المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Insulin Structure
19-11-2021
تقدير السكريات السداسية المرتبطة بالبروتين
2024-08-26
حالات تصرفات الأصحاء التي لها حكم التصرفات في مرض الموت
28-5-2017
مصادر الحصول على الأخبار- وكالات الأنباء
6/11/2022
طاقة الشمس
14-4-2016
ما هي السعادة ؟
7-7-2019


لا يجوز الجمع بين الصلاتين وتبطل به الصلاة  
  
2282   09:57 صباحاً   التاريخ: 12-1-2017
المؤلف : ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الشيعة (شبهات وردود)
الجزء والصفحة : ص 127 - 138
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الفقه /

[جواب الشبهة] :

...الكلام في المقام هو: هل الفصل بين الصلوات الخمس في الأوقات الخمسة حكم إلزامي، وبدونه تكون الصلاة باطلة؟ كما هو الحال في الصلاة قبل الوقت، أو أنّه يمكن أن يأتي بالصلاة في ثلاثة أوقات بأن تؤدى صلاة الظهر مع العصر وكذلك صلاة المغرب مع العشاء أيضاً.

اتفق علماء الشيعة أتباع مذهب أهل البيت(عليهم السلام) على جواز أداء الصلاة في ثلاثة أوقات، مع أفضلية إتيانها في أوقاتها الخمسة.

ولكن فقهاء أهل السنّة أوجبوا إتيان الصلاة في أوقاتها الخمسة غالباً إلاّ عدّة قليلة، وأجازوا الجمع بين صلاة الظهر والعصر في يوم عرفة، والجمع بين المغرب والعشاء ليلة عيد الأضحى في المشعر الحرام فقط، وكثير منهم أيضاً أجاز الجمع في السفر أو في الأيّام الممطرة التي يصعب فيها التردد على المسجد لأداء الخمسة، إلاّ أنّهم أجازوا ورخصوا في أدائها في ثلاثة أوقات، وهي تعتبر عطية إلهيّة لتسهيل أمر الصلاة والتوسعة على الناس، ويرون أنّها تنسجم مع روح الإسلام، فالشريعة سمحة سهلة.

والتجربة تثبت بأنّ التأكيد على أداء الصلوات في أوقاتها الخمسة قد يؤدّي إلى نسيان أصل الصلاة، وترك الصلاة من قبل بعض الناس.

[ثم انه] لماذا أجاز الإسلام الجمع بين صلاة الظهر والعصر في يوم عرفة، وصلاة المغرب والعشاء ليلة عيد الأضحى؟

لماذا يرون الجمع جائزاً بين الصلاتين في السفر، أو في اليوم الممطر بناءً على الروايات النبوية؟ لا شك في أنّه للتسهيل على الأمّة.

هذا التسهيل يوجب جواز الجمع بين الصلاتين عند الإضطرار أيضاً سواء كان في الماضي أو في الحال الحاضر.

لقد تغيرت حياة الناس في هذا العصر، والوضع الفعلي لا يساعد على أداء الصلوات في الأوقات الخمسة لوجود الكثير من العمال في المصانع والموظفين في الدوائر والطلاب والجامعيين في الصفوف; لأنّ العمل صعب ومعقد كثيراً.

إنّ العمل على وفق الروايات ـ المنقولة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وتأكيد أئمّة الشيعة (عليهم السلام) على ذلك ـ التي تجيز للناس الجمع بين الصلاتين سيؤدّي إلى التوسعة عليهم في أداء الصلاة، مما يزيد في عدد المصلين وإقبالهم على أدائها وإلاّ سيؤدي ذلك إلى ترك الصلاة بشكل أكثر، وسيرتفع عدد تاركي الصلاة، ولعل هذا ما يفسّر ترك الكثير من شباب أهل السنّة الصلاة كما يقولون، بخلاف ما عليه الحال في صفوف شباب الشيعة فالنسبة فيهم أقلّ.

والحق: إنّ مقتضى «وبُعِثْتُ بالشَّرِيعَةِ السّمْحَةِ السَّهلَةِ» ومقتضى الروايات المتعددة التي نقلت عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنّه في الوقت الذي يؤكد فيه على فضيلة الصلاة في الأوقات الخمسة، بل وفضلها جماعة، أجاز للناس أن يؤدوا صلاتهم في الأوقات الثلاثة، حتى وإن كانت على شكل فرادى، لتحول دون ترك الناس للصلاة بسبب مشاكل الحياة.

