المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6216 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


واردات القلوب ورواشحها  
  
84   08:14 صباحاً   التاريخ: 2024-09-15
المؤلف : الشيخ محمد مهدي الآصفي
الكتاب أو المصدر : الدعاء عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ص195-197
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

ويصف الإمام هؤلاء الصالحين الذين يسأل الله تعالىٰ أن يلتحق بهم بهذا الوصف الجليل الذي يستحق الكثير من التفكير والتأمّل : « الذين صفّيت لهم المشارب ، وبلّغتهم الرغائب ... وملأت لهم ضمائرهم من حبك ، وروّيتهم من صافي شربك ».

فما هو هذا الشراب الصافي الطهور الذي يسقيهم ربهم في الدنيا ؟ وأيّ إناء هذا الإناء الذي يملأه الله من حبه ؟

إن هذا الشراب الصافي هو شراب « الحب » و « اليقين » و « الإخلاص » و « المعرفة ». والإناء هو « القلب ».

وقد رزق الله تعالىٰ الإنسان اوعية كثيرة للمعرفة واليقين والحب ، ولكن « القلب » هو أعظم هذه الأواني جميعاً وأوعاها.

فإذا صفّیٰ الله تعالىٰ لعبده شرب قلبه ، وسقاه شراباً صافياً طهوراً ، كان عمله وكلامه وعطاؤه أيضاً صافياً ونقياً مثل شرابه.

فإنّ بين واردات القلب وصادراته تشابهاً ومسانحة. فإذا كانت واردات القلب نقية صافية ، من نمير نقي عذاب ، كانت صادرات القلب تشبهها ، فيكون فعل العبد ، وكلامه ، ورأيه ، وأخلاقه ، وموقفه ، وعطاؤه صافياً عذباً. وإذا كانت واردات القلب قذرة أو مشوبة بالقذارة مما يوحيه الشياطين إلىٰ أوليائهم ، كانت صادرات القلب لا محالة تشبهها من كذب ونفاق وشحّ وإعراض عن الله ورسوله.

عن رسول الله (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم) : « إنّ في القلب لمتين : لمّة من الملك ، وإيعاد بالخير وتصديق بالحق ، ولمّة من العدو : إيعاد بالشر وتكذيب للحق. فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله ، ومن وجد الآخر فليتعوّذ بالله من الشيطان ثم قرأ « الشّيطانُ يعِدُكم الفقرَ ، ويأمُركم بالفحشاءِ واللهُ يعِدكُم مغفرةً مِنهُ وفضلاً » ([1]).

ولمّة الملك هي الواردات الربّانية إلىٰ القلب. ولمّة الشيطان هي الواردات الشيطانية إلىٰ القلب.

أرأيت « النحل » إذا أخذ من رحيق الأزهار أعطىٰ الناس عسلاً حلواً شهياً ، فيه شفاء للناس ، وإذا أخذ طعامه من موارد غير صافية وغير نقية كان عطاؤه كذلك ، بطبيعة الحال.

يقول تعالىٰ عن خليله ونبيه إبراهيم واسحاق ويعقوب (عليهما ‌السلام) : ( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ õ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ õ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ) ([2]).

وإنّ هذا الوصف الجليل الذي يصف الله تعالىٰ به عطاء هؤلاء الأنبياء الكبار ، وهو القوة والبصيرة : « الأيدي والأبصار » هو نتيجة هذا الشرب الخالص الذي آتاهم الله تعالىٰ : ( إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ).

ولولا أن الله تعالىٰ أخلصهم بهذه الخالصة من ذكرىٰ الدار ، لم تكن لهم قوة ولا بصيرة ([3]).

إذن لكي يصفو عمل الإنسان لابدّ من ان يصفو شربه ، والقلب يعطي ما يأخذ.


[1] تفسير الميزان 2 : 404.

[2] ص : 45 ـ 47.

[3] هناك علاقة تبادلية (جدلية) بين واردات القلب وصادراته، فإذا حسنت واردات القلب حسنت صادراته ... والعكس أيضاً صحيح، فإن الإنسان إذا حسنت أفعاله أحسن الله إليه بخالصة ذكرىٰ الدار، وإذا ساءت أفعاله حجب الله تعالىٰ عنه صافي الشرب، وأوكل أمره إلىٰ نفسه، يشرب من حيث يوحي إليه الشيطان والهوىٰ، ومما يشرب الناس علىٰ مائدة الشيطان والهوىٰ.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.