أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
3265
التاريخ: 6-10-2016
1646
التاريخ: 6-10-2016
1614
التاريخ: 6-10-2016
1437
|
الطريق في علاج الغيبة و تركها ، أن يتذكر من مفاسدها الأخروية ، ثم يتذكر مفاسدها في الدنيا ، فإنه قد تصل الغيبة إلى من اغتيب ، فتصير منشأ لعداوته أو لزيادة عداوته ، فيتعرض لإيذاء المغتاب و اهانته ، و ربما انجر الأمر بينهما إلى ما لا يمكن تداركه من الضرب و القتل و أمثال ذلك.
ثم يتذكر فوائد أضدادها كما نشير إليها ، و بعد ذلك فليراقب لسانه ، و يقدم التروي في كل كلام يريد أن يتكلم به ، فان تضمن غيبة سكت عنه ، و كلف نفسه ذلك على الاستمرار، حتى يرتفع عن نفسه الميل الجلي و الخفي إلى الغيبة.
والعمدة في العلاج أن يقطع أسبابها المذكورة ، و قد تقدم علاج الغضب والحقد والحسد و الاستهزاء و السخرية ، و يأتي طريق العلاج في الهزل و المطايبة و الافتخار و المباهاة.
وأما تنزيه النفس بنسبة ما نسب إليه من الجناية إلى الغير، فمعالجته أن يعلم أن التعرض لمقت الخالق أشد من التعرض لمقت المخلوق ، و من اغتاب تعرض لمقت اللّه و سخطه قطعا ، ولا يدري أنه يتخلص من سخط الناس أم لا ، فيحصل بعمله ذم اللّه و سخطه تقديرا ، و ينتظر دفع ذم الناس نسيئة ، و هذا غاية الجهل و الخذلان.
وأما تعرضه لمشاركة الغير في الفعل تمهيدا لعذر نفسه ، كأن يقول إني أكلت الحرام ، لأن فلانا أيضا أكل ، و قبلت مال السلطان ، لأن فلانا أيضا قبل ، مع أنه أعلم مني ، فلا ريب في أنه جهل و سفه ، لأنه اعتذر بالاقتداء بمن لا يجوز الاقتداء به.
فان من خالف اللّه لا يقتدى به كائنا من كان ، فلو دخل غيره النار و هو يقدر على عدم الدخول فهل يقتدى به في الدخول ، و لو دخل عد سفيا أحمق ، ففعله معصية ، و عذره غيبة و غباوة فجمع بين المعصيتين و الحماقة ، و مثله كمثل الشاة ، اذا نظرت الى العنز تردى نفسها من الجبل فهي أيضا تردي نفسها ، و لو كان لها لسان ناطق واعتذرت عن فعلها بأن العنز اكيس مني وقد اهلكت نفسها فكذلك فعلت أنا ، لكان هذا المغتاب المعتذر يضحك عليها ، مع أن حاله مثل حالها و لا يضحك على نفسه.
والعجب أن بعض الأشقياء من العوام ، لما صارت قلوبهم عش الشيطان و صرفوا أعمارهم في المعاصي ، و اشتغلت ذممهم بمظالم الناس بحيث لا يرجى لهم الخلاص ، مالت نفوسهم الخبيثة إلى ألا يكون معاد و حساب و حشر و عقاب ، و لما وجد ذلك الميل منهم اللعين ، خرج من الكمين ، و وسوس في صدورهم بأنواع الشكوك و الشبهات ، حتى ضعف بها عقائدهم أو افسدها ، و دعاهم في مقام الاعتذار عن أعمالهم الخبيثة ألا يصرحوا بما ارتكز في قلوبهم و يشتهونه ، خوفا من القتل و أجراء أحكام الكفار عليهم و لم يدعهم أيضا تلبيسهم و تزويرهم و غلبة الشيطنة عليهم أن يعترفوا بالنقص و سوء الحال فحملهم الشيطان باغوائه على أن يعتذروا من سوء فعالهم بأن بعض العلماء يفعلون ما نفعل و لا يجتنبون عن مثل أعمالنا ، من طلب الرئاسة و أخذ الأموال المحرمة ، و لم يدروا أن هذا القول ناش من جهلهم و خباثتهم.
