أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016
5289
التاريخ: 20-10-2015
3387
التاريخ: 2-4-2016
3617
التاريخ: 2-4-2016
4523
|
كان (عليه السلام) إذا ختم القرآن الكريم يدعو اللّه مبتهجا بهذا الدعاء الشريف : اللّهم إنك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نورا و جعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته و فضلته على كل حديث قصصته و فرقانا فرقت به بين حلالك و حرامك و قرآنا اعربت به عن شرائع أحكامك و كتابا فصلته لعبادك تفصيلا و وحيا أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه و آله تنزيلا و جعلته نورا نهتدي من ظلم الضلالة و الجهالة باتباعه و شفاء لمن انصت بفهم التصديق إلى استماعه و ميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه و نور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه و علم نجاة لا يضل من أمّ قصد سنته و لا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته , اللّهم فإذا أفدتنا المعونة على تلاوته و سهلت جواسي السنتنا بحسن عبادته فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته و يدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته و يفزع إلى الاقرار بمتشابهة و موضحات بيناته اللهم إنك أنزلته على نبيك محمد (صلى اللّه عليه و آله) و سلم و ألهمته علم عجائبه مكملا و ورثتنا علمه مفسرا و فضلتنا على من جهل علمه و قويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله , اللّهم فكما جعلت قلوبنا له حملة و عرفتنا برحمتك شرفه و فضله فصل على محمد الخطيب به و على آله الخزان له و اجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه و لا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه .
أما القرآن الكريم فهو معجزة الاسلام الكبرى و قد تحدث سليل النبوة في هذا المقطع عن بعض معالمه و أنواره و هي:
1- إن اللّه تعالى أنزل القرآن الكريم نورا يهدي به الضال و يرشد به الحائر و يوضح به القصد.
2- إن اللّه تعالى جعل القرآن الحكيم مهيمنا و مشرفا على جميع كتبه التي أنزلها على أنبيائه فهو يكشف عما حدث فيها من التغيير و التبديل و التحريف من قبل المنحرفين و دعاة الضلال.
3- إن اللّه تعالى فضل كتابه العزيز على كل حديث عرض فيه لقصص الأنبياء و شؤونهم فقد تناول الذكر الحكيم بصورة موضوعية و شاملة أحوالهم و شؤونهم و اقتباس العبر منهم.
4- إن القرآن الكريم كان منهجا و دستورا عاما للحياة فقد فرق بين الحلال و الحرام و أعرب عن شرائع الأحكام و فصل جميع ما يحتاجه الناس تفصيلا واضحا لا لبس فيه و لا غموض.
5- إن اللّه تعالى جعل كتابه الحكيم نورا يهتدى به من ظلم الضلالة و عماية الجهالة كما جعله شفاء من الأمراض و العاهات النفسية و ذلك لمن آمن و صدق به.
6- إن الذكر الحكيم ميزان عدل و قسط ليس فيه ميل عن الحق و لا اتباع لهوى و إن من تمسك و اعتصم به فقد سلك الطريق القويم الذي لا التواء فيه و نجا من الهلاك.
7- و طلب الإمام (عليه السلام) من اللّه أن يتفضل عليه برعاية كتابه و التسليم لمحكم آياته و الاقرار بمتشابهاته.
8- إن اللّه تعالى قد منح نبيه العظيم فألهمه عجائب ما في القرآن الكريم و علمه تفسيره كما اشاد بأئمة الهدى من عترة النبي (صلى الله عليه واله) الذين رفعهم اللّه و أعلى درجتهم فجعلهم خزنة علمه و الأدلاء على كتابه .
و لنستمع بعد هذا إلى مقطع آخر من هذا الدعاء الشريف : اللّهم صل على محمد و آله و اجعلنا ممن يعتصم بحبله و يأوي من المتشابهات إلى حرز معقله و يسكن في ظل جناحه و يهتدي بضوء صباحه و يقتدي بتبلج أسفاره و لا يلتمس الهدى في غيره اللّهم و كما نصبت به محمدا علما للدلالة عليك و انهجت بآله سبل الرضا إليك فصل على محمد و إله و اجعل القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة و سلما نعرج فيه إلى محل السلامة و سببا نجزى به النجاة في عرصة القيامة و ذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة اللهم صل على محمد و آله و احطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار وهب لنا حسن شمائل الأبرار واقف بنا آثار الذين قاموا لك اناء الليل و أطراف النهار حتى تطهرنا من كل دنس بتطهيره و تقفوا بنا أثار الذين استضاؤوا بنوره و لم يلههم الأمل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره اللّهم صل على محمد و آله و اجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنسا و من نزغات الشيطان و خطرات الوساوس حارسا و لأقدامنا عن نقلها إلى المعاصي حابسا و لألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرسا و لجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجرا و لما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشرا حتى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه و زواجر أمثاله التي ضعفت الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله اللهم صل على محمد و آله و أدم بالقرآن صلاح ظاهرنا و احجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا و اغسل به درن قلوبنا و علائق أوزارنا و اجمع به منتشر امورنا و ارو به في موقف العرض عليك ظمأ هواجرنا و اكسنا به حلل الأمان يوم الفزع الأكبر في نشورنا .
