علاقة الجغرافيا بالصحة:

 ان الجغرافيا تدرس كل ما يوجد على سطح الارض من ظواهر طبيعية وانشطة بشرية, وطبيعة البيئة السائد وهذا ما يميز الجغرافيا عن غيرها من العلوم الاخرى في انفرادها بدراسة البعد المكاني بكل عناصره ومكوناته الطبيعية والبشرية, وصحة الانسان تتأثر بطبيعة المكان وما ممارسه الانسان من انشطة والتي تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر على صحته, وعليه تدرس .جغرافية الصحة العوامل الطبيعية والانشطة البشرية التي تؤثر على الانسان في كل مكان, وتعد احد فروع الجغرافيا البشرية التي ظهرت حديثا, لذا لا توجد فيها من المؤلفات الا القليل جدا سواء بالعربية او اللغات الاخرى, وهذا ما جعل الجغرافيون يبتعدون عنها والاكتفاء بكل من الجغرافيا الطبية والخدمات الطبية, ويمثل هذا التخصص احد الفروع المهمة في مجال الجغرافيا لعلاقته بصحة الانسان وما يعرض له من مشاكل تنعكس على صحته, ومن ثم على قدراته وكفاءة اداء اعماله.

فقد درس الجغرافيون عناصر البيئة ومكوناتها, والتي خلقها هللا سبحانه وتعالى بقدر موزون بما يحافظ على توفير متطلبات الحياة البشرية والنباتية والحيوانية, والتي ترتبط بشكل وثيق ببعضها على سبيل المثال الانسان يتنفس ثاني اوكسيد الكاربون ويستنشق الاوكسجين, في حين يأخذ النبات ثاني اوكسيد الكاربون ويعطي الاوكسجين اي عكس الانسان, وهذا يعني أي اختلال في نسب تلك المكونات ستكون له اثار سيئة على البيئة, وهذا ما حدث فعلا عندما عمل الانسان على قطع الاشجار واقام الكثير من الصناعات الملوثة مما ادى الى ما وصل اليه العالم اليوم وهو التغيير المناخي الذي تعاني منه الكرة الارضية بكل مكوناتها, وقد حاول الجغرافيون توضيح الكثير من الحقائق التي تهم الانسان بصورة عامة وصحننه بصورة خاصة, فقد مارس الانسان انشطة كثيرة انعكست اثارها على صحته مثل الحروب, او ممارسة بعض العادات السيئة, كل ذلك يشير الى ان للجغرافيا الدور الفاعل في الاهتمام بصحة الانسان, فضلا عن استحداث تخصصات دقيقة في هذا المجال منها الجغرافية الطبية وجغرافية الخدمات, والتي تتناول كل ما يتعلق بالأمراض التي تصيب الانسان والمؤسسات الصحية التي تهتم بصحته