المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



دعاؤه عند ختم القرآن  
  
3489   10:52 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص28-32.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-4-2016 5289
التاريخ: 20-10-2015 3387
التاريخ: 2-4-2016 3617
التاريخ: 2-4-2016 4523

كان (عليه السلام) إذا ختم القرآن الكريم يدعو اللّه مبتهجا بهذا الدعاء الشريف : اللّهم إنك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نورا و جعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته و فضلته على كل حديث قصصته و فرقانا فرقت به بين حلالك و حرامك و قرآنا اعربت به عن شرائع أحكامك و كتابا فصلته لعبادك تفصيلا و وحيا أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه و آله تنزيلا و جعلته نورا نهتدي من ظلم الضلالة و الجهالة باتباعه و شفاء لمن انصت بفهم التصديق إلى استماعه و ميزان قسط  لا يحيف‏  عن الحق لسانه و نور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه و علم نجاة لا يضل من أمّ قصد سنته و لا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته , اللّهم فإذا أفدتنا المعونة على تلاوته و سهلت جواسي السنتنا  بحسن عبادته فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته و يدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته و يفزع إلى الاقرار بمتشابهة و موضحات بيناته اللهم إنك أنزلته على نبيك محمد (صلى اللّه عليه و آله) و سلم و ألهمته علم عجائبه مكملا و ورثتنا علمه مفسرا و فضلتنا على من جهل علمه و قويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله , اللّهم فكما جعلت قلوبنا له حملة و عرفتنا برحمتك شرفه و فضله فصل على محمد الخطيب به و على آله الخزان له و اجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه و لا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه  .

أما القرآن الكريم فهو معجزة الاسلام الكبرى و قد تحدث سليل النبوة في هذا المقطع عن بعض معالمه و أنواره و هي:

1- إن اللّه تعالى أنزل القرآن الكريم نورا يهدي به الضال و يرشد به الحائر و يوضح به القصد.

2- إن اللّه تعالى جعل القرآن الحكيم مهيمنا و مشرفا على جميع كتبه التي أنزلها على أنبيائه فهو يكشف عما حدث فيها من التغيير و التبديل و التحريف من قبل المنحرفين و دعاة الضلال.

3- إن اللّه تعالى فضل كتابه العزيز على كل حديث عرض فيه لقصص الأنبياء و شؤونهم فقد تناول الذكر الحكيم بصورة موضوعية و شاملة أحوالهم و شؤونهم و اقتباس العبر منهم.

4- إن القرآن الكريم كان منهجا و دستورا عاما للحياة فقد فرق بين الحلال و الحرام و أعرب عن شرائع الأحكام و فصل جميع ما يحتاجه الناس تفصيلا واضحا لا لبس فيه و لا غموض.

5- إن اللّه تعالى جعل كتابه الحكيم نورا يهتدى به من ظلم الضلالة و عماية الجهالة كما جعله شفاء من الأمراض و العاهات النفسية و ذلك لمن آمن و صدق به.

6- إن الذكر الحكيم ميزان عدل و قسط ليس فيه ميل عن الحق و لا اتباع لهوى و إن من تمسك و اعتصم به فقد سلك الطريق القويم الذي لا التواء فيه و نجا من الهلاك.

7- و طلب الإمام (عليه السلام) من اللّه أن يتفضل عليه برعاية كتابه و التسليم لمحكم آياته و الاقرار بمتشابهاته.

8- إن اللّه تعالى قد منح نبيه العظيم فألهمه عجائب ما في القرآن الكريم و علمه تفسيره كما اشاد بأئمة الهدى من عترة النبي (صلى الله عليه واله) الذين رفعهم اللّه و أعلى درجتهم فجعلهم خزنة علمه و الأدلاء على كتابه .

و لنستمع بعد هذا إلى مقطع آخر من هذا الدعاء الشريف : اللّهم صل على محمد و آله و اجعلنا ممن يعتصم بحبله و يأوي من المتشابهات إلى حرز معقله و يسكن في ظل جناحه و يهتدي بضوء صباحه و يقتدي بتبلج أسفاره و لا يلتمس الهدى في غيره اللّهم و كما نصبت به محمدا علما للدلالة عليك و انهجت بآله سبل الرضا إليك فصل على محمد و إله و اجعل القرآن وسيلة لنا إلى أشرف منازل الكرامة و سلما نعرج فيه إلى محل السلامة و سببا نجزى به النجاة في عرصة القيامة و ذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة اللهم صل على محمد و آله و احطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار وهب لنا حسن شمائل الأبرار واقف بنا آثار الذين قاموا لك اناء الليل و أطراف النهار حتى تطهرنا من كل دنس بتطهيره و تقفوا بنا أثار الذين استضاؤوا بنوره و لم يلههم الأمل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره اللّهم صل على محمد و آله و اجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنسا و من نزغات‏  الشيطان و خطرات الوساوس حارسا و لأقدامنا عن نقلها إلى المعاصي حابسا و لألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرسا و لجوارحنا عن اقتراف الآثام زاجرا و لما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشرا حتى توصل إلى قلوبنا فهم عجائبه و زواجر أمثاله التي ضعفت الجبال الرواسي على صلابتها عن احتماله اللهم صل على محمد و آله و أدم بالقرآن صلاح ظاهرنا و احجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا و اغسل به درن قلوبنا و علائق أوزارنا و اجمع به منتشر امورنا و ارو به في موقف العرض عليك ظمأ هواجرنا و اكسنا به حلل الأمان يوم الفزع الأكبر في نشورنا .

