حوار زيد بن وهب الجهني مع الامام الحسن عليه السلام بالمدائن لما طعن |
849
10:51 صباحاً
التاريخ: 10-12-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2019
632
التاريخ: 8-12-2019
2266
التاريخ: 5-12-2019
625
التاريخ: 11-12-2019
2500
|
عن زيد بن وهب الجهني (1) قال: لما طعن الحسن بن علي عليه السلام بالمدائن أتيته وهو متوجع، فقلت:
ما ترى يا بن رسول الله فإن الناس متحيرون؟ فقال: أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي، وأومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما، والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير، أو يمن علي فيكون سنة على بني هاشم آخر الدهر ولمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه علي الحي منا والميت.
(قال): قلت: تترك يا بن رسول الله شيعتك كالغنم ليس لها راع؟
قال: وما أصنع يا أخا جهينة أني والله أعلم بأمر قد أدى به إلي ثقاته :
أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لي - ذات يوم وقد رآني فرحا -: يا حسن أتفرح كيف بك إذا رأيت أباك قتيلا؟! كيف بك إذا ولي هذا الأمر بنو أمية، وأميرها الرحب البلعوم، الواسع الإعفجاج، (1) يأكل ولا يشبع، يموت وليس له في السماء ناصر ولا في الأرض عاذر، ثم يستولي على غربها وشرقها، يدين له العباد ويطول ملكه، يستن بسنن أهل البدع الضلال، ويميت الحق وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله يقسم المال في أهل ولايته، ويمنعه من هو أحق به، ويذل في ملكه المؤمن، ويقوى في سلطانه الفاسق، ويجعل المال بين أنصاره دولا، ويتخذ عباد الله خولا يدرس في سلطانه الحق، ويظهر الباطل، ويقتل من ناواه على الحق، ويدين من لاواه على الباطل، فكذلك حتى يبعث الله رجلا في آخر الزمان، وكلب من الدهر، (2) وجهل من الناس، يؤيده الله بملائكته، ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا طوعا وكرها، يملأ الأرض قسطا وعدلا، ونورا وبرهانا، يدين له عرض البلاد وطولها، لا يبقى كافر إلا آمن به ولا صالح إلا صلح، ويصطلح في ملكه السباع، وتخرج الأرض نبتها، وينزل السماء بركتها، وتظهر له الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاما، فطوبى لمن أدرك أيامه، وسمع كلامه.
_________
(١) ذكره العلامة (ره) في أولياء علي عليه السلام في القسم الأول من خلاصته ص ١٩٤ والشيخ في رجاله ص ٤٢ في أصحاب علي (عليه السلام) وفي الفهرست ص ٩٧ فقال: (زيد بن وهب له كتاب: خطب أمير المؤمنين عليه السلام على المنابر في الجمع والأعياد وغيرها) وفي أسد الغابة ص 243 ج 2 أنه كان في جيش علي (عليه السلام) حين مسيره إلى النهروان وقال ابن عبد البر في هامش الإصابة ص 44 5 ج 1: أنه ثقة، توفي سنة (96).
(2) أي واسع الكرش والأمعاء.
(3) الكلب: شبيه بالجنون.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|