاً   التاريخ: 29-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص143
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الجلالية ( السلبية ) /

...يجب تأويل[الآيات التي احتجّ بها المجسّمة والمشبّهة وغيرهم والتي ظاهرها التشبيه]... لوجوه:

أ- ما تقدّم من أنّه إذا تعارض العقل والنقل، وجب تأويل النقل، وإلّا لزم اطراح العقل فيطرح النقل أيضاً، لاطّراح أصله.

ب- أنّه ورد في الكتاب العزيز أشياء وقع الإجماع على‏ وجوب تأويلها، ودعت الضرورة إلى‏ ذلك، وذلك آيات:

1- {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] وكلّ عاقل يعلم بالبديهة أنّ إله العالم ليس هو الشي‏ء المنبسط على الجدران والحيطان، ولا هو الفائض من جرمي الشمس والقمر، فلابدّ من تأويله‏(1) بأنّه منوّر السماوات والأرض أو هادٍ لأهلهما، أو مصلحهما.

2- قوله: {أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} [الزمر: 6]ومن المعلوم أ نّها لم تنزل من السماء، وكذا {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ} [الحديد: 25].

3- قوله: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} [ق: 16] و{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7] و {أَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115] ومعلوم أنّ المراد بذلك القرب بالعلم والقدرة، ولذلك نقل الغزالي‏(2) عن أحمد بن حنبل أنّه أقرّ بالتأويل في ثلاثة أحاديث:

أحدها: «الحجر الأسود يمين اللَّه في الأرض»(3).

ثانيها: قوله عليه السلام: «إنّي لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن»(4).

ثالثها: قوله تعالى‏: «أنا جليس من ذكرني»(5).

وحيث وقع الاتفاق على‏ تأويل هذه لمنافاتها العقل، فكذا غيرها من المنافيات.

ج- إنّ القرآن كالكلمة الواحدة في الإتفاق وعدم التناقض، ولهذا قال تعالى‏: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا } [النساء: 82] ولا شكّ أنّه جاء فيه ما يدلّ على‏ التنزيه عن الجسميّة والجهة وغيرهما، كقوله‏ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } [الإخلاص: 1] فإنّه‏ يدل على‏ نفي الجسمية والجهة والحيّز، أمّا الأوّل فلأنّ الجسم أقلّ ما قيل في تركّبه أنّه من جزئين، وذلك ينافي الوحدة، وقوله: «أحد» مبالغة في الوحدانية، وذلك يدلّ على‏ نفي كونه جوهراً فرداً.

أمّا على‏ رأي من ينفيه فإ نّه يقول كلّ متحيّز لابدّ أن يكون يمينه غير يساره، وقدّامه غير خلفه، وكلّ ما يتميّز أحد جانبيه عن الآخر فهو منقسم، وإلّا لكان اليمين بعينه ليس بيمين بل يسار، وبالعكس، وكلّ منقسم فليس بأحد.

وأمّا على‏ رأي من يثبته، فيدلّ من وجه آخر، وهو أنّ الأحد كما يراد به نفي التركيب والتأليف، فقد يراد به نفي الضدّ والندّ، ولو كان جوهراً فرداً، لكان كلّ جوهر فرد مِثْلًا له، ولهذا أكّد هذا الوجه بقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4]، وإذا دلّ ذلك على‏ نفي الجسميّة والجوهريّة، دلّ على نفي الحيّز والجهة، لأنّ كلّ ما كان مختصاً بحيّزٍ وجهة فإنْ كان منقسماً كان جسماً، وإنْ لم يكن منقسماً كان جوهراً فرداً، وقد ثبت بطلانهما.

وكقوله: { اللَّهُ الصَّمَدُ } [الإخلاص: 2] فإنّ الصمد هو السيّد المصمود إليه في الحوائج، فلو كان جسماً مركّباً محتاجاً إلى‏ أجزائه لم يكن غنيّاً محتاجاً إليه، فلم يكن صمداً مطلقاً، ولأنّ الأجسام متماثلة يجب اشتراكها في اللوازم، فلو احتاج بعض الأجسام إلى‏ بعض، وجب كون الكلّ محتاجاً إلى‏ نفسه، وكل ذلك محال.

وكذا يدلّ على‏ نفي الجهة والحيّز، لأنّه إنْ حلّ فيهما مع وجوب الحلول، لزم افتقاره في الوجود إلى‏ غيره، ويكون ذلك الحيّز مستغنياً عنه، فلا يكون صمداً مطلقاً، وإنْ حلّ مع جواز الحلول، افتقر إلى‏ مخصّص يخصصه بالحلول، وذلك يوجب كونه محتاجاً.

وكقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} فإنّه يدلّ على‏ نفي الجسميّة والجوهريّة، لأنّ الأجسام والجواهر متماثلة، فيكون كفوٌ له، وهو باطل.

وكقوله تعالى‏: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [الشورى: 11] ولو كان جسماً، لكان له مثل.

وكقوله تعالى‏: {وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ } [محمد: 38] ولو كان جسماً لم يكن غنيّاً، لإنّ كلّ جسم مركّب ومحتاج إلى‏ جزئه، إلى‏ غير ذلك من الآيات.

وإذا ورد أمثال ذلك، وجب تأويل غيرها من المتشابهات، لئلا يتناقض كلامه سبحانه، وهو المطلوب.

____________

 (1) والأولى‏ بل المتعيّن هو التوسعة في مفاهيم الألفاظ التي وضعت أوّلًا للمصاديق الحسية حتّى‏ تشمل المصاديق غير المحسوسة، وهذا هو المفتاح الوحيد لباب معرفة معاني الألفاظ الحاكية عن صفاته وأفعاله تعالى‏- بل الحاكية عن كلّ أمر غيبي غير جسماني- كالعلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والإرادة والمشيئة و...

(2) إحياء العلوم 1: 97.

(3) النهاية 5: 300.

(4) كنز العمال 12: 50، الحديث 33951، قاله رسول اللَّه صلى الله عليه و آله في حق أُويس القرني قدّس اللَّه روحه، راهب هذه الأُمّة وأحّد الزهّاد الثمانية من خير التابعين، استشهد في صفين بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام وهو من حواريه. راجع معجم رجال الحديث 3: 244- 247، ترجمة أُويس.

(5) بحار الأنوار 93: 322.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.