المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



بيان الصفات الثبوتية  
  
1347   08:53 صباحاً   التاريخ: 24-10-2014
المؤلف : العلامة المحقق السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : حق اليقين في معرفة أصول الدين
الجزء والصفحة : ج 1، ص41-43
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات - مواضيع عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014 1348
التاريخ: 12-4-2017 1082
التاريخ: 2-4-2018 2996
التاريخ: 12-4-2017 1316

إن صفات الكمال و الجمال لا تنحصر لأن الخلو عن الكمال نقص ، وكل نقص‌ منفي ،  وكل كمال ثابت له تعالى و إلا لاستحال كونه صانعا ،لأن كل صانع لا يمكن أن‌ يكون صانعا إلا إذا كان كاملا في صنعته ، فلا بد أن يكون صانع جميع العالم كاملا بكل ‌كمال بالذات من جميع الجهات. والمقصود من الصفات الثبوتية نفي أضدادها إذ صفاته ‌تعالى لا كيفية لها و لا سبيل إلى إدراكها ، فالقصور منها جلب أضدادها فهي سلوب في‌ الحقيقة ، فمعنى كونه تعالى قادرا عالما أي ليس بعاجز و لا جاهل لأن العجز و الجهل ‌نقصان لا يليق بالكامل بالذات من جميع الجهات و هكذا في جميع الصفات ، واما ان ‌يكون المقصود منها إبطال الحدين أي انه تعالى ليس معطلا في القدرة و العلم و غيرها وليس شبيها بقادر منا فإن كون زيد موجودا سميعا بصيرا لا لذاته بل من غيره. وقد جمع ‌اللّه بينهما في قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .و كيف كان فقد اتفقت عبارات أهل الكلام في مقدار عددها و اختلفت عباراتهم في‌ اعتبار معدودها فجعلها المحقق الطوسي في تجريده ثمانية و هي القدرة ،والعلم ، والحياة ، والإرادة ،والإدراك ، والكلام ، والصدق ، والسرمدية ، وجعلها بعضهم هذه لكن‌ اعتبر موضع الإدراك السمع و البصر و لم يعتبر الصدق ، واعتبر البقاء موضع السرمدية ، و لا يخفى أولوية اعتبار الإدراك فإنه أعم من السمع و البصر ، وكأنه لما رأى ان معنى كونه‌ مدركا أنه عالم بالمدركات اكتفى عنه بالعلم و آثر ذكر السميع و البصير لورودهما في القرآن ‌العزيز ، والإدراك و إن ورد كذلك إلا أنه ورد خاصا بالإبصار ، والغرض جعله صفة عامة. و أما عدم اعتبار الصدق فلعله للاكتفاء عنه بذكر العدل فإنه يرجع إليه بنوع من الاعتبار.

و جعلها العلامة قدس سره في كتبه الكلامية أيضا ثمانية : القدرة ، والعلم ، والحياة، والإرادة ، والكراهية ، والإدراك ، وأنه قديم أزلي باق أبدي ، وأنه متكلم ، وأنه صادق ، فزاد اعتبار الكراهية ، ومن اكتفى بذكر الإرادة رأى أن الكراهية هي إرادة الترك و لذا عدّهما العلامة واحدة و زاد اعتبار القدم و الأزلية و الأبدية لأنها تفصيل معنى السرمدية و التفصيل‌ أولى من الإجمال خصوصا في مقام تعداد صفات الكمال ، فإن تعداد الثناء بأربع صفات‌ أبلغ منه بصفة تجمع معنى الأربع ، وأما عدّها واحدة فلرجوعها إلى معنى واحد و هو السرمدية ، وبالجملة فوجه الاقتصار على هذه الثمانية مع أن صفاته تعالى كثيرة جدا أن ‌الغرض بيان الصفات الذاتية الحقيقية و ما عدا المذكورات ، إما إضافة محضة كالخالق ‌والرازق و الحفيظ و نحوها ، أو ترجع إلى المذكورات كما لا يخفى على أنه يمكن أيضا رد جميع الصفات إلى القدرة و العلم فإن الإرادة و الكلام يرجعان إلى القدرة و ما سواهما إلى ‌العلم بل يمكن رد الجميع إلى وجوب الوجود . ومثل هذا قال الشهيد الثاني رحمه اللّه قال : وعلى هذا فيمكن أن يقال يكفي في‌ معرفة اللّه تعالى اعتقاد وجوب وجوده و قدرته و علمه ، بل اعتقاد وجوب وجوده و بالجملة فالحق أن صفاته تعالى اعتبارات نحدثها عند عقولنا عند مقايسة ذاته تعالى إلى غيرها ، ونظرا إلى آثاره الصادرة عنه تعالى أنه لما أوجد مقدورا صادرا عنه تعالى اعتبر له قدرة كما في الشاهد ، و هكذا حيث وجد هناك معلوما اعتبر له علم إلى غير ذلك و إلا فذاته المقدسة لا صفة لها زائدة عليها و إلا لزم كونها محلا لغيره إن قامت به ، وقيام صفته بغيره إن لم تقم ‌به ، وكلاهما بديهي البطلان و عدم قيامها بشي‌ء بل بنفسها أظهر بطلانا ، فالكل راجع إلى‌ كمال الذات المقدسة و غنائها ، لكن لما كانت عقول الخلق متفاوتة في الاستعداد حتى إنه‌ تدرك كثرة عصمة من اطلعت على كثرة صفاته الجميلة كما هو الواقع في الشاهد لو حظت ‌هذه الصفات و الاعتبارات ليتوصل بها الخلق إلى معرفة خالقهم على حسب استعدادهم ، ثم إنه قد ينكشف عليهم بسببها أنوار كبريائه عند الإحاطة بحقائقها و أنها ليست إلا اعتبارات فلا يجدون في الوجود إلا ذاتا واحدة واجبة مقدسة كما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السّلام بقوله (و تمام توحيده نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة انها غير الموصوف و بشهادة كل موصوف انه غير الصفة) وحينئذ فلا حرج في اختلاف العبارات في‌ تعداد هذه الصفات فإن الغرض منها تقريب معرفة الواحد إلى افهام التوحيد .

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.