المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مأساة الامام الحسين  
  
4170   02:42 مساءاً   التاريخ: 21-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص273-281.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /

فزع المسلمون كأشد ما يكون الفزع من مأساة الامام الحسين (عليه السلام) التي انتهكت فيها حرمة الرسول (صلى الله عليه واله) في ابنائه وعترته فقد عمد الجيش الاموي الى استئصال آل النبي (صلى الله عليه واله) واقترفوا معهم من الفضائع ما لم يمر مثلها في جميع مراحل هذه الحياة , وكان الامام أبو جعفر (عليه السلام) صبيا يافعا قد حضر يوم الطف وشاهد المحن الكبرى التي تواكبت على آل البيت (عليه السلام) وقد وعاها وارتسمت فصولها الحزينة في اعماق نفسه ودخائل ذاته وظلت مناظرها الرهيبة ملازمة له ولأبيه الامام زين العابدين طوال حياتهما , واقبل علماء المسلمين ورواتهم على الامام أبي جعفر (عليه السلام) وهم يسألونه عما شاهده وما سمعه من أبيه من رزايا كربلا وما جرى على العترة الطاهرة من صنوف القتل والتنكيل وكان (عليه السلام) يزودهم بمعلوماته عنها وهم يدونونها , وقد دون العلماء في ذلك العصر وما تلاه حوالي ستين مؤلفا كلها بعنوان مقتل الحسين .

يروي الطبري أن عمار الدهني وفد على الامام أبي جعفر (عليه السلام) يسأله عن مقتل الحسين فأجابه (عليه السلام) وقد روى الطبري الرواية متقطعة غير متصلة ونحن نجمع بين فصولها ولنا فيها مواقع للنظر نذكرها في آخر الرواية وهذا نصها : حدثني زكريا بن يحيى الضرير قال : حدثنا أحمد بن جناب المصيصي ـ ويكنى أبا الوليد ـ قال : حدثنا خالد بن يزيد بن أسد بن عبد الله القسري قال : حدثني عمار الدهني قال : قلت لأبي جعفر : حدثني بمقتل الحسين حتى كأنى حضرته.

قال (عليه السلام) : مات معاوية والوليد بن عتبة بن أبي سفيان على المدينة فارسل الى الحسين بن علي فقال له : اخرني وارفق فأخره فخرج الى مكة فأتاه أهل الكوفة ورسلهم انا قد حبسنا انفسنا عليك ولسنا نحضر الجمعة مع الوالي فأقدم علينا وكان النعمان بن بشير الانصاري على الكوفة قال : فبعث الحسين الى مسلم بن عقيل بن أبي طالب ابن عمه فقال له : سر الى الكوفة فانظر ما كتبوا به إلي فان كان حقا خرجنا إليهم فخرج مسلم حتى أتى المدينة فأخذ منها دليلين فمرا به في البرية فأصابهم عطش فمات أحد الدليلين وكتب مسلم الى الحسين يستعفيه فكتب إليه الحسين : أن امضى الى الكوفة فخرج حتى قدمها ونزل على رجل من أهلها يقال له ابن عوسجة قال : فلما تحدث أهل الكوفة بمقدمه دبوا إليه فبايعوه فبايعه اثنا عشر الفا.

قال : فقام رجل ممن يهوى يزيد بن معاوية الى النعمان بن بشير فقال له : إنك ضعيف أو متضعف قد فسد البلاد فقال له النعمان : أن اكون ضعيفا وأنا في طاعة الله أحب إلي من أن اكون قويا في معصية وما كنت لأهتك سترا ستره الله.

فكتب بقول النعمان الى يزيد فدعا مولى يقال له : سرجون ـ وكان يستشيره ـ فأخبره الخبر فقال له : أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا؟ قال : نعم قال : فاقبل مني فانه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد فولها اياه فكتب إليه برضائه وانه قد ولاه الكوفة مع البصرة وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله إن وجده.

قال : فاقبل عبيد الله في وجوه أهل البصرة حتى قدم الكوفة متلثما ولا يمر على مجلس من مجالسهم فيسلم إلا قالوا : عليك السلام يا ابن بنت رسول الله ـ وهم يظنون انه الحسين بن علي (عليه السلام) ـ حتى نزل القصر فدعا مولى له فاعطاه ثلاثة آلاف وقال له : اذهب حتى تسأل عن الرجل الذي يبايع له أهل الكوفة فاعلمه أنك رجل من أهل حمص جئت لهذا الأمر وهذا مال تدفعه إليه ليتقوى فلم يزل يتلطف ويرفق به حتى دل على شيخ من أهل الكوفة يلي البيعة فلقيه فأخبره فقال له الشيخ : لقد سرني لقاؤك إياي وقد ساءني فأما ما سرني من ذلك فما هداك الله له وأما ما ساءني فان أمرنا لم يستحكم بعد فادخله إليه فأخذ المال وبايعه ورجع الى عبيد الله فاخبره.

