أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-9-2019
1663
التاريخ: السيدعبدالحس
2567
التاريخ: 15-4-2022
2598
التاريخ: 6-10-2016
1946
|
قد ورد في ذمّ أهل البدع و الاهواء و الجهّال المتشبهين بالعلماء أخبار كثيرة عن أئمة الهدى (سلام اللّه عليهم) و لنورد منها نبذا تكون انموذجا لما سواها.
فعن الصادق (عليه السلام) قال : «قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): إذا رأيتم أهل البدع و الريب من بعدي فأظهروا البراءة منهم و أكثروا من سبّهم و القول فيهم و الوقيعة ، و باهتوهم حتى لا يطمعوا في الفساد في الاسلام و يحذرهم الناس و لا يتعلّمون من بدعهم يكتب اللّه تعالى لكم بذلك الحسنات و يرفع لكم به الدرجات»(1).
وقال (صلى الله عليه واله): «إذا ظهرت البدع في امّتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه»(2).
وقال (صلى الله عليه واله): «إن عند كلّ بدعة تكون من بعدي يكاد بها الايمان وليّا من أهل بيتي يذب عنه ينطق بالهام من اللّه و يعلن الحق و ينوره و يردّ كيد الكائدين يعبر عن الضعفاء فاعتبروا يا اولي الابصار و توكلوا على اللّه»(3).
وقال (صلى الله عليه واله): «كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النّار»(4).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة له : «إنما بدؤ وقوع الفتن اهواء تتبع و أحكام تبتدع يخالف فيها كتاب اللّه يتولى فيها رجال رجالا، فلو أن الباطل خلص لم يخف على ذى حجى ، و لو أنّ الحقّ خلص لم يكن اختلاف و لكن يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان و يجيئان معا ، فهنالك استحوذ الشيطان على اوليائه ونجى الذين سبقت لهم من اللّه الحسنى».
وقال: «إنّ من أبغض الخلق إلى اللّه تعالى لرجلين : رجل و كله اللّه إلى نفسه فهو جائر عن قصد السّبيل مشعوف بكلام بدعة (5) قد لهج بالصّوم و الصّلاة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به في حياته و بعد موته حمّال خطايا غيره رهن بخطيئته.
و رجل قمش(6) جهلا في جهال النّاس عان(7) , بأغباش الفتنة قد سمّاه أشباه الناس عالما ولم يغن فيه يوما سالما بكر فاستكثر ما قل منه خير ممّا كثر حتّى إذا ارتوى من آجن (8) و اكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره ، و إن خالف قاضيا سبقه لم يأمن ان ينقض حكمه من يأتي بعده كفعله بمن كان قبله وإن نزلت به احدى المبهمات المعضلات هيّأ لها حشوا من رأيه ثمّ قطع به ، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في شيء ممّا انكر ، و لا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظره ، و إن أظلم عليه امر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه ، يكنّ الصّواب لكيلا يقال له لا يعلم ، ثمّ جسر فقضى.
فهو مفتاح عشوات ، ركاب شبهات، خبّاط جهلات ، لا يعتذر فيما لا يعلم فيسلم ، و لا يغض في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم(9) تبكي منه المواريث ، و تصرخ منه الدّماء ، و يستحلّ بقضائه الفرج الحرام ، و يحرّم بقضائه الفرج الحلال ، لاملىء باصدار ما عليه ورد و لا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحقّ»(10) وقال (عليه السلام): «إلى اللّه أشكو من معشر يعيشون جهالا و يموتون ضلالا ، ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلى حق تلاوته ، و لا أنفق سلعة و أغلا ثمنا من الكتاب إذا حرّف عن مواضعه ، و لا عندهم أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر»(11).
وعن الصّادق (عليه السلام) : «إن أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم يزدهم المقائيس من الحق إلا بعدا ، و إنّ دين اللّه لا يصاب بالمقائيس»(12).
وعن الكاظم (عليه السلام) : «من نظر برأيه هلك و من ترك كتاب اللّه و قول نبيّه كفر»(13).
ولما كان غرضنا في هذا الكتاب مقصورا على حقايق العلوم الدّينيّة اكتفينا بذلك و لم نتعرّض لأزيد منه و لا للعلوم الاخر.
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال : «العلم اكثر من أن يحاط به فخذوا من كل علم أحسنه»(14) , و زاد في رواية اخرى : «فان النحل يأكل من كل زهر أزينه فيتولد جوهران : أحدهما فيه شفاء للناس ، و الآخر يستضاء به»(15).
أقول : و تصديق ذلك في قول اللّه سبحانه : {فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر : 17، 18].
____________________
1- امالي الصدوق : ص 344 , ح 19.
2- البحار : ج 40 , ص 128.
3- الكافي : ج 2 , ص 375. تنبيه الخواطر : ص 397.
4- الكافي : ج 1 , ص 54.
5- الكافي : ج 1 , ص 54.
6- الكافي : ج 1 , ص 56 , و أمالي المفيد : ص 11.
7- الكافي : ج 1 , ص 54.
8- في نهج البلاغة هكذا مشغوف بكلام بدعة و دعاء ضلالة، فهو الخ و بالمعجمة و المهملة ما قرء أيضا قوله تعالى : {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} [يوسف : 30].
و الظاهر أن المصنف ر( ره) نقل هذا الحديث عن الكافي و كم من اختلاف فيه بين ما نقله الكليني( قد) و ما نقله السيد( ره) في النهج.
9- القمش جمع المتفرق من هاهنا و هاهنا.
10- من قولهم عنى فيهم أسيرا أي أقام فيهم على اسارة أو من عنى بمعنى تعب و في بعض نسخ النهج غار من الغرور و هو الغفلة و في بعضها عاد من العدو بمعنى السعي أو من العدوان و الاغباش ظلمة آخر الليل.
11- في نسخ النهج من ماء آجن ، و الماء الاجن المتغير الطعم و اللون.
12- و في بعض الروايات يذرو بالواو و الهشيم النبت اليابس المنكسر؛ فالمعنى أن الريح كما لا تبالي في اطارة الهشيم و تبديده و تمزيقه كذلك يفعل هذا الجاهل في الروايات.
13- الكافي : ج 1 , ص 55.
14- نهج البلاغة : ص 60 , خطبة رقم 17.
15- الكافي : ج 1 , ص 56 , و المحاسن : ص 211.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
أولياء أمور الطلبة يشيدون بمبادرة العتبة العباسية بتكريم الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|