أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-6-2017
1437
التاريخ: 22-9-2016
1699
التاريخ: 22-4-2019
1854
التاريخ: 22-9-2016
1392
|
قال اللّه تعالى : {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة : 183]
وقال النبيّ (صلى الله عليه واله) «الصّوم جنّة من النّار»(1) , و قال (صلى الله عليه واله): «الصائم في عبادة و إن كان نائما على فراشه ما لم يغتب مسلما»(2) , و قال (صلى الله عليه واله): قال اللّه تعالى : «الصّوم لي و أنا أجزي به(3) , و «للصّائم فرحتان حين يفطر و حين يلقى ربّه تعالى»(4) «و الذي نفس محمّد بيده لخلوف(5) , فم الصايم عند اللّه أطيب من ريح المسك»(6).
و قال الباقر (عليه السلام): «بني الاسلام على خمسة أشياء : على الصّلاة و الزّكاة و الحجّ و الصّوم و الولاية»(7).
و قال الصادق (عليه السلام): «من صام للّه تعالى يوما في شدة الحر فأصابه ظمأ و كل اللّه به ألف ملك يمسحون وجهه و يبشرونه حتى اذا أفطر قال اللّه تعالى : ما اطيب ريحك و روحك يا ملائكتي اشهدوا انّي قد غفرت له»(8) , و الريح النفس بالتحريك.
و قال (عليه السلام): «نوم الصائم عبادة و صمته تسبيح و عمله متقبل و دعاؤه مستجاب»(9).
و قال الكاظم (عليه السلام): «قيلوا(10) , فان اللّه تبارك و تعالى يطعم الصائم و يسقيه في منامه»(11).
قيل و لو لم يكن في الصوم إلا الارتقاء من حضيض(12) , حظوظ النفس البهيميّة الى ذروة(13) , التشبه بالملائكة الرّوحانية لكفى به فضلا و منقبة ، و إنما كان الصّوم جنة من النار لأنه يدفع حرّ الشهوة و الغضب اللتين بهما تصلى نار جهنم في باطن الانسان في الدنيا و تبرز له في الاخرة ، كما أن الجنة تدفع بها عن صاحبها حر الحديد و إنما قال ما لم يغتب مسلما لأن الغيبة أكل لحم لميتة فهو نوع من الأكل يتقوى به البدن و إنما كان الصوم للّه و مشرفا بالنسبة إلى اللّه و إن كانت العبادات كلها له كما شرف البيت بالنسبة اليه و الأرض كلها له لمعنيين :
أحدهما أن الصوم كفّ و ترك ، و هو في نفسه سرّ ليس فيه عمل يشاهد ، فجميع الطاعات بمشهد من الخلق و مرءا و الصّوم لا يعلمه إلا اللّه فانه عمل بالباطن بالصّبر المجرد خالص للّه و جزاؤه من عنده خاصّة من غير مشاركة أحد فيه.
و الثاني انه قهر لعدو اللّه فان وسيلة الشيطان الشهوات و إنّما تقوى الشهوات بالأكل و الشرب.
و لذلك قال النّبي (صلى الله عليه واله): «إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم فضيقوا مجاريه بالجوع»(14)، فالشهوات مرتع الشياطين و مرعاهم فما دامت مخصبة لم ينقطع تردّدهم، و ما داموا يتردّدون فلا ينكشف على العبد جلال اللّه و كان محجوبا عن لقائه.
قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «لو لا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السمآء»(15).
و سبب الفرحة عند الافطار اما للخواص فاستشعار التوفيق من اللّه تعالى على إتمام الصيام و نيل الأجر ، و أما للعوام فانقضاء المقاسات و نيل المشتهيات.
و سبب الفرحة عند لقاء الرّب أمّا للخواص فحصول نور القلب لهم المستفاد من انكسار قوتي الشهوة و الغضب المظلمتين له بالجوع الباعث لهم أن يعبدوا اللّه عيانا كأنّهم يرونه و هو المعنى باللقاء ، و خلوف الفم تغيّره ، و إنما صار أطيب عند اللّه من ريح المسك لأنه سبب طيب الرّوح الذي هو عند اللّه من الانسان كما أن بدنه عند نفسه و إليه اشير في قوله تعالى : {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} [النحل : 96](16), و أين طيب الرّوح من طيب المسك ، فان الأول روحاني عقلي معنوي و الثاني جسماني حسي صوريّ.
_________________
1- التهذيب : ج 4 ص 151 , و المحاسن : ص 287 , و الكافي : ج 4 , ص 62 , و العوالي : ج 3 , ص 132.
2- المكارم : ص 138 , و الكافي : ج 4 , ص 64 , و من لا يحضره الفقيه : ج 2 , ص 44.
3- التهذيب : ج 4 , ص 152 , و الكافي : ج 4 , ص 63 , و العوالي : ج 3 , ص 132 , و المكارم : ص 138 .
4- مكارم الاخلاق : ص 138 , و الكافي : ج 4 , ص 65 . و من لا يحضره الفقيه : ج 2 , ص 45.
5- الخلوف بضم الخاء على الاصح و قيل بفتحها هو رايحة الفم المتغير من قولهم : خلف فم الصائم خلوفا من باب قعد أي تغيرت رايحة فمه. م.
6- من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 44 و ثواب الاعمال: ص 80 و احياء علوم الدين : ج 1 , ص 205.
7- العوالي : ج 3 , ص 132 . و الكافي : ج 4 , ص 62 . و المحاسن : ص 286 . و التهذيب : ج 4 , ص 151.
8- من لا يحضره الفقيه : ج 2 , ص 45.
9- من لا يحضره الفقيه : ج 2 , ص 46 , و المحاسن : ص 72 , و ثواب الاعمال : ص 80.
10- من القيلولة ، قال قيلولة : نام في القائلة أي منتصف النهار« المنجد» قال في مجمع البحرين : في الحديث :
القيلولة تورث الغنى ، و فسرت بالنوم وقت الاستواء ، و القيلولة تورث الفقر، و فسرت بالنوم وقت صلاة الفجر. و القيلولة تورث السقم ، و فسرت بالنوم آخر النهار.
11- ثواب الأعمال : ص 80.
12- الحضيض : القرار من الارض عند اسفل الجبل المنجد.
13- الذروة : العلو و المكان المرتفع ، أعلى الشيء ، المنجد.
14- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 28.
15- احياء علوم الدين : ج 1 , ص 206.
16- نفد كسمع نفادا و نفدا فنى و ذهب ، ق.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|