أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-08-02
1250
التاريخ: 31-8-2016
1338
التاريخ: 31-8-2016
1011
التاريخ: 14-8-2016
1291
|
العالي سنداً(1)
وهو قليل الواسطة مع اتِّصاله(2).
وطلبه ـ أي طلبُ علوِّ الإسناد ـ سُـنَّة عند أكثر السّلف ، وقد كانوا يرحلون إلى المشايخ في أقصى البلاد ؛ لأجل ذلك(3) ، فبعلوِّه ـ أي
السند ـ يبعد الحديث عن الخلل المتطرّق إلى كلّ راوٍ [من الرواة] ؛ إذ ما من راوٍ من رجال الإسناد إلاّ والخطأ جائزٌ عليه(4) . فكُلّما كثرت الوسائط وطال السند ، كثرت مظانُّ التجويز ، وكلّما قلّت قلّت ، ولكن قد يتّفق في النزول مزيَّةٌ ليست في العلوِّ ؛ كأن يكون رواتُه أوثق أو أحفظ أو أضبط(5).
أو الاتّصال فيه أظهر ؛ للتصريح فيه باللقاء ، واشتمال العالي على ما يحتمله وعدمه ، كعن فلان ؛ فيكون النزول حينئذٍ أولى.
ومنهم مَن رجَّح النزول مطلقاً؛ استناداً إلى أنَّ كثرة البحث يقتضي المشقّة، فيعظمُ الأجر ، وذلك ترجيح بأمرٍ أجنبيٍّ عمَّا يتعلَّق بالتصحيح والتضعيف.
والعلوّ: أقسام
أعلاه وأشرفه قرب الإسناد من المعصوم، بالنسبة إلى سند آخر يروى به ذلك الحديث بعينه بعددٍ كثيرٍ؛ وهو: العلوّ المطلق. فإن اتّفق مع ذلك أن يكون سنده صحيحاً ، ولم يرجح غيره عليه بما تقدّم ؛ فهو الغايةُ القصوى ، وإلاَّ فصورةُ العلوِّ فيه موجودة ، ما لم يكن موضوعاً فيكون كالمعدوم.
ثُمَّ بعد هذه المرتبة في العلوِّ: قرب الإسناد المذكور من أحد أئمَّة الحديث(6) ؛ كـ: الشيخ ، والصدوق ، والكلينيّ ، والحسين بن سعيد(7) ، وأشكالهم.
ثمّ بعده يتقدَّم زمان سماع أحدهما ـ أي: أحد الرَّاويين في الإسنادين ـ على زمان سماع الآخر ، وإنْ اتّفقا في العدد الواقع في الإسناد ، أو في عدم الواسطة ؛ بأن كانا قد رويا عن واحد ، في زمانين مختلفين ؛ فأوّلهما سماعاً أعلى من الآخر ؛ لقرب زمانه من المعصوم بالنسبة إلى الآخر.
والعلوّ، بهذين المعنيين يُعبَّر عنه بالعلو النسبيِّ ، وشرف اعتباره قليل ، خصوصاً الأخير ، لكن قد اعتبره جماعة من أئمَّة الحديث ؛ فذكرناه لذلك.
وزاد بعضهم للعلوِّ معنى رابعاً، وهو: تقدُّم وفاة الرّاوي ؛ فإنَّه أعلى من إسناد آخر ،
يساويه في العدد، مع تأخُّر وفاة مَن هو في طبقته عنه(8).
مثاله: ما نرويه بإسنادنا ، إلى الشيخ الشهيد ، عن السيّد عميد الدّين(9) ، عن العلاّمة جمال الدين بن المطهَّر ؛ فإنَّه أعلى ممَّا نرويه عن الشهيد ، عن فخر الدين بن المطهّر(10) ، عن والده جمال الدين ، وإن تساوى الإسنادان في العدد ؛ لتقدّم وفاة السيد عميد الدين على وفاة فخر الدين بنحو خمس عشرة سنة.
والكلام في هذا العلوِّ: كالذي قبله وأضعف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذي في النسخة الخطِّـيَّة المعتمدة (ورقة 24، لوحة أ ، سطر 3): (وحادي عشرها العالي سنداً) فقط ، بدون: (الحقل الحادي عشر: في العالي سنداً).
(2) وقال البهائي (كما في الوجيزة في الدراية، ص4 ـ 5): (وقصير السلسلة عال) ، وقال الطيبي: من قبيل: ثلاثيَّات البخاري؛ وهي الأحاديث التي يكونُ عددُ رواتها إلى الصحابة ثلاثةَ رواة.
وقال الكتّاني: (والثلاثيَّات للبُخاري هي اثنان وعشرون حديثاً، جمعها الحافظُ ابنُ حجر وغيرهُ ، وشرحها غير واحدٍ) (الرسالة
المستطرفة ، ص97).
وقال السامرائي أيضاً: (ولم أقف على كتاب ابن حجر ، ولكنِّي وقفت على ثلاثيَّات البخاريّ لصفّار ـ مخطوطٌ ، نسخة منه في المكتبة
الظاهريّة) . ينظر: الخلاصة في أصول الحديث ، ص53 (الهامش).
وعلّق المددي هنا بقوله: (من قبيل ثلاثيَّات الكُلَيني ؛ فإنَّه يروي رواياتٍ بهذا الإسناد: (علي بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله(عليه السلام) ؛ مع العلم ، بأنَّ الكُليني توفِّي بعدَ الإمام الصادق(عليه السلام) بمأة وثمانين عاماً).
(3) ينظر: الباعث الحثيث، ص160، 161.
(4) ينظر: مقدِّمة ابن الصلاح، ص316، والخلاصة في أصول الحديث، ص53.
(5) ينظر: تدريب الراوي، ص180.
(6) وقد علّق المددي هنا بقوله: (ويكثر ذلك في سلسلة إجازات العلماء ، وطرقهم إلى مصنّفات الأصحاب وكتبهم ، كما يظهر من مراجعة إجازات البحار ، و مستدرك الوسائل).
(7) من موالي علي بن الحسين(عليه السلام): ثقة ، روى عن الرضا ، وأبي جعفر الثاني ، وأبي الحسن الثالث (عليهم السلام) ، ... . ينظر: معجم رجال الحديث: 5/ 248 ـ 270.
(8) قال ابن الصلاح: (مثاله: ما أرويه عن شيخ ؛ أخبرني به عن واحدٍ ، عن البيهقيّ الحافظ ، عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ ؛ أعلى من روايتي لذلك: عن شيخ أخبرني به عن واحدٍ ، عن أبي بكر عبد الله بن خَلَف ، عن الحاكم ، وإن تساوى الإسنادان في العدد ؛ لتقدّم وفاة البيهقي على وفاة ابن خلف ، بنحو تسع وعشرين سنة) مقدِّمة ابن الصلاح ، ص235.
(9) عبد المطَّلب بن محمد بن علي، الأعرج الحسينيّ عميد الدين ، ابن أخت العلاّمة (قدس سرّهما) ، له كتاب: منية اللّبيب في شرح التهذيب ، ... ، وفاته بعاشر شعبان سنة أربع وخمسين وسبعمائة... . ينظر: تنقيح المقال: 2/ 227.
(10) كما لقبَّه بذلك: والد العلاّمة الحلّي ... . ينظر: روضات الجنَّات: 6/ 330.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|