المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

مناظرة البهلول مع أبي حنيفة في ثلاث مسائل
20-8-2019
الجبال وخصائصها القتالية - التنظيم الإداري والإمداد
20-5-2021
إسماعيل بن مجمع الأخباري
21-06-2015
Present and past systems
2023-03-27
الطريقة الرياضية Mathematical
2024-11-26
Repeated Integral
25-8-2018


تحضير ابنك للتعلم  
  
2136   02:54 مساءاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص195- 198
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

يتذكر الاهل كلهم اول يوم ذهب فيه ولدهم الى المدرسة . ارتدى يومها اجمل ملابسه ووظب اغراضه في حقيبة الظهر الجميلة والجديدة . بعدئذ , دخل الى صفه , مستعدا لبدء رحلة التعلم . ينبغي ان تكون المدرسة تجربة رائعة الا انها ليست كذلك للعديد من الصبيان اذ يذوي حماسهم امام المشاكل الاكاديمية والاضطرابات السلوكية فضلا عن الاساتذة الغير الظرفاء . ثمة اسباب عديدة تجعل الكثير من الصبيان يكرهون المدرسة وثمة طرق عديدة يمكن للأهل ان يستخدموها ليقدموا المساعدة .

ـ لم يعاني الصبيان في المدرسة :

ان الاحصاءات واقعية , فوفقا لوزارة التعليم في الولايات المتحدة , تأتي نتائج الصبيان اسوا من نتائج الفتيات في القراءة منذ ثلاثين عاما ... في كافة الاعمار وفي كل سنة . ان ثلثي طلاب التربية الخاصة في الصفوف الثانوية هم من الصبيان كما ان 50% من الصبيان يميلون الى الرسوب في الصف الثامن مقارنة مع الفتيات . يتم تشخيص حالات نقص في التركيز او صعوبات تعليمية خمس مرات اكثر عند الصبيان منه عند الفتيات ;كما تتم احالتهم الى الطبيب النفسي في المدرسة اكثر من الفتيات . نجد وراء هذه الاحصاءات صبيانا من لحم ودم , يخشون المدرسة , ويمضون ساعات في مكتب الناظر ويرفضون القيام بواجباتهم المدرسية ويقولون للأهل القلقين ان ( الاستاذ لا يحبني) . لماذا ؟

ـ من الصعب ان تكون صبياً :

تخيلوا هذا السيناريو : انه موعد المشاريع الفنية في الحضانة المجاورة . اجتمع خمسة عشر ولدا في الرابعة من العمر في مجموعات فيما السيدة غرانت , المعلمة , تشرح ما عليهم فعله . تضع الفتيات المآزر البلاستيكية بهدوء وينتقلن الى الطاولات وهن يتحدثن بصوت خافت ويجمعن الاوراق والفراشي . لكن يبدوا ان بعض الصبيان على موجة مختلفة تماما , فاربع منهم ما زالوا في الملعب يحاولون ان يجعلوا البرج الذي يركبونه من القطع المتحركة هو الاعلى , ووقف اثنان منهم عند النافذة ينظران الى شاحنة النفايات تمر في الشارع فيما انتزع ثلاثة صبيان الفراشي من الفتيات وراحوا يتبارزون بها ويطعنون بعضهم ويضحكون .

ـ وقائع :

يبدا موقف الصبي من المدرسة والتعلم منذ صفوف الروضة . لسوء الحظ ان العديد من الصبيان يطردون من الروضة لانهم لا ينسجمون مع المعلمة او مع رفاقهم .

تقول السيدة غراي بلطف:(يا صبيان , اجلسوا رجاءً وانضموا الينا على طاولة الاعمال الفنية). لكن الصبيان منشغلون بمصادر تسليتهم الخاصة , يحدثون ضجة ويقهقهون تحرك صبي او اثنان وبدا بوضع المئزر لكن الفن بالنسبة الى معظمهم ليس جذابا بقدر ما يفعلونه حاليا . فقدت السيدة غرانت صبرها امام هذه الفوضى ; وفيما راحت الفتيات ينظرن بتعجرف , قادت السيدة غرانت المتبارزين والناظرين من النافذة الى الزاوية المخصصة للعقاب .

وقالت بحزم:( سأرسل كلمة الى اهاليكم).

بتم تعرفون ان الفتيات والصبيان ينمون ويتطورون بطريقة مختلفة لا سيما في سنوات الحياة الاولى . فتكسب الفتيات عادة المهارات اللغوية والاجتماعية فيما يميل الصبيان الى التصرف بتهور والتمتع بطاقة اكبر ولا يتعاملون بسهولة مع القراءة والكتابة . ان معظم المدرسين في الحضانة والصفوف الابتدائية هم من النساء , وغالبا ما يجدن صعوبة في التعامل مع اسلوب الصبيان الصغار التنافسي والنشيط .

يكتشف العديد من الصبيان الصغار في وقت باكر جدا ان المعلمة لا تحبهم على ما يبدو بقدر ما تحب الفتيات اللواتي لا يواجهن اي صعوبة في ان يجلسن بهدوء وصمت وفي ان يتبعن التعليمات والارشادات وفي ان يقمن بعملهن . تبدا مشاكل الصبيان مع المدرسة باكرا . يشير مركز الدراسات المتعلقة بالأطفال في يال الى ان الطفل عرضة للطرد من الحضانة اكثر من روضة الاطفال بمعدل ثلاث مرات تقريبا , كما ان الصبيان عرضة للطرد من الحضانة اكثر من الفتيات بأربع مرات ونصف . ترتبط اسباب معظم حالات الطرد بمشاكل سلوكية كما ان العديد من هذه المشاكل السلوكية تحصل عندما يتصرف الصبيان الصغار كصبيان . عندما يبلغ الصبي سن الالتحاق بالمدرسة الحقيقية ، يكون قد قرر ان الصف هو مكان يشعر فيه بانه عديم الكفاءة وغير محبوب وغير مرغوب فيه .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.