المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الإفراط في تكريم الطفل  
  
916   09:40 صباحاً   التاريخ: 2024-02-28
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 118 ــ 120
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

أن الإفراط في تكريم الطفل، يكون كعدم احترامه، ويبعث على سوء التربية وسوء الأخلاق، فالطفل إذا لاقى محبة زائدة وإفراطاً في الإحترام والتكريم، ينشأ مغروراً ويتوقع الكثير. ومثل هذا الطفل يصبح بلاءاً على أعضاء العائلة، ويجعل حياة الوالدين وبقية أفراد العائلة جحيماً لا يطاق. كما أنه يصبح في مرحلة الشباب والرجولة عنصراً تعساً في المجتمع. فهو نتيجة الدلال وغروره يتوقع أن تقوم نساء ورجال المجتمع بتقديم الإحترام إليه، كوالديه الجاهلين، وينفذون أوامره مطيعين دون سؤال وجواب، وهو لا يدري أن المجتمع ليس فقط لا يهتم بتوقعاته، بل على العكس يخالفها، إذ يطرد كل عنصر مغرور باحتقار وإهانة.

(يقول ماك براد: إن الطفل المدلل دليل آخر على عقدة الحقارة وجذورها تكمن في التربية الخاطئة لمرحلة الطفولة؛ إن الطفل الذي يرى نفسه أمل الوالدين ومصباح حياتهم فإنه عندما يكبر ويصبح رجلا كاملاً، أو أمرأة كاملة، فإنه يريد أن يكون (العزيز) و (شمع الاحتفال) بالنسبة للجميع. وعندما يجد مثل هذا الشخص أنه قد أهمل، تضطرب حالته النفسية ويختل اتزانه الفكري، فهو إما يقدم على الإنتحار، أو يسيء إلى الآخرين. إن عقدة الحقارة إذا ظهرت بهذه الصورة لدى الأشخاص، فإنها ستكون عندئذ من المصائب الكبيرة في المجتمع) (1).

عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: (شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط) (2).

يشير الحديث الشريف (أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم) إلى موضوعين؛ الأول: هو أن يكرم المسلمون أولادهم ويحترموهم، الثاني: هو أن يؤدبوهم بالآداب والملكات الحسنة. إننا نعلم أن (حب الذات) هو من الصفات المذمومة، والملكات غير الحسنة، والمهينة، والأشخاص المغرورون هم موضع كره ونفور الناس. ومصدر هذه الصفة الذميمة، هو المحبة المفرطة والتكريم الذي يتجاوز الحد في فترة الطفولة. ويمكن القول إن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يدعو المسلمين في الجملة الأولى من الحديث إلى وجوب احترام شخصية الأبناء، وفي الجملة الثانية يحذر من الإفراط في التكريم والمحبة، حيث يؤدي ذلك إلى (حب الذات) لدى الأبناء، وهو ما يخالف الأدب الإنساني.

الإفراط في التكريم وضياع الأبناء:

إن الوالدين الجاهلين بإفراطهم في تكريم ومحبة الطفل يسببان ضياعه ويجعلانه يخطئ في حسابات نفسه، ويبتعد عن الواقع. إن مثل هؤلاء الآباء والأمهات يجعلون من أبنائهم، بأسلوبهم الخاطئ، عناصر مغرورة تتوقع الكثير، وفي الحقيقة يقومون بأكبر الأعمال العدوانية بحقهم باسم (المحبة)، ويجعلونهم تعساء، ذوي مستقبل مظلم. ومثل هؤلاء الأطفال عندما يبلغون سن الشباب، إذا لم يصلحوا أنفسهم، واستمروا بغرورهم، ودخلوا المجتمع بهذه الصفات فإنهم لا يستطيعون مخالطة الناس والانسجام معهم. ولتوضيح هذا الموضوع نشير إلى نموذج من التصرفات الدالة على إفراط الوالدين وأعضاء العائلة في محبة الطفل، التي تؤدي إلى (حب الذات) لديه:

في البداية عندما يبدأ الطفل بالكلام فإنه يسعى يائساً إلى بيان ما يهدف إليه بكلمات وجمل غير مفهومة، وبفعل التمرين والتكرار ينطلق لسانه ويبين مقاصده بوضوح.

إن ردود الفعل الصحيحة والخاطئة للوالدين ومن حول الطفل، مقابل تكلم الطفل، لها دور مؤثر في بناء شخصيته وأخلاقه، وبإمكانها أن تؤثر تأثيراً إيجابياً أو سلبياً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ عقدة الحقارة، ص 27.

2ـ تاريخ اليعقوبي، ج 3، ص 53. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.