فتحول مسلم حين قدم عبيد الله بن زياد من الدار التي كان فيها الى منزل هانئ بن عروة المرادي وكتب مسلم بن عقيل الى الحسين بن علي (عليه السلام) يخبره ببيعة اثنى عشر الفا من أهل الكوفة ويأمره بالقدوم وقال عبيد الله لوجوه أهل الكوفة : مالي أرى هانئ بن عروة لم يأتني فيمن أتاني! قال : فخرج إليه محمد بن الاشعث في ناس من قومه وهو على باب داره فقالوا : إن الأمير قد ذكرك واستبطاك فانطلق إليه فلم يزالوا به حتى ركب معهم وسار حتى دخل على عبيد الله وعنده شريح القاضي فلما نظر إليه قال لشريح : أتتك بحائن رجلاه فلما سلم عليه قال : يا هانئ اين مسلم؟ قال : ما ادري فأمر عبيد الله مولاه صاحب الدراهم فخرج إليه فلما رآه قطع به فقال : أصلح الله الأمير والله ما دعوته الى منزلي ولكنه جاء فطرح نفسه علي قال ائتني به قال : والله لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه قال : ادنوه إلي فأدني فضربه على حاجبه فشجه قال : وأهوى هانئ الى سيف شرطي ليسله فدفع عن ذلك وقال : قد أحل الله دمك فأمر به فحبس في جانب القصر.

وروى الطبري بعد هذا حديثا فيما يتعلق بتفصيل الحادثة ثم ذكر كلام الامام أبي جعفر (عليه السلام) قال : فبينا هو كذلك اذ خرج الخبر الى مذحج فاذا على باب القصر جلبة سمعها عبيد الله فقال : ما هذا؟ فقالوا : مذحج فقال لشريح : اخرج إليهم فأعلمهم أني انما حبسته لأسأله وبعث عينا عليه من مواليه يسمع ما يقول فمر بهانىء بن عروة فقال له هانئ : اتق الله يا شريح فانه قاتلي فخرج شريح حتى قام على باب القصر فقال : لا بأس عليه انما حبسه الأمير ليسأله فقالوا صدق ليس على صاحبكم بأس فتفرقوا فاتى مسلما الخبر فنادى بشعاره فاجتمع إليه اربعة آلاف من أهل الكوفة فقدم مقدمته وعبى ميمنته وميسرته وصار في القلب الى عبيد الله وبعث عبيد الله الى وجوه أهل الكوفة فجمعهم عنده في القصر فلما سار إليه مسلم فانتهى الى باب القصر أشرفوا على عشائرهم فجعلوا يكلمونهم ويردونهم فجعل أصحاب مسلم يتسللون حتى امسى في خمسمائة فلما اختلط الظلام ذهب اولئك أيضا.

فلما رأى مسلم انه قد بقي وحده جعل يتردد في الطرق فانى بابا فنزل عليه فخرجت إليه امرأة فقال لها : اسقيني فسقته ثم دخلت فمكثت ما شاء الله ثم خرجت فاذا هو على الباب قالت : يا عبد الله إن مجلسك مجلس ريبة فقم قال : إني مسلم بن عقيل فهل عندك مأوى؟ قالت : نعم ادخل وكان ابنها مولى لمحمد بن الأشعث فلما علم به الغلام انطلق الى محمد فأخبره فانطلق محمد الى عبيد الله فأخبره فبعث عبيد الله عمرو بن حريث المخزومي ـ وكان صاحب شرطه ـ إليه ومعه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فلم يعلم مسلم حتى احيط بالدار فلما رأى ذلك مسلم خرج إليهم بسيفه فقاتلهم فاعطاه عبد الرحمن الامان فأمكن من يده فجاء به الى عبيد الله فأمر به فاصعد الى أعلى القصر فضربت عنقه والقى جثته الى الناس وأمر بهانىء فسحب الى الكناسة فصلب هنالك وقال شاعرهم في ذلك :

فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري      الى هانئ في السوق وابن عقيل

