أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-6-2021
2053
التاريخ: 2023-04-26
1092
التاريخ: 2023-02-06
1169
التاريخ: 7-8-2020
2271
|
ضد حب المدح و كراهة الذم : إما كراهة المدح و حب الذم ، أو مساواتهما عنده بحيث لا تسره المدحة و لا تغمه المذمة , وقد تقدم بعض الأخبار الدالة على ذم من لم يتصف بالحالة الأولى. وهي و إن كانت نادرة الوجود ، إذ ما أقل على بسيط الأرض - (لا) سيما في هذه الاعصار- من تستوى عنده المدحة و المذمة ، فضلا عمن يكره المدح و يسر بالذم ، إلا أن تحصيلها ممكن إذ كل من عرف أن المدح مضر بدينه وقاصم لظهره فلا بد أن يكرهه و يبغض المادح ، لو كان عاقلا مشفقا على نفسه , وكذا من عرف أن الذام له يرشده إلى عيوبه و يهدى إليه بعض حسناته ، لا بد أن يحبه و يسر بذمه.
وأما الحالة الثانية ، فهي أولى درجات الكمال ، ومن لم يتصف بها فهو ناقص , فالاتصاف بها لازم على كل مؤمن , و ربما ظن بعض الناس اتصافه بها ، مع كونه فاقدا لها , فمن ظن ذلك من نفسه ، فلا بد أن يمتحن نفسه بعلاماتها ، حتى يظهر له صدق ظنه و كذبه ، و علاماته : ألا يكون سعيه و نشاطه في قضاء حوائج المادح أكثر منهما في قضاء حوائج الذام ، وألا يتفاوت همه و حزنه لأجل موتهما و ابتلائهما بمصيبة ، وألا تكون ذلة المادح أخف في قلبه و عينه من ذلة الذام ، وألا يكون جلوس الذام عنده اثقل ولا قيامه أهون من جلوس المادح و قيامه , و بالجملة : أن يستويا عنده من كل وجه , فمن وجد نفسه استواءهما في جميع الجهات ، فهو ممن يتساوى عنده المدح و الذم .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
مكتبة العتبة العباسية.. خدمات رقمية متطورة وجهود لتلبية احتياجات الباحثين
|
|
|