إذ تقول لهم : إن فعل هذا البعض إن صار منشأ لزوال ايمانكم بالمعاد و الحساب ، فأنتم كافرون ، و باعث أعمالكم الخبيثة هو الكفر و عدم الاذعان بأحوال النشأة الآخرة.
وإن لم يصر منشأ له ، بل ايمانكم ثابت ، فاللازم عليكم العمل بمقتضاه ، من غير تزلزل بعمل الغير كائنا من كان.
فما الحجة في عمل هذا البعض ، مع اعتقادكم بأنه على باطل؟!.
وأيضا لو كان باعث أعمالكم الخبيثة فعل العلماء ، فلم اقتديتم بهذا البعض مع عدم كونه من علماء الآخرة و عدم اطلاعه على حقيقة العلم؟ , ولو كنتم صادقين فيما تنسبون إليه ، فهو المتأكل بعلمه ، و انما حصل نبذا من علوم الدنيا ليتوسل بها إلى حطامها ، و لا يعد مثله عند أولي الألباب عالما ، بل هو متشبه بالعلماء.
ولم ما اقتديتم بعلماء الآخرة المتخلفين بشراشرهم عن الدنيا و حطامها؟ , و إنكار وجود مثلهم و القدح في الكل مع كثرتهم في أقطار الأرض غاية اللجاج و العناد.
ولو سلمنا منكم ذلك ، فلم ما اقتديتم بطوائف الأنبياء و الأوصياء ، مع أنهم أعلم الناس باتفاق الكل ، و حقيقة العلم ليس إلا عندهم؟ , فان أنكروا أعلميتهم وعصمتهم من المعاصي ، و احتملوا كونهم أمثالا لهم ، ظهر ما في بواطنهم من الكفر الخفي.
و أما موافقة الاقران ، فعلاجه أن يتذكر ان اللّه يسخط عليه و يبغضه اذا اختار رضا المخلوقين على رضاه ، و كيف يرضى المؤمن ان يترك رضا ربه لرضا بعض أراذل الناس؟ و هل هذا إلا كونه تعالى أهون عنده منهم؟ , وهو ينافي الايمان.
وأما استشعاره من رجل انه يقبح عند محتشم حاله أو يشهد عليه بشهادة فيبادره بالغيبة اسقاطا لأثر كلامه ، فعلاجه أن يعلم : (أولا) ان مجرد الاستشعار لا يستلزم الوقوع ، فلعله لا يقبح حاله و لا يشهد عليه ، فالمؤاخذة بمحض التوهم تنافي الديانة و الايمان.
و(ثانيا) ان اقتضاء قوله سقوط أثر كلام من اغتابه في حقه مجرد توهم ، و التعرض لمقت اللّه يقينا بمجرد توهم ترتب فائدة دنيوية عليه محض الجهل و الحماقة ، و(ثالثا) أن تأدي فعل الغير- أعني تقبيح حاله عند محتشم مع فرض وقوعه - الى اضراره في حيز الشك ، إذ ربما لم يقبله المحتشم ، و ربما لم تقبل شهادته شرعا ، فتقبيح حاله و تحمل معاصيه بدون الجزم بصيرورته سببا لإيذائه محض الجهل و الخذلان.
وأما الرحمة له على اثمه و التعجب منه و الغضب للّه عليه ، و إن كان كل منها حسنا ، الا أنه إذا لم تكن معه غيبة ، وأما إذا كانت معه غيبة أحبط أجره و بقى اثمها ، فالعلاج ان يتأمل باعث الرحمة و التعجب و الغضب هو الايمان و حماية الدين ، و إذا كان معها غيبة أضرت بالدين و الايمان ، و ليس شيء من الأمور الثلاث ملزوما للغيبة لإمكان تحققه بدونها فمقتضى الايمان و حماية الدين أن يترحم و يتعجب و يغضب للّه ، مع ترك الغيبة و إظهار الإثم و العيب ليكون مأجورا غير آثم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|