أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2016
![]()
التاريخ: 12-1-2017
![]()
التاريخ: 20-11-2016
![]() ![]() ![]()
التاريخ: 16-1-2019
![]() |
[نص الشبهة]:
ان تشريع الحكم من الله عز و جل لا بد و أن يكون على طبق مصلحة تقتضيه ، لأن الحكم بلا مصلحة ضرب من ضروب العبث، و ذلك مما يتنافى مع حكمة الحكيم المطلق. وعلى هذا يكون رفع الحكم الثابت ذي المصلحة منافيا للحكمة، لأن في رفعه تفويتا لتلك المصلحة على العباد، الا أن يكون قد اتضح للمشرع بعد التشريع ان الحكم بلا مصلحة، فيرفعه. و هذا معناه نسبة الجهل الى الله اذ شرع شيئا كان يعتقد فيه المصلحة ثم ظهر خلافه. و لما كان نتيجة القول بالنسخ هو عدم حكمة الناسخ أو جهله بوجه الحكمة- و كلاهما مستحيل في حقه تعالى- كان النسخ مستحيل الوقوع .
[جواب الشبهة]:
حاول اليهود- للإبقاء على شرعية رسالتهم واستمرارها- أن ينفوا فكرة النسخ ووقوعه (1)، بزعم ان القول به مساوق للقول بجهل الله تعالى وعدم حكمته، و كان دليل شبهتهم هذه .
وخلاصة الرد على هذه الشبهة : ان الاحكام الشرعية منوطة ومرتبطة بالمصالح، والمصالح كثيرا ما تتغير بتغير العصور وتختلف باختلاف اجيال المكلفين، وربما كان في الحكم المعين مصلحة لقوم في زمان ما فأمر به، ثم كان الحكم نفسه بلا مصلحة لقوم آخرين أو في زمن ثان فنهى عنه.
هذا مضافا الى ان العقل البشري في تطور مستمر، و الشرائع السماوية - كما نعلم - قد تدرجت في مسايرة هذا العقل على حسب تدرجه في النمو والتطور، شأنها في ذلك شأن المعلومات التي نزود الطفل بها على ضوء قابلياته الذهنية والعقلية، ثم نتدرج فيها شيئا فشيئا حتى نصل بها عند تمام نضجه الذهني الى أعقد النظريات و الافكار.
وهكذا الحال في الشرائع السماوية التي جاءت في كل زمن ولكل قوم بما يلائم مصالح الزمن و القوم ويتمشى مع درجة النضج الفكري لذلك العصر واهله، حتى بلغت ذروتها في الشريعة الاسلامية التي اختارها الله لتكون شريعة الانسان و هو في اوج تقدمه الحضاري ونموه العقلي، وليس معنى ذلك هو الجهل بالمصلحة او انكشاف شيء لم يكن معلوما من قبل.
ثم ان التوراة- بالذات- قد حملت شواهد كثيرة على وقوع النسخ، كذكرها إباحة الجمع بين الاختين في شريعة آدم وتحريم ذلك في شريعة موسى، وكإباحة تأخير الختان الى وقت الكبر في شرع نوح و تحريمه في شرع موسى، الى كثير من امثال ذلك.
واذن فلا يصح القول باستحالة النسخ و ليس له أي دليل يركن إليه، و ان ما زعمه اليهود في ذلك مردود بشهادة التوراة بعد شهادة العقل {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى } [البقرة: 120] {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
____________________
(1) المنخول للغزالي: 288- 289.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
سماحة السيد الصافي يؤكد ضرورة تعريف المجتمعات بأهمية مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية
|
|
|