المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

لكل امرئ عاقبة حلوة او مرة
18-3-2021
تغير قيمة النقود في عقد الايجار
19-5-2016
تأكيد الوصاية بالثقلين
22-11-2015
Stanislaw Meiczyslaw Mazur
14-11-2017
شجاعة مالك الأشتر (رض).
2023-10-31
الأجنحة في الحشرات
17-1-2016


إبراهيم بن العباس  
  
3590   06:03 مساءاً   التاريخ: 27-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص87-89.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-7-2016 3476
التاريخ: 27-7-2016 3107
التاريخ: 28-7-2016 3083
التاريخ: 2023-02-21 3195

إبراهيم بن العباس ابن محمد الصولي الشاعر الملهم الكبير يكنى أبا اسحاق من المع شعراء عصره و من اكثرهم ولاء و محبة لأئمة أهل البيت (عليهم السّلام) اتصل بالامام الرضا (عليه السّلام) اتصالا وثيقا و كان ابراهيم يكن في نفسه أعمق الود و خالصه للامام (عليه السّلام) و نعرض إلى بعض الجوانب من حياته.

وفد ابراهيم مع شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي على الامام الرضا (عليه السّلام) حينما بايع له المأمون بولاية العهد و قد انشده دعبل قصيدته الخالدة التي تعد من محاسن الشعر العربي و سنذكرها في ترجمته و انبرى من بعده ابراهيم فانشده قصيدته التي لم يعرف منها غير هذا البيت:

أزالت عزاء القلب بعد التجلد               مصارع أولاد النبي محمد

و يحكي هذا البيت توجع الصولي و أساه على ما حل بأهل بيت النبوة من عظيم المحن و الخطوب التي صبها عليهم اعداء الاسلام و فيما احسب ان القصيدة كلها بهذه الجودة و المتانة و التفجع على مصائب أهل البيت و لما فرغ من إنشادها وهب الامام لهما عشرين الف درهم من الدراهم التي عليها اسمه الشريف اما دعبل‏ فصار بجائزته إلى قم المقدسة فاشترى أهلها كل درهم بعشرة فباع حصته بمائة الف درهم و اما ابراهيم بن العباس فلم يزل عنده بعضها حتى مات‏ .

و من شعره في مدح الامام الرضا (عليه السّلام) هذه الابيات:

كفى بفعال امرئ عالم‏             على أهله عادلا شاهدا

ارى لهم طارفا مونقا              و لا يشبه الطارف التالدا

يمن عليكم بأموالكم‏                و تعطون من مائة واحدا

فلا حمد اللّه مستنصرا             يكون لأعدائكم حامدا

فضلت قسيمك في قعدد           كما فضل الوالد الوالدا

و حكت هذه الأبيات عميق ايمانه بأهل البيت و ولائه لهم و قد كنى عنهم خوفا من السلطة العاتية التي كانت تأخذ بالظن و التهمة لكل من و الى عترة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)

و يعتبر شعر الصولي من روائع الشعر العربي و من مختار شعره قوله:

دنت بأناس عن ثناء زيارة                 و شط بليلى عن دنو مزارها

و ان مقيمات بمنعرج اللوى‏               لأقرب من ليلى و هاتيك دارها

و له:

و لرب نازلة يضيق بها الفتى‏              ذرعا و عند اللّه منها المخرج‏

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها             فرجت و كنت أظنها لا تفرج‏

و له أيضا:

كنت السواد لمقلتي‏                فبكى عليك الناظر

من شاء بعدك فليمت‏              فعليك كنت احاذر

كان ابراهيم صديقا لإسحاق بن ابراهيم فانسخه شعره في الامام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) و دفع إليه شيئا من شعره بخطه و كانت النسخة عنده حتى ولي الطاغية المتوكل و ولي ابراهيم ديوان الضياع و قد حصل تباعد و كراهية بين ابراهيم و اسحاق فعزله ابراهيم عن ضياع كانت بيده و طالبه بمال و ألح عليه و اساء مطالبته فدعا اسحاق بعض من يثق به من إخوانه و قال له: امض الى ابراهيم بن العباس فاعلمه أن شعره في علي بن موسى بخطه عندي و بغير خطه و اللّه لئن استمر على ظلمي و لم يزل عني المطالبة لأوصلن الشعر إلى المتوكل قال: فصار الرجل إلى ابراهيم بن العباس فأخبره بذلك فاضطرب اضطرابا شديدا و جعل الأمر في ذلك إلى الواسطة فاسقط عنه جميع ما كان طالبه به و أخذ الشعر منه و احلفه انه لم يبق عنده منه شي‏ء فلما حصل عنده عمد إلى احراقه بحضرته‏ .

كان ابراهيم كاتبا بليغا و من بديع ما كتبه عن بعض ملوك العباسيين الى بعض البغاة الخارجين يتهددهم و يتوعدهم: اما بعد: فان لأمير المؤمنين أناة فان لم تغن عقب بعدها وعيدا فان لم يغن أغنت عزائمه و السلام.

و علق ابن خلكان على هذه الرسالة بقوله: و هذا الكلام مع و جازته في غاية الابداع‏ .

توفي ابراهيم في منتصف شعبان سنة 243هـ بسر من رأى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.