أصابهما أمر الامام فأصبحا               أحاديث من يسعى بكل سبيل

أيركب أسماء الهماليج آمنا                وقد طلبته مذحج بذحول

ثم يذكر الطبري روايات أخرى عن أبي مخنف وغيره في تفصيل الأحداث ثم عقب ذلك بقوله : حدثنا خالد بن يزيد بن عبد الله القسرى قال : حدثنا عمار الدهني قال : قلت لأبي جعفر : حدثني عن مقتل الحسين حتى كأني حضرته قال : فاقبل الحسين بن علي بكتاب مسلم بن عقيل كان إليه حتى اذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي فقال له : اين تريد؟ قال : أريد هذا المصر قال له : ارجع فاني لم ادع لك خلفي خيرا أرجوه فهم أن يرجع وكان معه أخوة مسلم بن عقيل فقالوا : والله لا نرجع حتى نصيب بثأرنا أو نقتل فقال : لا خير في الحياة بعدكم فسار فلقيته أوائل خيل عبيد الله فلما رأى ذلك عدل الى كربلاء فاسند ظهره الى قصباء وخلا كيلا يقاتل الا من وجه واحد فنزل وضرب أبنيته وكان اصحابه خمسة واربعين فارسا ومائة راجل وكان عمر بن سعد بن أبي وقاص قد ولاه عبيد الله بن زياد الري ، وعهد إليه عهده فقال : اكفني هذا الرجل قال : اعفني فأبى أن يعفيه قال فانظرني الليلة فأخره فنظر في أمره فلما اصبح غدا عليه راضيا بما أمر به فتوجه إليه عمر بن سعد فلما أتاه قال له الحسين : اختر واحدة من ثلاث : أما أن تدعوني فانصرف من حيث جئت وأما أن تدعوني فاذهب الى يزيد وأما أن تدعوني فألحق بالثغور فقبل ذلك عمر فكتب إليه عبيد الله لا ولا كرامة حتى يضع يده في يدي فقال له الحسين : عشر شابا من أهل بيته وجاء سهم فاصاب ابنا له معه في حجره فجعل يمسح الدم عنه ويقول : اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا ثم أمر بحبرة فشقها ثم لبسها وخرج بسيفه فقاتل حتى قتل صلوات الله عليه قتله رجل من مذحج واحتز رأسه وانطلق به الى عبيد الله وقال :

اوقر ركابي فضة وذهبا                    فقد قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا          وخيرهم اذ ينسبون النسا

وأوفده الى يزيد بن معاوية ومعه الرأس فوضع رأسه بين يديه وعنده ابو برزة الأسلمي فجعل ينكت بالقضيب على فيه ويقول :

يفلقن هاما من رجال أعزة        علينا وهم كانوا أعق وأظلما

فقال له أبو برزة : ارفع قضيبك فو الله لربما رأيت فاه رسول الله (صلى الله عليه واله) على فيه يلثمه وسرح عمر بن سعد بحرمه وعياله الى عبيد الله ولم يكن بقى من أهل بيت الحسين بن علي (عليه السلام) إلا غلام كان مريضا مع النساء فأمر به عبيد الله ليقتل فطرحت زينب نفسها عليه وقالت : والله لا يقتل حتى تقتلوني!! فرق لها فتركه وكف عنه.

قال : فجهزهم وحملهم الى يزيد فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ثم ادخلوهم فهنئوه بالفتح قال رجل منهم ازرق أحمر ونظر الى وصيفة من بناتهم فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه فقالت زينب : لا والله ولا كرامة لك ولا له إلا أن يخرج من دين الله قال فأعادها الأزرق فقال له يزيد كف عن هذا ثم أدخلهم على عياله فجهزهم وحملهم الى المدينة فلما دخلوها خرجت امرأة من بني عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كمها على رأسها تلقاهم وهي تبكي وتقول :

ما ذا تقولون : إن قال النبي لكم                 ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

 بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي               منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم          أن       تخلفوني بسوء في ذوي رحمي

وانتهت بذلك رواية عمار الدهني عن الامام أبي جعفر (عليه السلام) : ذكر كارثة كربلا.

تواجه هذه الرواية عدة من المؤاخذات منها ما يلي :

1 ـ إن عمار الدهني طلب من الامام (عليه السلام) أن يحدثه عن مقتل الامام الحسين (عليه السلام) كأنه قد حضره أما الجواب فقد كان موجزا ولم يشر الى كثير من الأحداث لا بقليل ولا بكثير فقد طويت فيه اكثر فصول تلك المأساة ومن الطبيعي أن هذا لا يتناسب مع السؤال الذي يطلب فيه المزيد من المعلومات.

2 ـ إنه جاء في هذه الرواية ان الامام الحسين (عليه السلام) حينما اجتمع بابن سعد طلب منه أحد هذه الامور :

أ ـ ان يسمحوا له بالرجوع الى يثرب.

ب ـ ان يذهب الى يزيد.

ج ـ أن يلحق بالثغور.

ومن المقطوع به عدم صحة الامرين الأخيرين فان الامام (عليه السلام) لو فرض أنه ادلى بهما لما قدم الجيش الأموي على قتاله وحربه وقد تحدث عن افتعال ذلك عقبة بن سمعان وهو ممن صاحب الامام من المدينة الى مكة ثم الى العراق وظل ملازما له حتى قتل يقول : صحبت الحسين من المدينة الى مكة ومنها الى العراق ولم أفارقه حتى قتل وقد سمعت جميع كلامه فما سمعت منه ما يتذاكر فيه الناس من أن يضع يده في يد يزيد ولا أن يسير الى ثغر من الثغور لا في المدينة ولا في مكة ولا في العراق ولا في عسكره الى حين قتل نعم سمعته يقول : اذهب الى هذه الارض العريضة حتى انظر ما يصير إليه الناس ونظرا لاشتمال الرواية على هذه البنود فلا تصح نسبتها الى الامام أبي جعفر (عليه السلام) ومن المحتمل أن الرواية بناء على صحتها قد نقص منها الشيء الكثير وزيد فيها مما جعلها مضطربة لا يمكن التعويل عليها .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.