المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الإصرار ـ كيف اصبح مليونيراً ؟  
  
2042   11:03 صباحاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الاطلاق
الجزء والصفحة : ص113-118
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

نظر الطفل الامريكي الاسمر ذو الست سنوات، الى امه المريضة وهي تعمل بكد كي تعيل اسرتها الفقيرة، وهو كان يخلد للنوم وهي مستيقظة، ويقوم من نومه ليجدها مستيقظة تعمل، فقرر مساعدتها بأي سبيل كان، فتفتق ذهنه عن فكرة بيع عبوات كريم البشرة مقابل دولار ونصف، وكان زبائنه من الجيران وسكان المنازل المحيطة. في سن السابعة طبع لنفسه بطاقة (كارت) كتب عليها مدير القرن الواحد والعشرين. في سن الرابعة عشرة كان قد حقق مليونه الاول.

بعدها هاجمت نوبة قلبية ثانية والدته بسبب الضغوط العصبية ، قرر (فارح جراي) ان عليه فعل أي شيء لمساعدة امه التي تولت وحدها تربية وتنشئة ثلاثة اولاد صغار. رغم ان المنطقة الفقيرة التي كانوا يقطنونها كانت تعج ببائعي المخدرات والهوى، الا ان جراي ادرك ان هذه ليست الطريقة الصحيحة ، ولم تزده كل الصعاب من حول سوى اصرارا على النجاح، ان امه بحاجة لذلك، وهو اراد تحسين مستوى العائلة كلها.

استقر في ذهن جراي ان الشراء بالجملة والبيع بالقطاعي لهو السبيل للحصول على الربح المشروع، لقد فهم هذه الجزئية من طريقة عمل بيع المخدرات في حيه الفقير العنيف. تعرف جراي على معلمه ومرشده روي تاور، والذي علمه انه ما دام نجح في تحقيق ربح قدره 50 دولارا في اليوم، فان بإمكانه ربح المليون في يوم ما. لم تعرف طفولته أي دعة او نعومة، فعندما اراد شراء حقيبة اعمال له، لم تتمكن امه من توفيرها له ، فما كان منه الا ان حول صندوق طعامه المدرسي ليصبح حقيبة اعماله الخاصة ، كما استعار رابطة العنق الرخيصة الخاصة بأخيه ليبدو كرجل اعمال محترف. لم يكن جراي ولدا صغيرا، بل كان رجلا صغيرا كما تروي عنه جدته.

ذات يوم طلب منه القاء خطبة ، فبدأ بالتدرب على افراد عائلته ، الذين استمعوا له كما لو كان استاذا جامعياً او عالما ضليعا. في سن الثامنة اسس جراي منتدى اعمال لأبناء الحي الشرقي الفقير في مدينة شيكاغو، عمد من خلاله للحصول على تبرعات عينية ونقدية : عينية في صورة حضور الناجحين لرواية قصص نجاحهم لأولاد الحي، ونقدية في صورة تبرعات استثمرها الفتى الأسمر بما ينفع اولاد الحي. حصل جراي على 15 الف دولار تبرعات لهذا المنتدى، عبر استخدامه لأسلوبه المبتكر : ارشدني الى خمسة يمكن لهم ان يوافقوا! تعرض جراي لمرات رفض لا حصر لها، لكنه لم ييأس او يخنع، بل تقبل الرفض بروح عالية، وهو كان يطلب من رافضيه ان يرشدوه الى خمسة اشخاص يمكن لهم ان يشتروا منه ما يبيعه.

استثمر جراي نقود التبرعات التي جمعها في مشاريع بيع المشروبات الغازية والحلوى، لكنه لم يتمكن من الحصاد، إذ إن حالة امه الصحية ساءت، ولذا تعين على الاسرة الانتقال لبلدة اخرى حيث حصل اخوه الاكبر على وظيفة افضل، فانتهى به المطاف في مدينة لاس فيجاس. لكن القدر ابتسم للفتى الاسمر الذي كاد يتم العاشرة من عمره، اذ اتيحت له الفرصة للتحدث في برنامج اذاعي، بسبب خبرته وقدرته الطبيعية على الخطابة. لأدائه التلقائي، تم تعيين جراي كمذيع مساعد في ذات البرنامج الذي بلغ عدد المستمعين له قرابة 12 مليون مستمع. لم تمر سوى سنتين إلا وكان جراي خطيبا مفوها يطلبه الناس والمجلات والصحف والتلفزيونات لإلقاء الخطب، مقابل خمسة الى عشرة الاف دولار في الخطبة الواحدة.

