أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2017
1458
التاريخ: 26-10-2016
1790
التاريخ: 13-1-2017
1610
التاريخ: 24-10-2016
1224
|
توفي شمشي-ادد وهو في عنفوان قوته العسكرية وسعة سلطانه، واعتبرت حادثة وفاته عام 1781 ق.م من الاحداث المهمة التي أرخت فيها السنون حتى في مملكة اشنونا(1). وقد تقلصت امبراطورية شمشي-ادد الواسعة بعد وفاته بالسرعة نفسها تقريباً التي ظهرت فيها الى الوجود، وكان خليفته على العرش الاشوري ابنه الأكبر اشمي-داجان حاكم ايكالاتي في حياة ابيه(2).
حكم هذا الملك مدة طويلة من الزمن امتدت حوالي اربعين عاماً (1780-1741 ق.م)، في حين بقي اخيه يسمح-ادد حاكماً على ماري وقدم له اشمي-داجان عهداً بانه سيقدم له الحماية والعون وان مركزه في الحكم لن يتغير(3)، وفعلاً لعب اشمي-داجان دوراً بارزاً عند تعرض ماري لهجوم عليها من قبل ايبا لبيل ملك اشنونا الذي استغل فرصة اضطراب الاوضاع بعد وفاة شمشي-ادد طامعاً في توسيع رقعة نفوذه ودخل مدينة كرانا في عهد حاكمها سامو-ادو(4)، ولكن اشمي- داجان استطاع ان ينقذ ماري من اعتداء اشنونا حيث كانت قوة الاشوريين كافية للجم طموحاتها(5)، وتشير النصوص الى ان دفاع اشمي-داجان عن ماري ضد اشنونا لم يكن لأول مرة فقد كان قائد للجيش الاشوري في عهد والده الذي ارسل جيشاً لردع اشنونا التي هددت ماري وبعض المناطق التي تحت سيطرتها في ارض الجزيرة حيث استطاع ان يسجل انتصاراً على جيش اشنونا(6).
لقد ساعدت الاوضاع الجديدة التي كانت تمر بها بلاد آشور عقب وفاة شمشي-ادد في تهيئة الفرصة لزمري-لم ابن يخدن- لم الوريث الشرعي لعرش ماري لأستعادة عرشه الذي كان شمشي- ادد قد استولى عليه(7) حيث انتهى حكم يسمح-ادد في ماري، بينما تقلص نفوذ اشمي-داجان واقتصر على اراضي بلاد اشور الأصلية فقط(8). وكان امراً طبيعياً بعد هذا ان تكون العلاقات سيئة بين زمري-لم واشمي-داجان فتشير النصوص الى ان الطرفين قد التقيا في معركة جرت في اعالي بين النهرين وكان يقود الجيش الاشوري (موت-اشكر)(Mut-Asqur) ابن اشمي- داجان، ولكن قوات زمري-لم اجبرت القوات الاشورية على الانسحاب(9). ومن ثم دخلت ماري بحلف جمع كل من يمخد وبابل واشنونا، وكان لهذه الاطراف هدف واحد هو الحد من القوة الاشورية، الا ان اشنونا سرعان ما انسحبت من هذا الحلف لتنضم مع بلاد عيلام في حلف كانت غايته السيطرة على الطرق التجارية(10).
وتخبرنا النصوص التأريخية بان اشمي- داجان بقي يتمتع بعلاقات طيبة مع بعض المدن السورية ومنها ترقا حيث عقد معها معاهدة توجت بزواج ابنه (موت- اشكر) من ابنة حاكم ترقا (زازية)، تلك المعاهدة التي هدفها حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق(11).
ومع تعاظم قوة حمورابي واصراره على تحقيق طموحاته في اقامة حكم مركزي يشمل عموم ارجاء بلاد الرافدين فقد اضطرته تلك الطموحات الى مهاجمة بلاد اشور(12) التي كانت تعقد احلاف ومعاهدات مع مدن مجاورة ضده فقام بدخولها وضم اشهر مدنها وهي نينوى واشور في سنة حكمه التاسعة والثلاثين(13).
وبهذا فقد انتهى عهد شمشي- ادد الاول وابنيه لتدخل بلاد اشور في عهد مظلم(14) لا تتجاوز معلوماتنا عن الوضع السياسي فيه سوى اسماء بعض الملوك والحكام الذين تتابعوا على العرش الاشوري كما ذكرت ذلك جداول الملوك الاشوريين، وظل الوضع مرتبكاً وغامضاً حتى بداية حكم بوزور- اشور الثالث (1521-1498ق.م) الذي عُدَّ عهده بداية للعصر الاشوري الوسيط (15).
_________
(1) باقر، طه وآخرون، تاريخ العراق القديم، ج1، ص 215.
(2) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 62.
(3) رو، جورج، العراق القديم، ص 269.
(4) Dalley, S., S., Mari and Karana, P. 36.
(5) Kupper, J. R., Northern Mesopotamia…... P. 17.
(6) Beitzel, B. J., IRAQ, vol 36, 1984, p.37.
(7) Baqir, T., “Date fomulae and Date List from Harmal”. Sumer, vol 5, 1949, P. 43-44.
(8) ادزارد، اوتو، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص 195.
(9) Beitzel, B. J., IRAQ, vol 36, 1984, P. 36.
(10) Muun-Rankin, J. M., IRAQ, 18, 1956 P. 74-76.
(11) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج2، ص 242.
(12) اسماعيل، شعلان كامل، العلاقات الدولية في العصور القديمة، ص 30.
(13) الأعظمي، محمد طه، حمورابي، ص 80.
(14) ساكز، هاري، قوة آشور، ص 62.
(15) باقر، طه، وآخرون، العراق القديم، ج1، ص 216.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|