المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

خلق عوامل بناء الشخصية
29-6-2016
عناوين النشرة- عدد العناوين
29-9-2020
كثافة السكان
4-6-2016
تعيين الخليفة
9-08-2015
هل يصبح العاقل يائساً
17-8-2020
تنبيهات الإستصحاب(إستصحاب تأخّر الحادث)
23-8-2016


المشاكل التي تواجه المجتمع الغربي  
  
3884   12:53 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص183-185
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

‏من المشاكل... التي تواجه المجتمع الغربي هي اختلافه المتفاوت مع دول العالم الثالث من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية، إذ إن المستوى المعاشي لمجتمعات العالم الثالث يكون متدنياً وبائساً وبالذات الغذائي الذي يكون دون مستوى الفقر. أي المجاعات الغذائية وما ينجم عنها من أمراض مزمنة ومتعددة على عكس المجتمعات الغربية التي تعاني من التخمة الغذائية وما يترتب عنها من أمراض لدرجة تصل إلى دفع الحكومة الغربية أموالاً كثيرة لفلاحيها ومزارعيها لكي لا يزيدوا من زراعتهم حتى لا يحصل فائض في الغلات الزراعية، وبالتالي تضطر الحكومة إلى إتلافها، وهذا غير وارد في دول العالم الثالث. هذه إحدى الفجوات فيما بينها فضلاً عن التفاوت الكبير في برامجهما التنموية. إنما هذه الحالة المتفاوتة لا تدع مجتمعات العالم الثالث يكونون وديعين أو مسالمين أو راضين بما هم عليه علماً بأن الطبقة العليا فيها والنخبة الحاكمة لا تعاني من هذه المجاعات والأمراض بل منتفعة منها ‏لكي تبقى في قمة الهرم الاجتماعي والسياسي، ويبقى المزارعون والحضريون في الطبقة الدنيا، علاوة على عدم وعيهم بما هم فيه، لذلك لا يفكرون بالانتفاضة على أنظمتهم الفاسدة. أما شباب هذه الدول النامية فإن معظمهم يذهب لتعلم الثقافة الغربية فيتفق وعيه حول هذا الفرق الحاصل بين بلدهم والبلدان الغربية وبعد أن يحصلوا على شهاداتهم الجامعية فإن طموحهم لا يصل إلى أن يكونوا من النخبة الحاكمة ولا تجعلهم أيضا يتوقعون الحصول على مكاسب كبيرة من الحكومة القائمة. وهكذا فإن هؤلاء المعدمين غير قادرين على تنظيم أنفسهم ليكونوا على شكل حزب سياسي أو جماعة منظمة تستطيع رفع مستواها والمطالبة بحقوقها من حكامهم والتعبير عن تعاستها والظلم الذي أوقعه الحكام عليها. وازاء هذه الحالة البائسة ارتبط أو انتمى بعضهم إلى أحد الأحزاب التي تدافع عن الفقراء والبؤساء أو الطبقة المسحوقة والبعض الآخر تمرد على نظام الحكم والآخرون هجروا بلدهم إلى بلدان أخرى .

‏أما المثقفون وعلماء العلوم الاجتماعية فإنهم لم ينسوا الفجوة القائمة بين مجتمعهم ومجتمع العالم الغربي، الأمر الذي جعل بعضهم يرجع هذه الفجوة إلى تقاليدهم وقيمهم ومعاييرهم الاجتماعية والثقافية الجامدة ويلومها ويعدها معوقة ومؤخرة لنمو مجتمعهم وتقدمهم، والبعض الآخر أرجع هذه الفجوة إلى النظام الرأسمالي المستغل (وهم من حملة الأفكار الماركسية) الذي استغل اقتصاد البلدان المتخلفة لصالحه أي لصالح اقتصاده ويحتكر الأيدي العاملة الرخيصة فيه ويشوه إنتاجها الزراعي لكي يعمل على بناء نظام اقتصادي حسب المواصفات الرأسمالية الغربية وليست النامية. وهذا يعني أن مثقفي بلدان العالم الثالث لم يتفقوا على تحديد أو توحيد أسباب تخلف مجتمعهم لأنهم هم بالأصل متخلفون ويعيشون في بيئة متخلفة، لذلك لم يكن لهم أي تأثير على السياسة المدنية - الاجتماعية ولا على البرامج التعليمية والاقتصادية.

‏مثل هذه الإشكاليات دفعت دول العالم الثالث إلى الاندفاع نحو التسلح والتسابق فيه وتعزيز قواتها العسكرية بالأسلحة النووية والبايولوجية والكيميائية، ومنها ذهب مثقفو هذه الدول إلى توجيه انتباههم وجهودهم إلى جانب جديد من الاجتهاد والتحليل وهو توزيع قدراتهم الفكرية نحو المشاكل الخارجية والداخلية والتركيز على المشاكل الخارجية والإهمال النسبي للمشاكل

الداخلية في دراستهم ومعالجتهم لها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.