و في هذا المقطع الرائع تضرع الإمام إلى اللّه تعالى طالبا منه أن يجعله من المعتصمين بحبل القرآن الكريم و أن يلجأ إليه في متشابهاته ليكشف له الأمر و يوضح له القصد و أن يستضي‏ء بنوره و لا يلتمس الهدى في غيره كما طلب منه تعالى أن يجعل القرآن الكريم وسيلة يبلغ بها أعلى درجات المقربين و سلما يعرج فيه إلى مواطن السلامة و سببا للنجاة في يوم القيامة و أن يحط به ثقل الذنوب و الأوزار و أن يجعل تلاوته و إمعان النظر في آياته مؤنسا له في ظلم الليالي و أن يحرسه به من وساوس الشيطان الرجيم هذه بعض محتويات هذه الفقرات و لنستمع إلى مقطع آخر من هذا الدعاء الشريف : اللّهم صل على محمد و آله و اجبر بالقرآن خلتنا من عدم الاملاق‏  و سق إلينا به رغد العيش و خصب سعة الأرزاق و جنبنا به الضرائب‏  المذمومة و مداني الاخلاق‏  و اعصمنا به من هوة الكفر و دواعي النفاق حتى يكون لنا في القيامة إلى رضوانك و جنانك قائدا و لنا في الدنيا عن سخطك و تعدي حدودك ذائدا و لما عندك بتحليل حلاله و تحريم حرامه شاهدا , اللّهم صل على محمد و آله و هون بالقرآن عند الموت على أنفسنا كرب السياق‏  و جهد الأنين و ترادف الحشارج‏  إذا بلغت النفوس التراقي‏  و قيل من راق و تجلى ملك الموت ليقبضها من حجب الغيوب و رماها عن قوس المنايا باسهم وحشة الفراق و داف لها من زعاف الموت‏  كأسا مسمومة المذاق و دنا منا إلى الآخرة رحيل و انطلاق و صارت الأعمال قلائد في الأعناق و كانت القبور هي المأوى إلى ميقات يوم التلاق , اللّهم صل على محمد و آله و بارك لنا في حلول دار البلى و طول المقامة بين أطباق الثرى و اجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا و افسح لنا برحمتك في ضيق ملاحدنا و لا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات آثامنا و ارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذل مقامنا و ثبت به عند اضطراب جسم جهنم يوم المجاز عليها زلل أقدامنا و نور به قبل البعث‏ سدف‏  قبورنا و نجنا به من كل كرب يوم القيامة و شدائد أهوال يوم الطامة و بيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة و الندامة و اجعل لنا في صدور المؤمنين ودا و لا تجعل الحياة علينا نكدا , اللّهم صل على محمد عبدك و رسولك كما بلغ رسالتك و صدع بأمرك و نصح لعبادك اللّهم اجعل نبينا صلواتك عليه و على آله يوم القيامة أقرب النبيين منك مجلسا و أمكنهم منك شفاعة و أجلهم عندك قدرا و أوجههم عندك جاها  اللهم صل على محمد و آل محمد و شرف بنيانه‏  و عظم برهانه و ثقل ميزانه و تقبل شفاعته و قرب وسيلته و بيض وجهه و أتم نوره و ارفع درجته و احينا على سنته و توفنا على ملته و خذ بنا منهاجه و اسلك بنا سبيله و اجعلنا من أهل طاعته و احشرنا في زمرته و أوردنا حوضه و اسقنا بكأسه و صل اللهم على محمد و آله صلاة تبلغه بها أفضل ما يأمل من خيرك و فضلك و كرامتك إنك ذو رحمة واسعة و فضل كريم , اللّهم اجزه بما بلغ من رسالتك و أدى من آياتك و نصح لعبادك و جاهد في سبيلك افضل ما جزيت أحدا من ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين المصطفين و السلام عليه و على آله الطيبين الطاهرين و رحمة اللّه و بركاته .

و هكذا ينتهي هذا الدعاء الشريف الذي هو من غرر أدعية أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و قد أعرب الإمام (عليه السلام) في هذه الفقرات عن تعظيمه البالغ للقرآن الكريم و قد نعته بأجل الأوصاف و أسمى النعوت إذ ليس أحد يعرف مكانة هذا الكتاب العظيم و يعلم حقيقته و تفسيره سوى أئمة أهل البيت الذين هم خزنة علم النبي (صلى الله عليه واله) و رواة حكمته .

لقد طلب الإمام (عليه السلام) من اللّه تعالى في هذه الفقرات أن يتكرم عليه بخير الدنيا و الآخرة و أن ينعم عليه بالمغفرة و الرضوان إذا انتقل إليه و صار في جواره , كما احتوت هذه الفقرات على تعظيم الرسول (صلى الله عليه واله) باعث الفكر و العلم في الأرض و الدعاء له بمزيد الأجر على جهوده و جهاده في تحرير الانسان و انقاذه من براثن الكفر و الالحاد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.