والآن نعود للقرآن المجيد ولروايات رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمعصومين (عليهم السلام) لتحقيق المسألة بدون تطرف، ومبتعدين عن التعصب.

روايات الجمع بين الصلاتين :

ذكرت المصادر المعروفة مثل صحيح مسلم، صحيح البخاري، سنن الترمذي، موطأ مالك، مسند أحمد، سنن النسائي، مصنف عبد الرزاق، ومصادر أخرى وكلها من المصادر المشهورة والمعروفة لدى أهل السنّة ذكرت ثلاثين رواية تقريباً حول الجمع بين صلاتي الظهر والعصر أو المغرب والعشاء بدون عذر كالسفر أو المطر أو خوف الضرر. وتعود هذه الروايات في الأصل إلى خمسة رواة وهم:

1. ابن عباس.

2. جابر بن عبدالله الأنصاري.

3. أبو أيوب الأنصاري.

4. عبدالله بن عمر.

5. أبو هريرة.

وسنعرض للقارئ المحترم مجموعة من تلك الروايات فيما يلي:

1. حدثنا أبو الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «صلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر، قال أبو الزبير: فسألت سعيداً: لم فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني فقال: أراد ان لا يحرج أحداً من أمّته»(1) أي: لا يريد أن يشقّ على أمّته.

2. نقرأ في حديث آخر عن ابن عباس: «جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة في غير خوف ولا مطر».

وجاء في ذيل الرواية: وسئل ابن عباس: ما مقصود النبي (صلى الله عليه وآله) من هذا العمل؟ فأجاب: «أراد أن لا يحرج »(2) أي: لا يشقّ على أمّته.

3. يقول عبدالله بن شقيق: «خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر حتى غربت الشمس وبدت النجوم وجعل الناس يقولون الصلاة الصلاة!»

قال: فجاءه رجل من بنى تميم لا يفتر ولا ينثني الصلاة الصلاة، فقال ابن عباس: أتعلمني بالسنّة، لا أمّ لك، ثم قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، قال عبد الله بن شقيق: فحاك في صدري من ذلك شيء، فأتيت أبا هريرة فسألته: فصدّق مقالته»(3).

4. حدثنا جابر بن زيد عن ابن عباس قال: «صلى النبي(صلى الله عليه وآله) سبعاً جميعاً وثمانياً جميعاً»(4)، إشارة إلى الجمع بين صلاة المغرب والعشاء وصلاة الظهر والعصر.

5. حدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: «جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله)بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر، قال: فقيل لابن عباس: ما أراد بذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمّته»(5).

6. نقل أحمد بن حنبل قريباً منه في مسنده(6).

7. نقل مالك، الإمام المعروف لدى أهل السنّة في كتابه «الموطأ» حديثاً عن ابن عباس أنّه: «صلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر»(7).

8. جاء في كتاب «مصنف عبد الرزاق» عن عمر بن شعيب قال، قال عبدالله: «جمع لنا رسول الله، مقيماً غير مسافرين بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فقال رجل لابن عمر: لم تر النبي (صلى الله عليه وآله) فعل ذلك؟ قال: لأنّ لا يحرج أمّته إن جمع رجل»(8).

9. حدثنا جابر بن عبدالله قال: «جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة للرخص من غير خوف ولا علة»(9).

10. يقول أبو هريرة أيضاً: «جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بين الصلاتين في المدينة من غير خوف»(10).

11. ينقل عبد الله بن مسعود أيضاً: «جمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين الأولى والعصر، وبين المغرب والعشاء، فقيل له، فقال: صنعته لئلا تكون أمتي في حرج»(11). وأحاديث أخرى.

وهنا يطرح سؤالان:

1. خلاصة الروايات السابقة :

تؤكد جميع الأحاديث التي ذكرناها وهي من المصادر المعروفة ومن كتب الدرجة الأولى لدى أهل السنّة، وأسانيدها تنتهي إلى مجموعة من كبار الصحابة، على نقطتين:

النقطة الأولى: إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين من دون أن يكون هناك أي وضع خاص، مثل السفر، أو الخوف، أو وجود عدو.