اراد جراي استثمار نقوده تلك في مشروع ناجح، وهو اراد ممارسة نشاط سبق له العمل فيه، وحيث انه اعتاد مساعدة جدته في طهي الطعام، لذا قرر وعمره 13 سنة تأسيس شركة بيع اطعمة في مدينة نيويورك، لكنه قرأ قبلها كتاباً عن التسويق، ونفذ ما جاء فيه فصلا بعد فصل. قام جراي بطهي الحساء، ثم قام بصبه في زجاجة، ثم ارسلها لمصنع تعليب، ثم انطلق يبحث عن خبراء في هذه الصناعة ليتعلم منهم. وسنه 14 سنة تحول الفتى الفقير الى مليونير، بعدما حققت شركته مبيعات فاقت المليون ونصف المليون دولار.

لم يتوقف نشاط جراي عند هذا الحد، اذ انشأ شركة لبيع بطاقات الهاتف سابقة الدفع واخرج برنامج حواري اذاعي موجه للمراهقين واشترى مجلة وانتج برنامجا فكاهيا كوميديا ناجحا. لم يقف جراي عند المكسب المادي، اذ اسس جمعية خيرية حملت اسمه موجهة لتقديم خدمات ومساعدات للشباب كي يبدئوا اعمالهم التجارية. رغم عيوب المجتمع الامريكي ـ التي لا نرى سواها- لكن مواهب الفتى لم تدفن فيه، اذ تمت دعوته للانضمام الى عضوية الغرف التجارية وانخرط في منحة دراسية مدتها ثلاث سنوات وعمره 15 سنة. لنجاحه الباهر تلقى دعوة لمقابلة الرئيس الامريكي بوش وزيارة الكونجرس الامريكي واصبح عضوا فخريا في العديد من المجالس التجارية.

وسنه 19 عاما بدا جراي في تأليف كتابه : [هل تريد ان تصبح مليونير؟] إليك تسع خطوات تعينك على ذلك او "Reallionaire" هذه الخطوة هي :

- لا تخش الرفض، فالغزالة الجريحة تقفز مسافات اطول.

- تفهم القوة خلف الاسم.

- اجمع فريقاً من المعلمين والمرشدين الناجحين حولك.

- استغل كل وأي فرصة.

- امض مع التيار.. لكن اعرف الى اين تريد الذهاب.

- كن مستعدا نفسيا لتقبل الفشل والوقوف على رجليك بعد الوقوع.

- خصص وقتك لما تعرفه.

- اجب عميلك وزبونك.

- لا تقلل ابدا من قوة شبكة المعارف والعلاقات.

أصبح هذا الكتاب من افضل الكتب مبيعا في امريكا خلال صيف العام الماضي، وخلال اسابيع قليلة من طرحه في الاسواق، وحصل على الثناء والمديح من مشاهير الشخصيات المحترمة في المجتمع الامريكي، بدءا بالرئيس الامريكي بيل كلينتون، ومرورا بآخرين مثل بيير سولتون ومارك فيكتور هانسن.

هل للقصة نهاية سعيدة؟ تعاني اخت جراي من مرض سرطان الدم (لوكيميا) وهي في حاجة ماسة لزرع نخاع عظام، ولم يحدث تطابق مع نخاع افراد عائلتها، ورغم مرور العام تقريباً، لكن اخته لم تجد المتبرع المناسب حتى الان، انه امر لا يستطيع دفتر شيكات جراي التكفل به. نشاط جراي التجاري الحالي هو العقارات، وهو حصل على دكتوراه فخرية تقديرا لتاريخه الحافل.

الشاهد من قصة الفتى الأسمر :

لم يسخر المجتمع من محاولات الطفل الصغير لاقتحام عالم التجارة بل ساعدوه.

لم يرفض رجال الأعمال المشاركة بخبراتهم واوقاتهم واموالهم مع أطفال الحي.

تشجيع المجتمع الأمريكي الشديد الناجحين ولو كانوا صغارا أو سودا !!

النجاح المالي لا يعني التخلي عن مساعدة الغير.

لم ييأس أبداً، ولم يتوقف عن التعلم من الغير.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.