أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-09-2014
6949
التاريخ: 5-11-2014
4330
التاريخ: 5-11-2014
1774
التاريخ: 5-11-2014
1740
|
إن أعظم وجوه إعجاز القرآن الإعجاز البياني ، لأنه ينتظم القرآن الكريم كله ، سوره على اختلافها طولا وقصرا ، أما الوجوه الأخرى من وجوه الإعجاز فليس الأمر فيها كذلك ، فا نباء الغيب مثلا ليست موجودة في كل آية من القرآن ، وكذلك الإعجاز العلمي والتشريعي ، ومن هنا كان الإعجاز البياني أهم هذه الوجوه وأعمها ، بل هو أتمها ، لأنه عام في القرآن كله لا تخلو من سورة على صورها ، بل هو في كل آية – تكون على مقدار السورة القصيرة – وليس كذلك الوجوه الأخر .
وإذا كان الإعجاز البياني إنما يرجع في لبه وجوهره الى النظم ، وإذا كان القرآن الكريم كتاب الإنسانية جميعها عربها وعجمها منذ أنزله الله ما دامت الحياة والأحياء ، إذا كان كذلك فليس من المنطقي أن يكون هذا النظم خاصا بالعرب وحدهم ، وإنما غلط من غلط في هذه القضية : لأنهم ظنوا أن الإعجاز البياني إنما هو حديث عن الصورة التي تمتع العواطف ، وتلذها النفس ، وترهف الحس ، الصورة التي تقوم على الاستعارة والكناية والتشبيه ، وهذه تختلف عند كل قوم باختلاف بئتهم ، ولكن النظم ليس كما حسبوه ، وإنما نعني بالإعجاز البياني الذي يقوم على النظم : ذلكم الترتيب الذي كان لكلمات القرآن في جملها من جهة ، واختيار هذه الكلمات من جهة أخرى ، ثم ترتيب الجمل والآيات في السورة ، وتلك قضية كان يدركها العربي عند نزول القرآن بذوقه وسليقته ، أما العرب اليوم فإنما يدركونها بالفكرة لا بالفطرة بعد أن تفسر لهم وتبين لهم دقائق وهم وغيرهم في ذلك سواء . فإذا أدرك العربي أن قوله سبحانه {وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ} [النساء : 5] اختيرت فيه كلمت (في) على كلمة (منه) لأمر اقتصادي ، وهو ان رزق اولئك ينبغي أن يكون مما تنتجه الاموال ، لا من أساسه ورأسه فإن غير العربي يمكن أن يعرف هذا حين تفسر له معاني القرآن .
وإذا أدرك العربي أن قوله سبحانه {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ } [المائدة : 14] استعملت فيه كلمة الإغراء دون الإلقاء لتدل على الإلصاق والدوام ، فإن هذا يمكن أن يدركه غير العربي حينما يفسر له ، ولا أدل على ذلك من ضوعنا نحن اليوم ، فنحن مع كوننا عربا ، ولكن بعدنا عن العربية سليقة ، يجعلنا لا ندرك هذه الدقاق ولا نتذوق معانيها إلا إذا فسرت لنا ، فنحن العرب وغيرنا سواء .
إن المحققين من العلماء ذهبوا الى أن الاستعارة والتشبيه وانواع البديع ليست من جوهر الإعجاز القرآني ، ولكن النظم وحده هو جوهر هذا الإعجاز ، والنظم كما بينا له جانبان أثنان : فكري ونفسي ، لذا فان القول بأن الإعجاز البياني خاص بالعرب وحدهم – على رغم أنه يكاد يكون من المسلمات – بحاجة الى إعادة نظر ولم أجد من نبه على هذه القضية من قبل .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|