أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-2-2022
3033
التاريخ: 4-1-2017
3526
التاريخ: 2-2-2017
8583
التاريخ: 2023-06-22
1933
|
قد يؤدي المديح الناشئ عن استحقاق، إلى تغيير حياة إنسان تغييراً تاماً، فيقوده نحو طريق السعادة والفلاح، ويحيي شخصيته، ويبعث نور الأمل في أعماق روحه، ويمنحه الطمأنينة والهدوء... فيسلك طريق التكامل من دون تردد أو حيرة شخص يستحق الثناء والتقدير الى قتل شخصيته وإصابته بالحقارة والدونية فيفقد الاعتماد على النفس، ويستولي عليه اليأس والقنوط ، ويقول في نفسه: إنني غير ويحصل على نجاح باهر في النهاية. وعلى العكس فقد يؤدي الامتناع عن مدح جدير بأي تقدير أو شكر حتى أن أصدقائي لا يهتمون بشأني عندما أقوم بعمل كبير يسترعي الانتباه، عند ذاك تبدأ تعاسته، ويدبّ اليأس إلى روحه، ويستأصل داء الحقارة في نفسه ويصاب بالعوارض الوخيمة.
ومن عوارض هذا الانهيار الروحي ، الخجل المفرط والحياء الشديد فقد يصاب الإنسان بالحقارة الى درجة أنه لا يجرأ على الاحتكاك بالناس ومعاشرتهم... وكأنه يرى نفسه أقل من أن يتكلم معه الآخرون ويعتبروه إنساناً واقعياً فيحترموا شخصيته.
(عندما يجد الفرد أنه لم يسترع انتباه الآخرين كما يتصور فإنه يفر من الناس مرة واحدة ، ويفضل الانزواء على الاتصال بالناس خوفاً من أن يُحتقر من قبلهم، أو يختار زاوية من المجلس فيستقر فيها بكل اضطراب وقلق دون أن يتكلم بشيء)(1).
إن المدح المناسب المستند الى الاستحقاق والجدارة شرط ضروري لتربية الطفل. ذلك أن من وسائل وقاية ظهور مرض الخجل المفرط وشدة الحياء عند الأطفال، الثناء عليهم وتوجيه الشكر والمدح على أفعالهم الطيبة إن الأطفال الذين نشأوا على يد أبوين شديدين أنانيين لا يحسّون طعم الاستحسان والمدح أبداً ، ولذلك فإنهم يملكون أرواحاً محطمة وقلقة ، ويعيشون في حقارة مستمرة.
وكما أن الوالدين مدعوّان الى توجيه اللوم لأطفالهما على أفعالهم السيئة وتعويدهم على الاستقامة والأدب عن هذا الطريق، كذلك يجب أن يشجعاهم في الأفعال الصالحة التي يقومون بها كي يستمروا على ذلك، ويعرفوا بأنهم يجب أن يلتزموا السلوك المفضل في حياتهم. ولكن يجب التنبه الى أن التشجيع والتوبيخ دواءان تربويان مؤثران، ومن الضروري الاستفادة منهما في المواقع المناسبة حسب مقدار صحيح. إن التشجيع والتوبيخ التافهين اللذين لا يستندان الى استحقاق، أو الإفراط فيهما قد يكون عديم الفائدة في تربية الطفل، وقد يؤدي الى نتائج وخيمة.
عن علي (عليه السلام):( أكبر الحمق : الإغراق في المدح والذم )(2).
(يتعلم الطفل في الأشهر الثلاثة الأولى من ولادته كيفية الابتسام، ويختلف انطباعه تجاه الأشخاص، عن انطباعه تجاه الأشياء. في هذه السن يوجد الارتباط بين الطفل وأمه، ويستطيع الطفل حينئذ أن يظهر سروره وارتياحه بمشاهدة أمه، وإن الاستجابات التي تصدر منه لا تتصف بالصورة الحيوانية البحتة... بل يؤثر فيه الميل للمدح والتشجيع بسرعة. ومنذ هذه اللحظة يحصل المربي على سلاح جديد هو المدح والذم).
(هذه الأسلحة تملك قدرة فعالة خلال دور الطفولة، ولكن يجب استعمالها بحيطة وحذر شديدين. يجب أن لا يستعمل اللوم والتقريع في العام الأول، وبعد ذلك يجب التريث في استعماله. أما المديح والثناء فإن ضررهما أقل، ولكن يجب أن لا يُصرفا بسهولة كي يفقدا قيمتهما كذلك لا ينبغي اللجوء إليهما في التحفيز الزائد على المعتاد لطاقات الطفل. لا يوجد أب مهمل يرى طفله يمشي أو يتكلم لأول مرة، ويستطيع أن يجري بعض الكلمات على لسانه بصورة صحيحة، ومع ذلك يتمالك على نفسه من التشجيع والإستحسان. وبصورة عامة فإنه عندما يسيطر الطفل على أمر صعب بعد ثبات وجهد شديدين فإن الإستحسان والثناء عليه أحسن مكافأة له. مضافاً إلى أنّ من الأفضل أن نجعل الطفل يشعر بموافقتنا لميله نحو التعلّم واكتشاف المجهولات (3).
_______________
1ـ رشد شخصيته ص 77.
2ـ غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي 182.
3ـ در تربيت ص 64.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|