أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-9-2016
1087
التاريخ: 22-9-2016
1524
التاريخ: 22-9-2016
1710
التاريخ: 2023-11-03
919
|
للصوم ثلاث درجات : صوم العموم ، و صوم الخصوص ، و صوم خصوص الخصوص ، أمّا صوم العموم فهو كف البطن و الفرج عن قضاء الشهوة، و أما صوم الخصوص فهو كف السّمع و البصر و اللسان و اليد و الرّجل و ساير الجوارح عن الآثام.
قال الصادق (عليه السلام): «إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك و عدّ أشياء اخر غير هذا، و قال لا يكون يوم صومك كيوم فطرك»، و زاد في خبر آخر: «ودع المراء و أذى الخادم و ليكن عليك و قار الصّيام فان رسول اللّه (صلى الله عليه واله) سمع امراة تسب جاريتها و هي صائمة فدعا بطعام فقال لها : كلي فقالت : إني صائمة ، فقال : كيف تكونين صائمة و قد سببت جاريتك إن الصّوم ليس من الطعام و الشراب فقط»(1).
و عن النبي (صلى الله عليه واله): «إنما الصّوم جنة من النار فاذا كان أحدكم صائما فلا يرفث و لا يجهل و ان امرؤ قاتله او شاتمه فليقل انّي صائم اني صائم»(2).
و قال النبي (صلى الله عليه واله): «من اغتاب مسلما بطل صومه و نقض و ضوؤه و ان مات و هو كذلك مات و هو مستحل لما حرم اللّه»(3).
و قال «كم من صائم ليس من صومه إلا الجوع و العطش»(4).
و قال الصادق (عليه السلام): «إن الكذبة لتفطر الصّايم قيل : و أينا لا يكون ذلك منه قال : ليس حيث تذهب إنما ذاك الكذب على اللّه و على رسوله (صلى الله عليه واله) و على الائمة (عليهم السلام)»(5).
و معنى بطلان الصوم بالكذب و الغيبة و غيرهما ممّا لا يعدّه الفقهآء من المفطرات عدم قبول الصوم و ترتب الثواب عليه دون الاجزاء و الخروج عن عهدة التكليف كما مر تحقيقه في باب الصلاة ، و لذلك شرطنا ذلك في صوم الخصوص دون العموم.(6)
أما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهمم الدّنية و الأفكار الدّنيوية و كفه عمّا سوى اللّه بالكلية ، و يحصل الفطر في هذا الصّوم بالفكر فيما سوى اللّه و اليوم الآخر و بالفكر في الدّنيا إلا دنيا تراد للدين ، فان ذلك زاد الآخرة و ليس من الدّنيا.
قال أرباب القلوب : من تحركت همّته بالتّصرف في نهاره لتدبير ما يفطر عليه كتبت عليه خطيئة فانّ ذلك من قلة الوثوق بفضل اللّه و قلة اليقين برزقه الموعود ، و هذه رتبة الأنبياء و الصديقين و المقرّبين.
و في مقابلها من يستكثر من الحلال وقت الافطار بحيث يمتلي فورد : ما من وعاء أبغض الى اللّه من بطن ملىء من حلال ، و كيف يستفاد من الصوم فهر عدو اللّه و كسر الشهوة إذا تدارك الصائم عند فطره ما فاته ضحوة نهاره ، و ربّما يزيد عليه في ألوان الطعام حتى استمرت العادات بأن يذخر جميع الأطعمة لشهر رمضان ، فيؤكل من الأطعمة فيه ما لا يؤكل في عدة أشهر و معلوم أنّ مقصود الصوم الخوي(7) , و كسر الهوى لتقوي النفس على التقوى ، و إذا دفعت المعدة ضحوة النهار الى العشاء حتّى هاجت شهوتها و قويت رغبتها ثم اطعمت من اللذات و اشبعت زادت لذتها و تضاعفت قوتها و انبعث من الشهوات ما عساها كانت راكدة لو تركت على عادتها.
فروح الصّوم و سرّه(8) , تضعيف القوى التي هي وسائل الشيطان في القود الى الشرور ، و لن يحصل ذلك إلا بالتقليل و هو أن يأكل أكلته التي كان يأكلها كل ليلة لو لم يصم ، و أما إذا جمع ما كان يأكل ضحوة إلى ما كان يأكل ليلة فلم ينتفع بصومه و لا يخف عليه تهجده.
و ليلة القدر عبارة عن الليلة التي ينكشف فيها شيء من الملكوت و من جعل بين قلبه و بين صدره مخلاة(9) , من الطعام فهو عنه محجوب ، و من أخلى معدته فلا يكفيه ذلك لرفع الحجاب حتّى يخلو همّته عن غير اللّه تعالى ، و ذلك هو الأمر كله و مبدأ ذلك تقليل الطعام.
_______________________
1- التهذيب : ج 4 , ص 194 , و من لا يحضره الفقييه : ج 2 , ص 67 , و الكافي : ج 4 ص 87.
2- التهذيب : ج 4 , ص 194 , و من لا يحضره الفقيه : ج 2 , ص 68.
3- احياء علوم الدين : ج 1 , ص 208.
4- عقاب الأعمال : ص 332.
5- احياء علوم الدين : ج 1 , ص 209 و ص 210.
6- الكافي : ج 2 , ص 340.
7- الخوي خلو الجوف من الطعام، ق.).
8- قال في جامع السعادات : و الحاصل ان روح الصوم و سره و الغرض الأصلي منه التخلق بخلق من اخلاق اللّه تعالى اعني الصمدية و الاقتداء بالملائكة في الكف عن الشهوات بقدر الامكان ، و هذا انما يحصل بتقليل الاكل عما يأكله في غير وقت الصوم، فلا جدوى لمجرد تأخير اكله و جمع اكلتين عند العشاء و قال فيه أيضا:
ينبغي لكل صائم ان يكون قلبه بعد الافطار مضطربا معلقا بين الخوف و الرجاء، اذ ليس يدري أيقبل صومه فهو من المقربين أو يرد عليه فهو من الممقوتين و ليكن الحال كذلك في آخر كل عبادة يفرغ منها.
روي ان الامام ابا محمد الحسن المجتبى (عليه السلام) مر بقوم يوم العيد و هم يضحكون فقال : ان اللّه جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه لطاعته ، فسبق أقوام ففازوا ، و تخلف أقوام فخابوا فالعجب كل العجب للضاحك اللاعب في اليوم الذي فاز فيه المسارعون ، و خاب فيه المبطلون ، أما و اللّه لو كشف الغطاء لاشتغل المحسن باحسانه و المسيء عن اساءته.
9- الخلى : الغشب و المخلاة : ما يجعل فيه الخلى و منه المخلاة لما يجعل فيه العلق و يعلق في عنق الدابة ، المنجد.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|