و في هذا المقطع الرائع تضرع الإمام إلى اللّه تعالى طالبا منه أن يجعله من المعتصمين بحبل القرآن الكريم و أن يلجأ إليه في متشابهاته ليكشف له الأمر و يوضح له القصد و أن يستضيء بنوره و لا يلتمس الهدى في غيره كما طلب منه تعالى أن يجعل القرآن الكريم وسيلة يبلغ بها أعلى درجات المقربين و سلما يعرج فيه إلى مواطن السلامة و سببا للنجاة في يوم القيامة و أن يحط به ثقل الذنوب و الأوزار و أن يجعل تلاوته و إمعان النظر في آياته مؤنسا له في ظلم الليالي و أن يحرسه به من وساوس الشيطان الرجيم هذه بعض محتويات هذه الفقرات و لنستمع إلى مقطع آخر من هذا الدعاء الشريف : اللّهم صل على محمد و آله و اجبر بالقرآن خلتنا من عدم الاملاق و سق إلينا به رغد العيش و خصب سعة الأرزاق و جنبنا به الضرائب المذمومة و مداني الاخلاق و اعصمنا به من هوة الكفر و دواعي النفاق حتى يكون لنا في القيامة إلى رضوانك و جنانك قائدا و لنا في الدنيا عن سخطك و تعدي حدودك ذائدا و لما عندك بتحليل حلاله و تحريم حرامه شاهدا , اللّهم صل على محمد و آله و هون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق و جهد الأنين و ترادف الحشارج إذا بلغت النفوس التراقي و قيل من راق و تجلى ملك الموت ليقبضها من حجب الغيوب و رماها عن قوس المنايا باسهم وحشة الفراق و داف لها من زعاف الموت كأسا مسمومة المذاق و دنا منا إلى الآخرة رحيل و انطلاق و صارت الأعمال قلائد في الأعناق و كانت القبور هي المأوى إلى ميقات يوم التلاق , اللّهم صل على محمد و آله و بارك لنا في حلول دار البلى و طول المقامة بين أطباق الثرى و اجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا و افسح لنا برحمتك في ضيق ملاحدنا و لا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات آثامنا و ارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذل مقامنا و ثبت به عند اضطراب جسم جهنم يوم المجاز عليها زلل أقدامنا و نور به قبل البعث سدف قبورنا و نجنا به من كل كرب يوم القيامة و شدائد أهوال يوم الطامة و بيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة و الندامة و اجعل لنا في صدور المؤمنين ودا و لا تجعل الحياة علينا نكدا , اللّهم صل على محمد عبدك و رسولك كما بلغ رسالتك و صدع بأمرك و نصح لعبادك اللّهم اجعل نبينا صلواتك عليه و على آله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلسا و أمكنهم منك شفاعة و أجلهم عندك قدرا و أوجههم عندك جاها اللهم صل على محمد و آل محمد و شرف بنيانه و عظم برهانه و ثقل ميزانه و تقبل شفاعته و قرب وسيلته و بيض وجهه و أتم نوره و ارفع درجته و احينا على سنته و توفنا على ملته و خذ بنا منهاجه و اسلك بنا سبيله و اجعلنا من أهل طاعته و احشرنا في زمرته و أوردنا حوضه و اسقنا بكأسه و صل اللهم على محمد و آله صلاة تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك و فضلك و كرامتك إنك ذو رحمة واسعة و فضل كريم , اللّهم اجزه بما بلغ من رسالتك و أدى من آياتك و نصح لعبادك و جاهد في سبيلك افضل ما جزيت أحدا من ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين المصطفين و السلام عليه و على آله الطيبين الطاهرين و رحمة اللّه و بركاته .
و هكذا ينتهي هذا الدعاء الشريف الذي هو من غرر أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و قد أعرب الإمام (عليه السلام) في هذه الفقرات عن تعظيمه البالغ للقرآن الكريم و قد نعته بأجل الأوصاف و أسمى النعوت إذ ليس أحد يعرف مكانة هذا الكتاب العظيم و يعلم حقيقته و تفسيره سوى أئمة أهل البيت الذين هم خزنة علم النبي (صلى الله عليه واله) و رواة حكمته .
لقد طلب الإمام (عليه السلام) من اللّه تعالى في هذه الفقرات أن يتكرم عليه بخير الدنيا و الآخرة و أن ينعم عليه بالمغفرة و الرضوان إذا انتقل إليه و صار في جواره , كما احتوت هذه الفقرات على تعظيم الرسول (صلى الله عليه واله) باعث الفكر و العلم في الأرض و الدعاء له بمزيد الأجر على جهوده و جهاده في تحرير الانسان و انقاذه من براثن الكفر و الالحاد.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|