النقطة الثانية: إنّ الهدف كان هو التوسعة على الأمّة ورفع الحرج والعسر.

فهل هذا يتناسب مع الإشكالات الواهية، والقول إنّ هذا الجمع خاص بالحالات الاضطرارية؟ فلماذا تغلقون أعينكم أمام هذه الحقائق، وتقدّمون آراءكم غير المحقّقة على كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصريح؟

الله سبحانه وتعالى ورسوله قد عفوا وأصفحا، ولكن هناك مجموعة متعصبة من الأمة لا تعفو ولا تصفح، لماذا؟

لماذا لا نفسح المجال للشاب المسلم أن يؤدي أهمّ وظيفة إسلاميّة وهي الصلاة اليوميّة، مهما كانت حالته، وفي أي مكان كان، سواء في البلاد الإسلاميّة أم في خارجها، في الجامعة كان أم في الدوائر أم في المصانع؟

نحن نعتقد بأنّ الإسلام صالح للتطبيق في جميع الأزمنة، وفي جميع الأماكن حتى نهاية العالم.

ومن المتيقن أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد لاحظ بنظره الثاقب أوضاع جميع المسلمين في العالم على مرّ العصور، فلو أراد أن يقيد الجميع بأداء الصلاة في الأوقات الخمسة، لأصبحت هناك مجموعة من تاركي الصلاة، وهذا ما نراه اليوم، ولأجل هذا منّ على أمّته ووسّع عليها، حتى تستطيع أن تؤدي الصلوات اليومية دائماً، وبشكل مريح في كل زمان ومكان.

يقول القرآن الكريم: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج)( الحج، الآية 78).

2. القرآن وأوقات الصلاة الثلاثة :

ومن الأمور المحيرة في هذه المسألة هي: أن القرآن المجيد عند الحديث عن أوقات الصلاة ذكر ثلاثة أوقات فقط للصلوات اليوميّة، والعجيب في الأمر لماذا تصر مجموعة من هؤلاء الإخوة على وجوب الأوقات الخمسة؟ نحن لا ننكر فضيلة الأوقات الخمسة، فنحن نراعي الأوقات الخمسة إذا حالفنا التوفيق، ولكن المشكلة في وجوبها!!

وإليك الآيات التي تتحدث عن أوقات الصلاة:

الآية الأولى: في سورة هود: (وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ)( هود، الآية 114)، يشير التعبير «طرفي النهار» إلى صلاة الصبح التي تقام في أول النهار، وإلى صلاة الظهر والعصر والتي يمتد وقتها إلى الغروب.

وبعبارة أخرى: أنّه يستفاد من الآية بوضوح أنّ وقت صلاة الظهر والعصر يمتد إلى غروب الشمس.

أمّا عبارة «زلفاً من الليل» فمع الإلتفات إلى ما قاله الراغب في كتابه «المفردات» و «مختار الصحاح» فإنّ كلمة «زلف» جمع «زلفة» وهي تعني القسم الأول من الليل، إشارة إلى وقت المغرب والعشاء.

فإذا كان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يؤدي الصلاة عادة في الأوقات الخمسة فلمراعاة وقت الفضيلة، وهذا ما نعتقد به جميعاً، فلماذا نلجأ إلى التأويلات ولا نلاحظ ظاهر الآية؟!

الآية الثانية: في سورة الإسراء: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)( الإسراء، الآية 78).

«الدلوك» يعني الميل، وهنا يشير إلى ميلان الشمس عن خط نصف النهار، أي زوال الظهر.

«غسق الليل» يعني ظلام الليل، وبعضهم فسّره بأوائل الليل، وبعضهم فسّره بنصف الليل، لأنّ ما قاله الراغب في «المفردات» يعني شدّة الظلام وهو نفسه نصف الليل.

فالنتيجة: إنّ «دلوك الشمس» إشارة إلى بداية وقت صلاة الظهر، و«غسق الليل» إشارة إلى نهاية وقت صلاة المغرب والعشاء، و«قرآن الفجر» إشارة إلى صلاة الصبح.

وعلى كل حال فالآية الشريفة بيّنت ثلاثة أوقات للصلاة اليوميّة وليس خمسة أوقات، وهذا دليل على جواز الأوقات الثلاثة.

