أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2022
2119
التاريخ: 7-12-2019
2377
التاريخ: 2024-11-17
208
التاريخ: 2023-05-10
1007
|
أن الإفراط في تكريم الطفل، يكون كعدم احترامه، ويبعث على سوء التربية وسوء الأخلاق، فالطفل إذا لاقى محبة زائدة وإفراطاً في الإحترام والتكريم، ينشأ مغروراً ويتوقع الكثير. ومثل هذا الطفل يصبح بلاءاً على أعضاء العائلة، ويجعل حياة الوالدين وبقية أفراد العائلة جحيماً لا يطاق. كما أنه يصبح في مرحلة الشباب والرجولة عنصراً تعساً في المجتمع. فهو نتيجة الدلال وغروره يتوقع أن تقوم نساء ورجال المجتمع بتقديم الإحترام إليه، كوالديه الجاهلين، وينفذون أوامره مطيعين دون سؤال وجواب، وهو لا يدري أن المجتمع ليس فقط لا يهتم بتوقعاته، بل على العكس يخالفها، إذ يطرد كل عنصر مغرور باحتقار وإهانة.
(يقول ماك براد: إن الطفل المدلل دليل آخر على عقدة الحقارة وجذورها تكمن في التربية الخاطئة لمرحلة الطفولة؛ إن الطفل الذي يرى نفسه أمل الوالدين ومصباح حياتهم فإنه عندما يكبر ويصبح رجلا كاملاً، أو أمرأة كاملة، فإنه يريد أن يكون (العزيز) و (شمع الاحتفال) بالنسبة للجميع. وعندما يجد مثل هذا الشخص أنه قد أهمل، تضطرب حالته النفسية ويختل اتزانه الفكري، فهو إما يقدم على الإنتحار، أو يسيء إلى الآخرين. إن عقدة الحقارة إذا ظهرت بهذه الصورة لدى الأشخاص، فإنها ستكون عندئذ من المصائب الكبيرة في المجتمع) (1).
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال: (شر الآباء من دعاه البر إلى الإفراط) (2).
يشير الحديث الشريف (أكرموا أولادكم، وأحسنوا آدابهم) إلى موضوعين؛ الأول: هو أن يكرم المسلمون أولادهم ويحترموهم، الثاني: هو أن يؤدبوهم بالآداب والملكات الحسنة. إننا نعلم أن (حب الذات) هو من الصفات المذمومة، والملكات غير الحسنة، والمهينة، والأشخاص المغرورون هم موضع كره ونفور الناس. ومصدر هذه الصفة الذميمة، هو المحبة المفرطة والتكريم الذي يتجاوز الحد في فترة الطفولة. ويمكن القول إن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يدعو المسلمين في الجملة الأولى من الحديث إلى وجوب احترام شخصية الأبناء، وفي الجملة الثانية يحذر من الإفراط في التكريم والمحبة، حيث يؤدي ذلك إلى (حب الذات) لدى الأبناء، وهو ما يخالف الأدب الإنساني.
الإفراط في التكريم وضياع الأبناء:
إن الوالدين الجاهلين بإفراطهم في تكريم ومحبة الطفل يسببان ضياعه ويجعلانه يخطئ في حسابات نفسه، ويبتعد عن الواقع. إن مثل هؤلاء الآباء والأمهات يجعلون من أبنائهم، بأسلوبهم الخاطئ، عناصر مغرورة تتوقع الكثير، وفي الحقيقة يقومون بأكبر الأعمال العدوانية بحقهم باسم (المحبة)، ويجعلونهم تعساء، ذوي مستقبل مظلم. ومثل هؤلاء الأطفال عندما يبلغون سن الشباب، إذا لم يصلحوا أنفسهم، واستمروا بغرورهم، ودخلوا المجتمع بهذه الصفات فإنهم لا يستطيعون مخالطة الناس والانسجام معهم. ولتوضيح هذا الموضوع نشير إلى نموذج من التصرفات الدالة على إفراط الوالدين وأعضاء العائلة في محبة الطفل، التي تؤدي إلى (حب الذات) لديه:
في البداية عندما يبدأ الطفل بالكلام فإنه يسعى يائساً إلى بيان ما يهدف إليه بكلمات وجمل غير مفهومة، وبفعل التمرين والتكرار ينطلق لسانه ويبين مقاصده بوضوح.
إن ردود الفعل الصحيحة والخاطئة للوالدين ومن حول الطفل، مقابل تكلم الطفل، لها دور مؤثر في بناء شخصيته وأخلاقه، وبإمكانها أن تؤثر تأثيراً إيجابياً أو سلبياً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ عقدة الحقارة، ص 27.
2ـ تاريخ اليعقوبي، ج 3، ص 53.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|