أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-18
667
التاريخ: 21-9-2016
1092
التاريخ: 22-9-2016
880
التاريخ: 22-9-2016
915
|
ان صلاة من يغفل عما يقول فيها و يفعل , ليست مقبولة إلا بقدر ما أقبل عليه منها ، و الفقهاء لم يشترطوا إلّا حضور القلب إلّا عند التكبير و التوجّه فكيف التوفيق؟ .
وأيضا فان المصلي في صلاته و دعائه مناج ربه كما هو معلوم ، و قد ورد في الخبر أيضا.
ولا شكّ أن الكلام مع الغفلة ليس بمناجاة الكلام إعراب عمّا في الضّمير و لا يصح الاعراب عما في الضمير إلا بحضور القلب فأي سؤال في قوله : إهدنا الصّراط المستقيم إذا كان القلب غافلا!.
فلا شك أن المقصود من القراءة و الأذكار و الحمد و الثناء و التضرع و الدّعاء و المخاطب هو اللّه تعالى و قلب العبد بحجاب الغفلة محجوب عنه ، فلا يراه و لا يشاهده بل هو غافل عن المخاطب و لسانه يتحرك بحكم العادة فما أبعد هذا عن المقصود بالصّلاة التي شرعت لتصقيل القلب و تجديد ذكر اللّه و رسوخ عقد الايمان بها ، هذا حكم القراءة و الذكر.
وأمّا الركوع و السّجود فالمقصود التعظيم بهما قطعا و التعظيم كيف يجتمع مع الغفلة و إذا خرج عن كونه تعظيما لم يبق إلا مجرّد حركة الظهر و الرأس و ليس فيه من المشقّة ما يقصد الامتحان به ، ثم يجعل عماد الدين و الفاصل بين الكفر و الاسلام ، و يقدم على ساير العبادات و يجب القتل بسبب تركه على الخصوص.
فاعلم(1) , أن بين القبول و الاجزاء فرقا ، فان المقبول من العبادة ما يترتب عليه الثواب في الاخرة و يقرب إلى اللّه زلفى(2) , و الاجزاء ما يسقط التّكليف عن العبد و إن لم يثب عليه ، و الناس مختلفون في تحمل التكليف ، فالتكليف إنما هو بقدر حوصلة الخلق و قابليتهم في سعتهم و قصورهم ، فلا يمكن أن يشترط عليهم جميعا إحضار القلب في جميع الصلاة فان ذلك يعجز عنه كلّ البشر إلّا الاقلين.
و إذا لم يكن اشتراط الاستيعاب للضرورة فلا مردّ له إلا أن يشترط منه ما ينطلق عليه الاسم و لو في اللحظة الواحدة ، و اولى اللحظات به لحظة التكبير و التوجّه فاقتصر على التكليف بذلك ، و نحن مع ذلك نرجو أن لا يكون حال الغافل في جميع صلاته مثل حال التّارك بالكلية ، فانه على الجملة أقدر على الفعل ظاهرا و أحضر القلب لحظة ، و كيف لا و الذي صلى مع الحديث ناسيا صلاته باطلة عند اللّه و لكن له أجر ما بحسب فعله و على قدر قصوره و عذره.
وقد ذكرنا في باب العقايد في الفرق بين العلم الظاهر و الباطن أن قصور الخلق أحد الأسباب المانعة عن التصريح بكل ما ينكشف من أسرار الشرع.
وحاصل الكلام أن حضور القلب هو روح الصّلاة و أن أقل ما يبقى به الروح الحضور عند التكبير، فالنقصان منه هلاك و بقدر الزّيادة عليه ينبسط الرّوح فى أجزاء الصّلاة و كم من حي لا حراك به قريب من الميّت فصلاة الغافل في جميعها إلّا عند التكبير حيّ لا حراك به.
________________________
1- جواب قوله : ان قيل : المستفاد .
2- الزلفة و الزلفى : القربى و المنزلة و قد سبق ، و منه قوله تعالى : {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى } [سبأ : 37] .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|