لدى الفخر الرازي بيان جميل عند تفسيره للآية حيث يقول: «إن فسّرنا الغسق بظهور أول الظلمة ـ وحكاه عن ابن عباس وعطا والنضر بن شميل ـ كان الغسق عبارة عن أول المغرب، وعلى هذا التقدير يكون المذكور في الآية ثلاثة أوقات، وقت الزوال ووقت أول المغرب ووقت الفجر، وهذا يقتضي أن يكون الزوال وقتاً للظهر والعصر، فيكون هذا الوقت مشتركاً بين الصلاتين، وأن يكون أول المغرب وقتاً للمغرب والعشاء، فيكون هذا الوقت مشتركاً أيضاً بين هاتين الصلاتين، فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء مطلقاً»(12).

ونلاحظ أنّ الفخر الرازي قد طوى البحث إلى هنا بشكل جيد، وفهم معنى الآية بشكل صحيح وبينه بصورة واضحة، ولكنه بعد ذلك يقول: «وبما أنّ لدينا دليلا على عدم جواز الجمع بين الصلاتين إلاّ في عذر أو سفر»(13).

ويجب أن نذكر أنّه ليس فقط لا يوجد لدينا دليل على الإختصاص بحال العذر، بل لدينا روايات متعددة ـ وقد أشرنا سابقاً إليها ـ تفيد أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في بعض الأوقات يجمع بين صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء، بدون عذر وبدون سفر، حتى يوسع على أمّته، وتستفيد الأمّة من هذه الرخصة، إضافة إلى أنّه كيف يتم تحديد إطلاق الآية بمصاديق محدودة جدّاً، مع أن تخصيص الأكثر قبيح في علم الأصول.

وعلى كل حال فلا يمكن رفع اليد عن المعنى الواضح للآية في بيان الأوقات الثلاثة.

ونستنتج من المقالة التي ذكرناها ما يلي:

1. إنّ القرآن أجاز وببيان واضح أداء الصلوات الخمس في الأوقات الثلاثة.

2. أشارت الروايات الإسلاميّة من كتب الفريقين إلى أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد جمع بين الصلاتين عدّة مرّات، من دون أن يكون في سفر أو أي عذر آخر، وهذا يعتبر رخصة للمسلمين حتى لا يقعوا في الحرج.

3. مع أنّ الصلاة في الأوقات الخمسة تعد فضيلة، ولكن الإصرار على الفضيلة في مقابل الرخصة، سيؤدي بالكثير من الناس ـ وخصوصاً جيل الشباب ـ إلى إهمال الصلاة، ويتحمل هذه المسؤولية أولئك المخالفون للرخصة. لا أقل على علماء أهل السنّة أن يدعوا شبابهم تلاحظ صياغة الجملة يعملون على وفق فتوانا نحن أتباع أهل البيت(عليهم السلام)، كما أجاز العالم الكبير شيخ الأزهر «الشيخ محمود شلتوت» العمل بفتوى المذهب الجعفري.

نؤكد مجدداً على أنّه لابدّ من القبول بأنه من الصعب جدّاً في عصرنا الحاضر أداء الصلوات في الأوقات الخمسة بالنسبة للكثير من العمّال والموظفين والطلاب والجامعيين والفئات الأخرى، ألا يجب أن نستفيد من رخصة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي اقترحها لهذه الأيّام، حتى لا يشجع الشبّان والفئات الأخرى على ترك الصلاة؟

فهل يصح الإصرار على السنّة في مقابل ترك الفريضة؟

__________________

1. صحيح مسلم، ج 2، ص 151 .

2. نفس المصدر، ص 152 .

3. صحيح مسلم، ج 2، ص 151 .

4. صحيح البخاري، ج 1، ص 140، باب وقت المغرب.

5. سنن الترمذي، ج 1، ص 121، ح 187 .

6. مسند أحمد، ج 1، ص 223.

7. موطأ مالك، ج 1، ص 144 .

8. مصنف عبدالرزاق، ج 1، ص 556 .

9. معانى الآثار، ج 1، ص 161 .

10. مسند البزاز، ج 1، ص 283 .

11. المعجم الكبير للطبراني، ج 10، ص 219، ح 10525 .

12. التفسير الكبير للفخر الرازي، ج 21، ص 27 .

13. نفس المصدر .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.